التشيك تصوّت في انتخابات قد تمهّد صعود ملياردير شعبوي

الانتخابات العامة في التشيك: تصاعد زخم حزب بابيش ومخاوف من تقارب مع موسكو

يقوم الناخبون التشيكيون بالإدلاء بأصواتهم في انتخابات عامة تمتد على يومين، يُتوقع أن يتصدّر فيها حزب الملياردير الشعبوي أندريج بابيش (حركة ANO — «نعم») نتائج الاقتراع، من دون أن يحصد أغلبية تمكنه من تشكيل حكومة بمفرده، ما يرفع احتمالَ اضطراره إلى التفاوض لتشكيل ائتلاف حكومي ويثير مخاوف من تقارب محتمل مع دول أوروبية مؤيدة لروسيا مثل المجر وسلوفاكيا.

فتحت مراكز الاقتراع أبوابها عند الساعة 12:00 بتوقيت غرينتش وأُغلقت عند الساعة 20:00 يوم الجمعة، على أن تُعاد الفتح صباح السبت من 06:00 إلى 12:00 بتوقيت غرينتش، مع ترجيح إعلان النتائج مساء السبت.

حتى لو تصدّر حزب ANO السباق الانتخابي، فإنه سيضطر على الأرجح إلى الدخول في مفاوضات تحالف؛ ويُعدّ تحالف المعارضة اليمينية المتطرفة SPD، الذي يحظى بدعم نحو 12% من الناخبين، المرشحَ الشريك المحتمل.

صوّرت الحملات الانتخابية بابيش، البالغ من العمر 71 عاماً، على أنه “ترامبي” في مواقفه؛ فقد تعهّد بتوسيع برامج الرفاه الاجتماعي وبتوقيف المساعدات العسكرية لأوكرانيا. وتؤكد استطلاعات الرأي تفوق ANO بأكثر من 30% غالباً، مقابل نحو 20% لتحالف مع فِيالا («معاً»).

الحكومة الحالية اليمينية الوسطى برئاسة بيتر فيالا (61 عاماً) — العضو في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتـو) — قدّمت مساعدات إنسانية وعسكرية واسعة لأوكرانيا، لكن كثيرين من الناخبين يلومونها على الإهمال النسبي لمشكلات الداخل.

يقول الجغرافي ياروسلاف كولار (68 عاماً) لوكالة الأنباء «أف ب»: «التغيير ضروري. يجب أن تكون جمهورية التشيك أكثر استقلالية؛ لا ينبغي أن تقتصر على كونها رسولاً لبروكسل». وفي المقابل، أعربت الطبيبة آنا ستيفانوفا (41 عاماً) عن خشيتها من «انقضاء توازن نحو روسيا».

يقرأ  خرج أكثر من ٨٫٣ ملايين شخص من دائرة الفقر في المكسيك خلال الفترة بين عامَي ٢٠٢٢ و٢٠٢٤

بعد إدلائه بصوته في أحد مراكز الاقتراع في أوسترافا يوم 3 أكتوبر 2025، تحدث رئيس حركة ANO المعارض أندريج بابيش إلى وسائل الإعلام. خلال فترته كرئيس للوزراء بين 2017 و2021 انتقد بابيش بعض سياسات الاتحاد الأوروبي، ونسج علاقات طيبة مع رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان ورئيس وزراء سلوفاكيا روبرت فيكو، اللذين حافظا على روابط قوية مع موسكو رغم غزوها لأوكرانيا في فبراير 2022.

مع ذلك، نفى بابيش أي نية للسير بخطوات تفضي إلى الخروج من الاتحاد الأوروبي أو حلف شمال الأطلسي، ورفض الدعوات لإجراء استفتاءات حول ذلك، مرافعاً ضد اتهامات الحكومة الحالية بأنه سيقود البلاد بعيداً عن مسارها الديمقراطي الغربي.

يقدّم بابيش نفسه كداعم للسلام ومطالب بوقف الأعمال القتالية في أوكرانيا، مع شعار عملي يردِّد معنى «التشيك أولاً» على شاكلة خطاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، ووعد بـ«حياة أفضل» لكل التشيكيين. وفي 2024 شارك في تأسيس مجموعة «الوطنيون من أجل أوروبا» ذات التوجه اليميني المتطرف في البرلمان الأوروبي، التي تضمّ من بينها حزب التجمع الوطني الفرنسي ضمن أطرافها.

حذر فيالا عبر منصته من أن الناخبين سيحسمون «ما إذا كنا سنواصل طريق الحرية والديمقراطية الجيدة والأمن والازدهار، أم أننا سَنَمضي شرقاً». وظهرت مخاوف من انتشار دعاية مؤيدة لروسيا عبر منصات التواصل طوال فترة الحملة الانتخابية، وإن كان المحلّلون يرون أن تأثير ذلك على توجُّه الناخبين لم يظهر بصورة جلية حتى الآن.

أفاد فريق من المحلّلين أخيراً بأن حسابات تشيكية على تيك توك تصل إلى ملايين المشاهدين «تنشر منهجياً دعاية مؤيدة لروسيا وتدعم أحزاباً مناوئة للنظام عبر تلاعب في معدلات التفاعل». وتأتي الانتخابات بعد فوز حاسم لحزب مولدوفا الموالٍ لأوروبا في اقتراع برلماني اتُّهمت فيه روسيا بالتدخل، ما اعتُبر اختباراً حاسماً بين البقاء ضمن الفضاء الأوروبي أو الانزلاق نحو موسكو.

يقرأ  العائد على الاستثمار في الأمن السيبرانيكيف يثبت قادة تكنولوجيا المعلومات في المدارس الابتدائية والثانوية ومزودو الخدمات المُدارة قيمته؟

يشوب الساحتينِ السياسيتين في التشيك سلسلة فضائح طالت بابيش وفيالا على حدّ سواء. تواجه حكومة فيالا انتقادات بسبب قرار وزارة العدل قبولها 44 مليون دولار بتكوينات بيتكوين من مجرم مدان، بينما يواجه بابيش، المولود في سلوفاكيا والمصنّف سابعاً بين أثرى التشيك بحسب مجلة فوربس، محاكمة بتهمة الاحتيال على منح أوروبية تزيد قيمتها عن مليوني دولار. ونفى بابيش جميع الاتهامات واعتبرها «حملة تشويه» تهدف إلى تقويضه.

أضف تعليق