وجد تقرير أن موجة ارتفاع في الجهد تسببت بانقطاع واسع للكهرباء في الاسبانيا والبرتغال، واصفًا إياها بأنها “الأشد” في أوروبا خلال العشرين عامًا الماضية والأولى من نوعها على هذا النحو.
قال داميان كورتيناس، رئيس اتحاد مشغلي شبكات الكهرباء Entso‑e، إن الحادثة تُعد أول حالة معروفة لانقطاع ناجم عن زيادة الجهد الكهربائي، وهي ظاهرة تنشأ حين يرتفع مستوى التيار عن الحدود المقررة.
أضاف كورتيناس: “هذا مجال جديد”، موضحًا أن دور Entso‑e ليس في إلقاء اللوم على طرف بعينه بشأن السبب.
تسبب انقطاع أبريل في تعطّل كبير دام ما يقارب اليوم، إذ عمّ الظلام مناطق واسعة وقطعت خدمات الإنترنت والهاتف وتوقفت خطوط النقل والمواصلات.
شمل الانقطاع أجزاء كبيرة من إسبانيا والبرتغال، ووصل أثره لفترة وجيزة إلى جنوب‑غرب فرنسا.
ركز التقرير، الصادر يوم الجمعة، على حالة نظم الطاقة في يوم الحادث وتتابع الوقائع التي أدت إليه. وخلص إلى أن سلسلة من “ارتفاعات جهد متتالية” — أي زيادة في مستوى الجهد تتجاوز المعايير المعتادة — كانت السبب المباشر.
يمكن أن تنجم زيادات الجهد عن تدفقات مفاجئة في الشبكات نتيجة فائض في العرض أو ضربات البرق، أو عن قصور في معدات الحماية وعدم كفايتها للحفاظ على الاستقرار في الشبكة، ما أثر على توازن الإمداد.
أشارت الوثيقة إلى أن خطط الدفاع الآلي فُعّلت لكنها لم تنجح في منع إيقاف منظومة الطاقة عن العمل.
يجري التحقيق في الحادثة بالتوازي من قبل حكومات وشركات عدة: تحقيقات وتقارير منفصلة أعدتها الحكومة الإسبانية وشركات الطاقة وشركات إدارة الشبكات، إضافة إلى تحقيقات من هيئة الرقابة الوطنية على الطاقة والبرلمان الإسباني. وترى الحكومة الإسبانية أن تقرير Entso‑e يؤيد استنتاجاتها.
وقالت سارا آغسن، وزيرة التحول البيئي، إن التقرير “يتوافق تمامًا” مع نتائج تحقيق تكلفت به حكومتها والذي خلُص في يونيو إلى أن كلًا من مزود الشبكة الوطنية ريد إلكتريكا والشركات الكهربائية الخاصة تحملان مسؤولية الحادث.
ورغم ذلك، أصرّت ريد إلكتريكا والشركات الخاصة على أنها ليست السبب الوحيد. وألقت ريدايا المسؤولية على تقاعس بعض محطات الفحم والغاز والطاقة النووية عن المساهمة في المحافظة على الجهد المناسب. أما شركات المرافق الإسبانية فقد حمّلت مخططي الشبكات جزءًا من المسؤولية لضعف التخطيط.
نبه تقرير Entso‑e أيضًا إلى وجود نقص في بيانات مهمة، مؤكدًا أن “جمع بيانات كاملة وعالية الجودة كان تحديًا كبيرًا لهذه التحقيقات”.
من المقرر نشر تقرير نهائي في الربع الأول من العام المقبل يحقق في الأسباب الجذرية لارتفاع الجهد والإجراءات المتبعة للتحكم في الجهد داخل النظام.
أثار الانقطاع نقاشًا أوسع دخل الساحة السياسية حول نموذج الطاقة في البلاد. ربطت المعارضة بين الاعتماد المتزايد على الطاقة المتجددة، الذي تروّج له حكومة بيدرو سانشيز اليسارية، وتراجع إمدادات الطاقة النووية، معتبرة أن ذلك ربما أدى إلى نقص مراجع احتياطية موثوقة.
رفضت الحكومة هذه الفرضيات بشكل قاطع، بينما تجنّب التقرير الجديد الانحياز عند تناول أسباب انقطاع أبريل الاستثنائي.
أدى فقدان التيار إلى إيقاف مباراة في بطولة مدريد المفتوحة للتنس منتصف الشوط. كما توقفت محطات الطاقة النووية الإسبانية تلقائيًا، وأعلنت شركة النفط موفي تعليق العمليات في مصافيها.
وُغمرت مبانٍ في الظلام، كما تعطل عمل الهواتف النقالة وإشارات المرور؛ فأمتدّت الطوابير حول زوايا الشوارع وتعطلت المدفوعات بالبطاقات، مما اضطر الناس للانتظار لسحب النقود وامتلأت الحافلات بالركاب مع تعطل وسائل النقل الأخرى.
استُدعي عمال الإنقاذ إلى 286 مبنىً لتحرير أشخاص احتجزوا داخل مصاعد في منطقة مدريد، بينما فعّلت المستشفيات خطط الطوارئ وأوقفت الإجراءات الروتينية.