آبل تزيل تطبيق «آيس بلوك» من متجر التطبيقات بعد ضغوط الحكومة الأمريكية — أخبار التكنولوجيا

ابل تؤكد إزالة تطبيق ICEBlock من متجر التطبيقات بعد ضغوط إدارة ترامب

أكدت شركة أبل سحب تطبيق ICEBlock — وهو تطبيق يجمع بلاغات عن ظهور عناصر مكتب الهجرة ومكافحة الجمارك الأمريكي (ICE) — وتطبيقات مشابهة من متجر التطبيقات التابع لها، عقب ضغوط مورِدت من إدارة الرئيس دونالد ترامب.

بحلول يوم الجمعة لم يعد التطبيق متاحاً للتحميل عبر متجر التطبيقات.

فريق التواصل الاجتماعي للتطبيق نشر على منصة بلو سكاي: «تلَّقينا للتو رسالة من مراجعة تطبيقات أبل تفيد بأن #ICEBlock قد أُزيل من المتجر بسبب “محتوى مسيء”. الوحيد الذي نستطيع تصوره هو أن السبب يعود إلى ضغوط من إدارة ترامب. لقد ردينا وسنقاوم هذا القرار!»

الخطوة تُعد حالة نادرة لسحب تطبيقات بناءً على طلبات من الحكومة الأمريكية، ما أثار تساؤلات حول ضغوط السلطات على شركات خاصة وحدود حرية التعبير.

حول التطبيق ومبررات السحب

ICEBlock هو تطبيق مجاني مخصّص لهواتف آيفون يتيح للمستخدمين الإبلاغ عن نشاطات مكتب الهجرة ومكافحة الجمارك ومتابعتها بشكل مجهول. تم تطويره في أبريل استجابةً لسياسة ترامب المتشددة بشأن الهجرة ولزيادة عمليات اعتقال مكتب الهجرة مؤخراً.

منذ عودته إلى المكتب، صعّد ترامب جهود هذا الجهاز نحو حملات ترحيل واسعة؛ حيث شنت عناصره اقتحامات لمقار العمل والمنازل والمحاكم لاعتقال مهاجرين، وهو ما اعتبره نشطاء حقوقيون تقييداً لحرية التعبير وحقوق الإجراءات القانونية الواجبة في سياق حملة الترحيل الحكومية.

رد آبل والسلطات

قالت أبل في بيان مُرسَل عبر البريد الإلكتروني إنها «استناداً إلى معلومات تلقّيناها من جهات إنفاذ القانون حول مخاطر على السلامة مرتبطة بـICEBlock، قمنا بإزاله التطبيق وتطبيقات مماثلة من متجر التطبيقات». (خطاب الشركة تضمن الاعتماد على تحذيرات أمنية صادرة عن إنفاذ القانون.)

يقرأ  ارتياح وفرحة بولادة مولود جديد لعائلة طالبة لجوء فقدت طفلها اختناقًا أثناء عبور مضيق المانش

أفادت شبكة فوكس بيزنس أولاً بسحب التطبيق، مستندة إلى تصريح لوزيرة العدل الأمريكية السابقة بام بوندي تقول فيه إن وزارة العدل تواصلت مع أبل وأن الأخيرة استجابت لطلب سحب التطبيق. وذكرت بوندي أن «ICEBlock مُصمَّم لتعريض عملاء الـICE للخطر لمجرد قيامهم بمهامهم، والعنف ضد جهات إنفاذ القانون خط أحمر لا يمكن تجاوزه».

ردود المطوّرين والمدافعين عن الحريات

جوشوا آرون، مبتكر التطبيق والمقيم في تكساس، نفى هذا التصوير وانتقد قرار أبل بشدة، قائلاً لوكالة رويترز: «أشعر بخيبة أمل كبيرة من تصرف أبل اليوم. الاستسلام لنظام سلطوي ليس أبداً القرار الصائب».

من جهتها، نبهت مؤسسة الحدود الإلكترونية (EFF) — وهي منظمة دفاع عن الحقوق الرقمية — إلى أن خطوة السحب تندرج في نمط من المبالغة الحكومية في التدخل بحسب ديفيد غرين، مدير الحريات المدنية في المنظمة. وقال غرين للجزيرة إن هذا ليس أمراً مفاجئاً «فقد كانوا يهددون بهذا منذ فترة ونتوقع مزيداً من الإجراءات الدستورية الباطلة صراحةً في المستقبل».

أشار غرين إلى أن أنشطة التطبيق محمية بموجب التعديل الأول للدستور الأمريكي الذي يكفل حرية التعبير، وأن للمصلحة العامة معرفة كيفية عمل حكومتها، خصوصاً في قضايا حساسة مثل الهجرة. وأضاف أن إدارة ترامب «لم تهتم يوماً بتدفق المعلومات بحرية».

التحذير القانوني ومشهد المراقبة المدنية

بام بوندي سبق وأن قالت إن آرون «ليس محمياً» دستورياً وإنهم يدرسون إمكانية ملاحقته قضائياً، محذرة إياه من «التحذُّر».

في الأشهر الأخيرة ازداد لجوء المدنيين إلى رقابة نشاطات عناصر الهجرة الفيدراليين لمحاولة حماية مجتمعاتهم ضد تنفيذ الحملة بقسوة. منذ عودة ترامب تصاعدت جهود الإنفاذ، واقترن ذلك بتمرير قانون في يوليو يضمن للوكالة تمويلاً جديداً بقيمة 7.5 مليار دولار حتى 2029.

يقرأ  من أروقة المدرسة إلى الفصولإعادة التفكير في مشاركة الوالدين في محو الأمية المبكرة

كما اعتقلت الوكالة حاملي تأشيرات ومقيمين دائمين في الولايات المتحدة استُهدِفوا من قِبل إدارة ترامب بسبب نشاطهم المؤيد للقضية الفلسطينية. من أبرز القضايا، اعتقال محمود خليل، المقيم الأميركي من أصل فلسطيني، بعد عمله كمتحدث باسم احتجاجات مناهضة للحرب في جامعة كولومبيا؛ وحُكم عليه لاحقاً بالترحيل من قِبل قاضٍ هجرِي بولاية لويزيانا، مع منحه 30 يوماً لاستئناف القرار، رغم أنه أُطلِق سراحه في يونيو.

ويقول خبراء قانونيون إن مراقبة المدنيين لعناصر الـICE محمية إلى حد كبير بموجب الدستور الأمريكي طالما لم يحاول المراقبون عرقلة عمل إنفاذ القانون.

سياق واسع لأوامر حكومية ضد التطبيقات

في 2024 أزالت أبل أكثر من 1700 تطبيق استجابةً لطلبات حكومية، وكانت الغالبية العظمى من هذه الطلبات — أكثر من 1300 — قادمة من الصين. روسيا قدّمت المرتبة الثانية بعدد 171 طلباً، تلتها كوريا الجنوبية بـ79 طلباً. وعلى مدى السنوات الثلاث الماضية لم تكن الولايات المتحدة عادةً من الدول التي تُسحب تطبيقات منها بسبب طلبات حكومية بحسب تقارير الشفافية للشركة.

تعقيدات التصنيع والسياسة التجارية

تُصنَّع غالبية هواتف آيفون في الصين، ما يجعل أبل حساسة للسياسات الجمركية. وفي الأشهر الأخيرة لوّحت واشنطن بفرض ضرائب محتملة على استيراد رقاقات تُستخدم في أجهزة أبل مثل الآيفون وماك، ما يدفع الشركات الكبرى إلى تجنُّب صدامات صريحة مع البيت الأبيض.

أخيراً، تزيل أبل سنوياً آلاف التطبيقات لأسباب أخرى غير سياسية — تصميم فقير أو احتيال أو انتهاك للملكية الفكرية — فقد أزالت الشركة أكثر من 82,500 تطبيق في 2024 لأسباب متنوعة. وأسهم أبل أغلقت على انخفاض طفيف يوم الجمعة.

أضف تعليق