إيران تُعدِم ستّة سجناء متّهمين بتنفيذ هجمات لصالح إسرائيل

أفادت تقارير أن السلطات الإيرانية اعدمت يوم السبت ستة سجناء اتهمتهم بأنهم نفّذوا هجمات مميتة في جنوب غرب البلاد الغني بالنفط نيابةً عن إسرائيل، في أحدث موجة إعدامات تقول منظمات حقوقية إنها لم تشهد مثلها منذ عقود.

ونقلت وكالتا الأنباء أسوشيتد برس وميزان تنفيذ الإعدامات.

كما أُعدِم سجين سابع مدان بقتل رجل دين سني عام 2009، إلى جانب جرائم أخرى، في محافظة كردستان.

تأتي هذه الإعدامات بعد الحرب التي استمرت اثني عشر يوماً بين إيران وإسرائيل في يونيو، والتي اختتمت بتعهد طهران باستهداف أعدائها داخلياً وخارجياً.

وبحسب منظمة العفو الدولية فقد أعدمت السلطات الإيرانية أكثر من ألف شخص حتى الآن في عام 2025، وهو أعلى رقم سنوي تسجله المنظمة خلال ما لا يقل عن خمسة عشر عاماً.

قالت طهران إن الرجال الستة المرتبطين بإسرائيل قتلوا ضباط شرطة وقوات أمن ونظموا تفجيرات استهدفت مواقع حول خرمشهر في محافظة خوزستان المضطربة. وبثّت التلفزيون الرسمي شريطاً لأحد المتهمين يتحدث عن الهجمات، مشيراً إلى أن هذه هي المرة الأولى التي تُنشر فيها تفاصيل تلك العمليات علناً.

من جهة أخرى، قالت منظمة هنجاو الحقوقية الكردية إن الذين أُعدموا كانوا في الواقع سجناء سياسيين عرب اعتُقلوا خلال احتجاجات 2019، وإن إيران اتهمتهم بالانتماء إلى حركة النضال العربي لتحرير الأحواز، وهي تنظيم انفصالي تُرجَم إليه مسؤولية تفجيرات في خطوط أنابيب وهجمات أخرى بالمنطقة.

وأصرت المنظمة على أن الرجال تعرّضوا للتعذيب وأُجبروا على الإدلاء باعترافات تلفزيونية قسرية.

يظهر في الصور المرشد الأعلى للثورة علي خامنئي جالساً إلى جانب مسؤول عسكري رفيع.

السجين السابع، سامان محمدي خيارة، كردي، أُدين باغتيال ماموستا شيخ الإسلام، رجل دين سني موالٍ للحكومة في مدينة سنندج عام 2009.

يقرأ  الرئيس التنفيذي الذي انتزع قبعة صبي في بطولة أمريكا المفتوحة: «ارتكبت خطأً فادحاً»

وشكك ناشطون في قضيته، مشيرين إلى أنه كان يبلغ من العمر حوالي 15 أو 16 سنة وقت الاغتيال، واعتُقل وهو في التاسعة عشرة وبقي محبوساً أكثر من عقد قبل إعدامه. وقالوا إن ادانته ارتكزت على اعترافات انتزعت تحت التعذيب — وهو ما تتهم منظمات حقوقية المحاكم الإيرانية باستخدامه بصورة منهجية.

تصاعد عدد الإعدامات الحكومية بشكل حاد منذ تولي الرئيس مسعود بيزشكيان منصبه في يوليو 2024. ووفق أرقام الأمم المتحدة، فقد أُعدم على الأقل 975 شخصاً في عام 2024. ويخضع بيزشكيان لسلطة المرشد الأعلى علي خامنئي الذي يمتلك السلطة النهائية في البلاد.

تُنفّذ إيران أحكام الإعدام بوتيرة لم تُشهد منذ عام 1988، عندما أعدمت آلاف الأشخاص في أعقاب الحرب العراقية ــ الإيرانية.

وحذر خبراء مستقلون في حقوق الإنسان بالأمم المتحدة من هذا العدد الكبير من الإعدامات، واصفينه بأنه “تصعيد دراماتيكي ينتهك القانون الدولي لحقوق الإنسان”، وفق بيان لمكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان.

وأضاف البيان: “بمعدل يفوق تسعة إعدامات شنقاً يومياً في الأسابيع الأخيرة، يبدو أن إيران تجري الإعدامات على نطاق صناعي يتحدى كل معايير حماية حقوق الإنسان المقبولة”.

ساهمت وكالتا أسوشيتد برس ووكالة رويترز في إعداد هذا التقرير.

أضف تعليق