هوجو باشيغا، مراسل الشرق الأوسط في القدس، وهنري أستيه — رويترز
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه يأمل في الإعلان عن الإفراج عن الرهائن المحتجزين في غزة «في الأيام المقبلة». وفي تصريح متلفز قال أيضاً: «سيتم نزع سلاح حماس وتطهير غزة من السلاح — إما بالطريقة السهلة أو بالطريقة الصعبة، ولكن سيتم ذلك».
جاء تصريح نتنياهو بعد بيان أصدرته حماس يوم الجمعة وافقت فيه على إطلاق سراح الرهائن بموجب خطة سلام أمريكية، لكنها لم تشر إلى مسألة نزع السلاح وطلبت التفاوض حول قضايا أخرى. وقالت حماس يوم السبت إن اسرائيل مستمرة في ارتكاب «مجازر» بعدما استهدفت ضربات قطاع غزة، ودعت إلى ضغوط دولية على الاحتلال.
من المقرر أن تبدأ محادثات وقف إطلاق نار غير مباشرة بين الأطراف في مصر يوم الاثنين. من جهته قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه «لن يتسامح مع أي تأخير» من جانب حماس في إتمام الاتفاق، وكتب على منصته أن «حماس يجب أن تتحرك بسرعة، وإلا فلن يكون هناك ما يضمن الاتفاق… لنعمل على إنهاء هذا الأمر بسرعة». ونشر لاحقاً أن إسرائيل «وافقت على خط الانسحاب الأولي»، في إشارة إلى خطوط انسحاب للقوات الإسرائيلية نُشرت مع الخطة الأمريكية.
تقترح الخطة الأمريكية المكونة من عشرين بنداً إنهاء القتال فوراً وإطلاق سراح عشرين رهينة إسرائيلياً أحياءً يحتجزهم حماس — بالإضافة إلى تسليم رفاتهم لمن اعتُقِد أنهم قتلوا — مقابل مئات من المعتقلين من غزة. ورغم الضغوط لقبول بنود من خطة ترامب، جاءت استجابة حماس على نحو «نعم، لكن»؛ إذ وافقت المجموعة على إطلاق سراح باقي الرهائن الإسرائيليين، أحياءً وأمواتاً، وأن تُدير غزة حكومة تكنوقراط. لكنها لم تذكر، من بين أمور أخرى، ما إذا كانت ستنزع سلاحها، وهو مطلب إسرائيلي جوهري.
في كل من غزة وإسرائيل، ساد تفاؤل حذر بأن الجهود الحالية قد تؤدي أخيراً إلى اتفاق. ومن أبرز المتغيرات هنا هو التدخل الشخصي لترامب، الذي يسعى لأن يُذكَر — ويُثمَّن — كرجل أنهى الحرب. لقد حث علناً حماس على قبول الصفقة مهدداً بمزيد من القوة العسكرية، وظهرت علامات تَضَجُّره من قيادة إسرائيل مؤخراً. ومع ذلك يبقى من غير الواضح ما إذا كان «تأثير ترامب» سيكون كافياً.
الواقع أن العوائق التي أجهضت اتفاقات سابقة لا تزال قائمة في جوهرها، بما في ذلك مطلب حماس بانسحاب إسرائيلي كامل وضمانة بعدم استئناف إسرائيل الحرب بعد تحرير الرهائن. وتدرك الحركة أنها ستصبح عرضة للخطر من دون رهائن، وبالتالي ستطالب بلا ريب بضمانات قوية بعدم تكرار العدوان.
ثمّة شكوك من جهات أخرى أيضاً. اتهم كثيرون داخل اسرائيل وخارجها نتنياهو بتعمد إفشال مساعٍ سابقة لإطالة أمد الحرب لأغراض سياسية. ويقف إلى جانبه وزراء قوميون متطرفون هددوا بالاستقالة من الائتلاف إذا انتهت الحرب دون هزيمة حماس نهائياً، ما قد يؤدي إلى انهيار الحكومة. حتى الآن، يبدو أن رئيس الوزراء آمن نسبياً.
محلياً، أظهرت استطلاعات للرأي باستمرار أن غالبية الإسرائيليين تؤيد صفقة مع حماس لإطلاق الرهائن ووقف الحرب. لكن البلاد باقية على انقسام عميق، مرهقة من الحرب ومعزولة على نحو متزايد دولياً. هناك زخم كبير نحو اتفاق، لكنه ليس ضمانة بتحقيقه.
أعربت عائلات الرهائن للـ BBC عن أملها في عودة أحبائهم قريباً. وقالت فيكي كوهين، أم نمرود الذي يُعتقد أنه من بين عشرين أسيراً لا يزالون على قيد الحياة في غزة، إنها استيقظت يوم السبت بشعورٍ من التوقع، لكنه مصحوب بـ«خوف من أن يحدث خطأ ما». وأضافت: «الوضع هش ولا نريد أن نصاب بخيبة أمل مرة أخرى. ومع ذلك أشعر بالأمل أنني سأرى نمرود قريباً وأحتضنه مجدداً».
لقد تحوّل معظم قطاع غزة إلى أنقاض خلال العامين الماضيين. تراوحت ردود الفعل بين الفلسطينيين في غزة بين أمل عظيم وشك عميق؛ يخشى بعضهم أن تكون حماس قد وقعت في فخ، وأن تستعيد إسرائيل رهائنها لمواصلة الحرب لاحقاً، بينما يرى آخرون فرصة تاريخية لوضع حد لصراع دام عامين. قال إبراهيم فارس، من سكان غزة: «لا تفرحوا بالتفاؤل المفرط — ستكون هناك جولات من المفاوضات على التفاصيل. الشيطان يكمن دائماً في التفاصيل».
وفي الوقت نفسه استمرت الضربات العسكرية الإسرائيلية على غزة، رغم مطالبة ترامب في رسالة على وسائل التواصل الاجتماعي يوم الجمعة بـ«وقف القصف فوراً». وأفادت مصادر طبية في مستشفى الشفاء بأن ثلاث ضربات جوية استهدفت غزة المدينة فجر السبت، أسفرت إحداها عن مقتل شخص وإصابة آخرين.
أطلقت إسرائيل حملة عسكرية في غزة رداً على هجوم قادته حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، الذي أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص وأسر 251 آخرين. ومنذ ذلك الحين، قتل أكثر من 66 ألف شخص في ضربات إسرائيلية على غزة وفقاً لوزارة الصحة التابعة لحماس في القطاع. كما تكرر تهجير غالبية السكان، وتُقدَّر نسبة المنازل المتضررة أو المدمرة بأكثر من 90%. لا يوجد نص لاعيد صياغته أو لترجمته.