ترامب يغيّر موقفه بشأن وقف إطلاق النار قبيل محادثاته مع زيلينسكي

بعد لقائه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أعلن دونالد ترامب أنه يفضّل تجاوز مرحلة وقف إطلاق النار في أوكرانيا والانتقال فوراً إلى اتفاق سلام دائم، معتبراً عبر منصته “تروث سوشال” أن هذا هو “أفضل سبيل لوقف الحرب الرهيبة بين روسيا وأوكرانيا”، مشيراً إلى أن اتفاقات وقف النار كثيراً ما “لا تدوم”.

شكل هذا التحوّل خطوة ملحوظة في موقف الرئيس الأميركي، الذي كان قد قال قبل القمة بأيام إنه يريد وقفاً لإطلاق النار “بسرعة”. وبموازاة ذلك، سيستقبل ترامب يوم الإثنين في واشنطن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، داعياً إياه إلى قبول إتفاق سلام.

من جانبه، طالب زيلينسكي في مكالمة هاتفية مع ترامب بعد القمة بـ”سلام حقيقي ودائم”، مشدّداً على أن “النيران يجب أن تتوقف” وأن تتوقف عمليات القتل. لكن تصريحات ترامب تعكس تغييراً دراماتيكياً في مقاربته لإنهاء النزاع، لا سيما بعد تقارير متعددة ذكرت أن بوتين عرض تنازلاً يشمل تسليم أوكرانيا السيطرة الكاملة على إقليم دونيتسك الشرقي — الذي تسيطر روسيا على نحو ٧٠٪ منه — مقابل تجمّدت خطوط الجبهات وتقديم تنازلات أخرى لم تُفصّل.

وفُسّر موقف ترامب الذي سبق أن قال إن أي اتفاق سلام قد يتضمن “تبادلاً لأراضٍ” بأنه قام بنقل عرض موسكو إلى زيلينسكي خلال مكالمة تلت القمة. هذا في وقت كان زيلينسكي قد استبعد قبل أيام التنازل عن دونباس (اللذين يشملان منطقتي لوغانسك ودونيتسك)، محذّراً من أن أي تنازل قد يتحول إلى منطلق لهجمات روسية مستقبلية.

أفادت تقارير شريكة للبي بي سي، نقلاً عن شبكة سي بي إس ومصادر دبلوماسية، أن دبلوماسيين أوروبيين أعربوا عن قلقهم من احتمال ضغط ترامب على زيلينسكي يوم الإثنين للقبول بشروط قد يكون عرضها هو وبوتين خلال القمة، وأن ترامب أخبر قادة أوروبيين بعد اللقاء أن بوتين قد يقدم “بعض التنازلات” من دون أن يحدد طبيعتها.

يقرأ  أكثر من ١٠٠ منظمة تدين «تسليح المساعدات» من إسرائيل بينما غزة تموت جوعًا — أخبار الصراع الإسرائيلي–الفلسطيني

وفي مقابلة مع فوكس نيوز بعد القمة، رد ترامب على سؤال عما ينصحه زيلينسكي بقوله: “عقد صفقة”. وأضاف بلهجة مباشرة: “روسيا قوة كبيرة وهم ليسوا كذلك”.

وقبل القمة، هدد ترامب بعواقب “بالغة الشدة” إذا لم يوافق بوتين على وقف الحرب، وحدّد مهلة لموسكو لبلوغ وقف لإطلاق النار أو مواجهة عقوبات جديدة صارمة، من ضمنها تعريفات ثانوية. ومع أن رئيسي البلدين لم يعلنا عن اتفاق كبير بعد القمة، أصر ترامب على أن ثمة تقدماً تحقق. ووصَف بوتين القمة بأنها “مفيدة جداً” وقال إنه تمكن من “عرض موقفنا” ومناقشة جذور وأسباب الأزمة، مؤكّداً أن معالجة تلك الأسباب يجب أن تشكّل أساس التسوية.

على الصعيد الأوروبي، سيعقد ما يُسمى “التحالف الراغب” — مجموعة دول من بينها المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا تعهّدت بتعزيز الدعم لأوكرانيا — مكالمة عشية زيارة زيلينسكي إلى البيت الأبيض. كما دعت شخصيات أوروبية بارزة، بينها إيمانويل ماكرون، فريدريش ميرتس، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، إلى استئناف المحادثات بمشاركة زيلينسكي، مع الإعراب عن استعدادهم للعمل نحو قمة ثلاثية مدعومة أوروبيّاً.

وأشارت هذه القيادات إلى استعدادها للمحافظة على الضغط على روسيا، مشدّدين على أن قرار مصير الأراضي الأوكرانية “من حق أوكرانيا وحدها”، وعلى أن “الحدود الدولية لا تُغيّر بالقوة”. وأشاد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بجهود ترامب لإنهاء الحرب، معتبراً أنها “قربتنا أكثر من أي وقت مضى”.

في كييف، عبّر كثير من الأوكرانيين عن شعورهم بالصدمة والإحباط من مشاهد استقبال القمّة في ألاسكا؛ إذ وصف بعضهم المراسم — من السجادة الحمراء إلى تواجد عناصر يستعرضون احتراماً مبالغاً فيه — بأنها مشهد بائس لا ينسجم مع معاناة شعبهم. قال سيرهي أورليك، مخضرم يبلغ من العمر خمسين عاماً من منطقة دونيتسك الشرقية: “أفهم أن للمفاوضات طقوساً، ومن الصعب مثلاً مواجهته بعنف عند وصوله، لكن هذا العرض بالسجادة الحمراء والجنود الركّاعين رهيب، ولا معنى له”.

يقرأ  أتمتة صناعة النسيج تتصدر فعاليات معرض غارتكس تيكسبروس الهند ٢٠٢٥

أضف تعليق