نعم — يمكنك التدريس من دون هواتف هكذا نفّذتُ ذلك

في أعقاب صدور توجيهات وقوانين في 14 ولاية تقضي بجعل المدارس بيئات خالية من الهواتف، تبنّت عدة إدارات تعليمية سياسات مماثلة. وفي 2024 وقّع حاكم ولاية فرجينيا أمراً تنفيذياً يدعم هذا التوجّه، فاعتمدت منطقتي التعليمية سياسة تمنع استخدام الهواتف أثناء وقت التدريس قبل بداية عام 2024–2025 الدراسي مباشرةً.

أشارك هنا خبرتي كمعلمة ثانوية طبقت سياسة عدم استعمال الهواتف بصرامة وفعالية خلال العام الدراسي الماضي، لأقدّم دليلاً عمليّاً للزملاء الذين قد يواجهون هذه السياسة في صفوفهم.

أمور يجب مراعاتها قبل بدء العام الدراسي

– التخزين
أول قرار يجب اتخاذه: أين سيضع الطالب هاتفه؟ وجود الهاتف في الجيب أو الحقيبة يبقيه في متناول اليد ويقضي على الغرض من السياسة. في مدرستنا اشترينا منظّمات قماشية تُعلّق على الحائط (pouches) تُعرف بـ«حافظات الأحذية» — رخيصة وسهلة الإدارة ولا تطلب جهدًا كبيرًا من المعلم. يمكن للمعلمين اختيار طريقة تناسبهم؛ بعض الصفوف رتّبت محطات شحن خلف الغرفة، وأخرى جمعت الهواتف في صناديق بلاستيكية.

– الموقع والأمن
قد يقلق الطلاب من سرقة أو تلف أجهزتهم إذا لم تكن معهم. لحماية الهواتف، ثبّت المنظم في مكان بعيد عن البوّابات ومسار المرور، بحيث لا يصل إليه الطلاب بسهولة. أنا ثبتّ الحافظة على الحائط بجانب السبورة، فكان ذلك يمنع سقوط الهواتف أو الوصول إليها دون موافقة المعلم. فكّر في أنسب مكان في صفك يضمن الأمان وعدم التعرض للانشغال أو التلف.

– المساءلة
من الضروري وجود آلية لمعرفة من وضَع هاتفه ومن لم يفعل. قمنا بترقيم المقاعد ووافق الرقم مع رقم الحافظة المخصّصة لكل طالب، فظلّت الحافظة المعينة جزءًا من مقعد الطالب طوال العام. إن طلب وضع الهاتف دون نظام رقابي يجعل تطبيق السياسة أمراً صعبًا.

يقرأ  تحليل مياه الصرف يكشف ارتفاعًا قياسيًا في تعاطي الميثامفيتامين والكوكايين والهيروين في أستراليا

أول يوم: قواعد لا تفاوض عليها

مبدأ مهم في التعليم: «ابدأ كما تنوي أن تنتهي». اتفق زميل التدريس وأنا على أن السياسة ستطبّق من اليوم الأول وحتى آخر يوم دراسي. الاتساق في التطبيق هو مفتاح النجاح، خصوصًا مع سياسة قد لا يحبّها الطلبة.

– أمر واضح لا سؤال متساهل
استعملنا نبرة واضحة وموجّهة عند إعطاء التعليمات: لا نسأل بل نأمر. مثال: بدلًا من «هل تمانع أن تضع هاتفك؟» — وهو أسلوب يفتح الباب للرفض — نقول: «مقعدك رقم 12. ضع هاتفك في الحافظة رقم 12.» لسان الأمر المتزن والمرتقب يجعل الامتثال أكثر احتمالية.

– كسب التعاون
للحصول على قبول الطلبة، وضعنا نحن الهاتفين في الحافظة أيضًا؛ كنت أضع هاتفي في الحافظة رقم 1 وزميلي في رقم 2 طوال العام. هذا الفعل النموذجي شجّع الطلاب على اتباع الإجراء. أيضًا، الاستماع لمخاوفهم حول التواصل مع الأسرة في حالات الطوارئ وشرح أن الهواتف ستكون آمنة ويمكن استعادتها عند نهاية الحصة، ساعد على بناء الثقة.

– الوضوح رحمة
نوضّح الإجراءات يومًا بيوم: عند صفير بدء الحصة يضعون هواتفهم في الحافظة المخصّصة. قبل دقّ جرس الخروج بدقيقتين (وليس قبل ذلك) تُستعاد الهواتف. لم نغِر عن هذا الروتين حتى لا يتحول استرجاع الهاتف إلى «مكافأة» يجب كسبها.

هل تنجح السياسة من اليوم الأول؟

لم تكن الأمور سلسة بالكامل؛ واجهنا مقاومة مبدئيّة—بعض الطلاب ادّعوا أنهم «لا يملكون هاتفًا اليوم» أو حاولوا خدعة باستخدام أغطية هواتف فارغة. تعاملنا مع ذلك بازدواج: التذكير بأن السياسة قرار إداري إقليمي وولائي، والرد المختصر «الجميع يحمل هاتفًا» كان غالبًا يكشف الخدعة دون تصعيد. نادراً ما اضطررنا لاستدعاء الإدارة كخطوة أخيرة.

مع الوقت تبلورت العادة؛ بحلول الربع الدراسي الثالث، صار كثير من الطلاب يضعون هواتفهم فور دخول الصف دون تذكير—قوة الروتين الجيد.

يقرأ  صور بورتريه فائزة مذهلة من جوائز التصوير الفني 2025«تصميم تثق به» — مدوّنة تصميم يومية منذ 2007

هل يستحق الجهد؟

نعم. بضع دقائق في بداية كل حصة لإجراء فحص الحافظات وفّرت وقتًا تعليمياً هائلاً. غاب تكرار تنبيهات «ضع هاتفك بعيدًا» وقلّت الاحتكاكات السلبية بين المعلم والطالب، ما سمح بتقوية العلاقات الإيجابية. كما تحسّنت التفاعلات بين الطلاب: غياب الهروب إلى الشاشة زاد من النقاشات والتعاون، ما انعكس على جودة العمل ومعدلات التسليم والإنجاز.

حتى الطلاب الذين لم يكونوا مقتنعين في البداية اعترفوا لاحقًا بتحسن درجاتهم وتركيزهم. الصرامة المتسقة خلقت بيئة أقل توتراً وأكثر أمانًا للتعلّم.

ماذا تفعل قبل بداية العام؟

تخيّل صفّك بدون هواتف وحدّد كيف ستحقّق ذلك. حتى مع دعم السياسة على مستوى المنطقة، سيكون تنفيذها في الفصل مسؤوليتك. ضع خطة للتنفيذ وللتطبيق وحافظ عليها—الفوائد الأكاديمية والاجتماعية تستحق العناء.

نصائح نهائية وتذكيرات

– الاتساق، ثم الاتساق: سمّ الروتين في اليوم الأول وطبّقه بلا استثناء.
– المسّ الحافظة عند الفحص اليومي: لمسة بسيطة تكشف أغلفة هواتف فارغة أو حيلًا أخرى—مرة وجدت زجاجة عطر موضوعة بدل الهاتف.
– استخدم لغة إيجابية: بيّن فوائد الصف الخالي من الهواتف وكيف سيشعرون بالارتياح لاحقًا.
– لا تسمح باسترجاع الهواتف فور إنهاء الواجب: ذلك يخلق تحفيزًا غير مرغوب يؤدي إلى التعجل. حدد وقتًا موحدًا لاستعادة الهواتف والتزم به.
– صمّم دروسًا مشوّقة وخالية من فترات الفراغ: جهّز أنشطة ورقية للمنتهين مبكرًا (كلمات متقاطعة، سودوكو، ألغاز) وإذا انتهى الدرس قبل الوقت، اشغل الصف بنشاط جماعي على الشاشة الذكية في الصف وليس على هواتفهم.

خلاصة: تطبيق سياسة صريحة ومتسقة لتخزين الهواتف، مع آلية مساءلة واضحة وروتين ثابت، يوفّر وقت التدريس ويعزز التعلّم والعلاقات داخل الصف. القوانيين المحلية قد تسهّل المهمة—فقط احضر خطة واضحة وطبّقها بثقة. (ملاحظة صغيرة: حافظات الأحذية القماشية رخيصة وعمليّة وتستحق التجربة.)

يقرأ  أسعار الوقود لشهر أكتوبر 2024 في الإمارات: انخفاض جديد في أسعار البنزين والديزل

أضف تعليق