إسطنبول (أسوشيتد برس) — خرج مئات الآلاف في عدة مدن أوروبية الأحد احتجاجاً ومؤازرة للشعب الفلسطيني، وللدفع بمحاولة قافلة مساعدات للوصول إلى غزة.
شهدت إسطنبول أكبر التظاهرات في تركيا، وأظهرت لقطات حشوداً تسير من ايه صوفيا نحو ضفاف خور القرن الذهبي، حيث استقبلتهم عشرات القوارب ترفرف عليها أعلام تركية وفلسطينية. المطالبون ساروا بعد صلاة الظهر أمام الكاتدرائية البيزنطية السابقة التي تحوّلت الآن إلى مسجد، داعين إلى تضامنٍ إسلامي مع الفلسطينيين.
جاءت هذه الاحتجاجات ضمن فعاليات مرتقبة في مدن أوروبية أخرى لإحياء الذكرى الثانية لهجوم حركة حماس في 7 أكتوبر 2023 الذي أشعل الحرب في غزة. وأسفرت هجمات إسرائيل عن مقتل أكثر من 67 ألف فلسطيني، وفق وزارة الصحة في غزة التابعة للحكومة التي تديرها حماس.
في العاصمة التركية أنقرة رفع المحتجون الأعلام واليافطات التي تدين ما وصفوه بـ«الإبادة الجماعية» في غزة. وقال رجب كرابال من منصة دعم فلسطين مخاطباً الحشود في مدينة كيريكالي الشمالية: «هذا الظلم الذي بدأ عام 1948 استمرّ لسنوات وتحول الآن إلى إبادة جماعية».
التأييد للفلسطينيين واسع الانتشار في تركيا ذات الأغلبية المسلمة، ويُعدّ الرئيس رجب طيب أردوغان ناقداً بارزاً للعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة.
«يجب أن يتوقف إراقة الدماء»
في هولندا، تجمّع نحو 250 ألف شخص، غالبيتهم يرتدون الأحمر، في امستردام لمطالبة الحكومة باتخاذ موقف أشد تجاه إسرائيل. وتأتي هذه التظاهرات قبل أقل من أربعة أسابيع على الانتخابات الوطنية، بعد أن جذبت تظاهرتان سابقتان بعنوان «الخط الأحمر» في لاهاي هذا العام عشرات الآلاف.
بعد أن امتلأ ميدان المتاحف المركزي، سار المتظاهرون عبر وسط المدينة حاملين أعلاماً فلسطينية ورموز السلام، وحملت لافتة كتب عليها: «خجلٌ من الحكومة».
لطالما كانت الحكومة الهولندية من أبرز الداعمين لإسرائيل، لكنها اتخذت في الأشهر الأخيرة موقفاً أكثر انتقاداً مع تراجع الدعم الدولي لإسرائيل. وقال وزير الخارجية ديفيد فان ويل يوم الجمعة إنه من غير المحتمل أن يمنح رخصة تصدير لأجزاء من طائرات إف-35 إلى إسرائيل.
وقالت المتظاهرة ماريك فان زيل: «يجب أن يتوقف إراقة الدماء. وللأسف علينا أن نقف هنا لأن لدينا حكومة ضعيفة لا تجرؤ على رسم خط أحمر. لهذا نحن هنا، على أمل أن يكون لذلك تأثير».
ودعت مارجون روزيما، المتحدثة باسم منظمة العفو الدولية وإحدى منظّمات الاحتجاج، إلى استخدام «كافة الوسائل الاقتصادية والدبلوماسية لزيادة الضغوط على إسرائيل».
الحداد على ضحايا هجوم الكنيس
وفي بريطانيا تجمع المئات لإحياء ذكرى هجوم حماس عام 2023 والحداد على ضحايا الهجوم على كنيس في مانشستر. وحشد الناس أمام كاتدرائية مانشستر حاملين أعلام إسرائيل وبريطانيا ولافتات تطالب بالإفراج عن الرهائن المحتجزين لدى حماس.
وكرّمت لافتة رجَليْن لقيا مصرعهما في هجوم على كنيس في يوم كيبور، أقدس أيام السنة اليهودية، قائلة إنّ «شجاعتهما لن تُنسى». وأطلقت الشرطة النار على المهاجم وقتلته الخميس خارج كنيس جماعة هيتون بارك العبرية بعدما صدم المارة بسيارة واعتدى عليهم بسكين.
وشهدت باريس أيضاً تعبيرات دعم للرهائن المحتجزين لدى حماس، حيث سار المئات وهم يلوحون أو يلتفون بأعلام إسرائيل مردّدين «أطلقوا سراح الرهائن»، يُعتقد أن نحو 20 منهم ما زالوا أحياء.
عطلة احتجاجية عبر أوروبا
بعد يوم من التظاهرات الحاشدة في إسبانيا، خرج آلاف في مسيرات أصغر في عدة مدن مطالبين بـ«وضع حد للإبادة الجماعية» ومراجعة العلاقات التجارية مع إسرائيل. وكانت تجمعات في سانتياغو وهيخون من بين الأكبر، حيث شاركت عدة آلاف، وفي هيخون سارَت مجموعة من النساء وهن يحملن حزماً بيضاء ترمز إلى جثث الأطفال الذين قتلوا في غزة.
جاءت مظاهرات الأحد بعد يوم من مسيرات حاشدة في روما وبرشلونة ومدريد تعكس غضباً دولياً متصاعداً إزاء الحملة العسكرية الإسرائيلية المستمرة منذ عامين في غزة. كما عقدت تجمعات أصغر في باريس ولشبونة وأثينا وسكوبيي، بالإضافة إلى لندن ومانشستر.
قالت حماس إنها قبلت بعض عناصر خطة طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لإنهاء الحرب، التي أدت إلى دخول أكبر مدن غزة في حالة مجاعة وأثارت اتهامات بإبادة جماعية ضد إسرائيل.
___
ساهم في إعداد هذا التقرير كتاب أسوشيتد برس: مايك كوردر في لاهاي، جون ليستر في باريس، تيريزا ميدرانو في مدريد، وجيل لوولس في لندن.
تابع تغطية أسوشيتد برس للحرب عبر: https://apnews.com/hub/israel-hamas-war