مقتل خمسة أشخاص في هجمات روسية ليلية بأرجاء أوكرانيا

هجوم روسي واسع يودي بحياة خمسة أشخاص ويصيِب بنية مدنية حيوية

قتل خمسة أشخاص في اوكرانيا بعد سلسلة هجمات ليلية شنتها روسيا عبر مئات الطائرات المسيرة والصواريخ، بحسب ما أفادت به السلطات التي أكدت استهداف البُنى التحتية المدنية.

أعلن الرئيس فولوديمير زيلينسكي، الأحد، أن روسيا أطلقت نحو خمسين صاروخًا وما يقرب من خمسمئة طائرة هجومية مسيرة. وقال إن «الروس ضربوا بصواريخ كروز وـشاهدـ وشظايا من طراز كينجال وغيرها»، مشيرًا إلى أن مناطق لفيف وإيفانو فرانكيفسك وزابوروجيه وتشرنهيف و سومي وخاركيف وخيرسون وأوديسا وكيروفوهراد كلها كانت أهدافًا للهجوم.

قُتل شخص واحد في مدينة زابوروجيه شرق البلاد وأربعة من أفراد عائلة واحدة في لفيف، من بينهم فتاة تبلغ من العمر 15 عامًا. وأفاد رئيس بلدية لفيف، أندريه سادوفي، أن المدينة تُركت بلا كهرباء وأن وسائل النقل العامة تأثرت، محذرًا السكان من الخروج بسبب الدخان والحرائق المتواصلة.

قال ميكولا دميتروتسا، من قرية لابايفكا قرب لفيف، إن منزله تعرّض للقصف: «تطايرت كل النوافذ، والأبواب وكل شيء بالداخل. ماذا أقول؟ حتى لا أتكلم عنها. لا أبواب ولا نوافذ ولا سقف». وأكد مسؤول محلي، فولوديمير هوتنيك، أن «عشر بيوت خاصة تلفت أضرارًا بالغة لدرجة أصبحت غير صالحة للسكن، وستحتاج إلى هدم وإعادة بناء. وهناك منازل أخرى شُجِّرت نوافذها وأبوابها وتضررت أسقفها».

تقع لفيف قرب الحدود مع بولندا، وكانت حتى الآن قد نجت إلى حد كبير من أسوأ موجات الهجمات الروسية، لكن محافظ إقليم لفيف، مكسيم كوزيتسكي، وصف ما جرى بأنه «أكبر هجوم شهده الإقليم منذ بداية الحرب التي تَجاوزت ثلاث سنوات». وأكدت رئيسة الحكومة يوليا سيفريدينكو أن «مبانٍ سكنية وبنى تحتية حيوية في المناطق المتأثرة تضررت»، مضيفة أن موسكو «تستمر في ضرب البيوت والمدارس ومرافق الطاقة، مما يثبت أن التدمير هو استراتيجيتها الوحيدة».

يقرأ  آراء — الشبح المرعب لانقطاع الإنترنت في أفغانستان

قالت النائبة في البرلمان كيرا روديك: «تفجّرت أوكرانيا بالانفجارات الليلة الماضية. وكان من الممكن تفادي كل واحدة من هذه المآسي لو تم إيقاف روسيا». وذلك بعد أن قُتل ما لا يقل عن 30 شخصًا في هجوم روسي استهدف قطار ركاب في سومي يوم السبت، ووصفه الرئيس بأنه «همجي».

بولندا تُسارع الطائرات الحربية

قالت بولندا إنها حشدت مقاتلاتها بالتعاون مع حلفائها في الناتو رداً على الهجوم، ووصف السلاح الجوي البولندي التحرك بأنه «وقائي» و«يهدف لتأمين الأجواء وحماية المواطنين». وفي أوائل سبتمبر دخلت نحو عشرين طائرة مسيرة المجال الجوي البولندي، مما أثار مخاوف من امتداد هجمات روسيا إلى أراضي بولندية وأراضي أعضاء الناتو الآخرين؛ كما اتُهِمت موسكو خلال الأسابيع الماضية بانتهاك المجال الجوي لدول منها النرويج وإستونيا وليتوانيا والدنمارك.

أفادت بلجيكا الجمعة برصد خمس عشرة طائرة مسيرة فوق قاعدة عسكرية في شرق البلاد. وقال وزير دفاعها ثيو فرانكن إنه لا دليل مباشر يربط موسكو بتلك الطائرات، لكنه اعتبر أن هذه الطائرات «نموذج لتهديدات هجينة تُثير القلاقل»، وأن هذا السلوك «نمط روسي مستمر لسنوات».

نفت موسكو مسؤوليتها عن كثير من الهجمات، فيما سخر الرئيس فلاديمير بوتين من دول اتهمت روسيا بكونها وراء هجمات الطائرات المسيرة خلال عطلة نهاية الأسبوع.

في شأن منفصل، قالت الدنمارك إن سفنًا روسية تابعت سفنًا دنماركية وسارت في مسارات تصادمية، ورصدت طائرات دنماركية عبر راداراتها وأشارت أسلحة نحوها. وعلق مدير الاستخبارات الدنماركية توماس أهرنكيل بأن «موسكو تستخدم وسائل عسكرية، بصورة عدوانية أحيانًا، لممارسة الضغط علينا من دون أن تعبر خط الدخول في نزاع مسلح تقليدي».

وقالت المسؤولة عن السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالس إن روسيا «تغطي فشل هجومها الصيفي بهجمات إرهابية على المدنيين والبنى التحتية الأوكرانية»، مؤكدة استعداد الاتحاد لدعم كييف «طالما استلزم الأمر» وأن حزمة عقوبات جديدة قيد الإعداد.

يقرأ  دراسة: تغير المناخ جعل موجةَ الحر التي تسببت في الحرائق المميتة بشبه الجزيرة الإيبيرية أكثر احتمالاً بأربعين ضعفًا

انضم وزير الخارجية الليتواني كيستوتيس بودريس إلى نداءات زيلينسكي بالدعوة إلى توقف الدول عن شراء الطاقة الروسية التي «تغذي آلة حرب موسكو». وكتب بودريس على منصة X: «يجب أن نتوقف عن تغذية شهوتها الإمبريالية ونضع نهاية للإرهاب الدّولتي».

تصعيد أوروبي وتكتيكات روسية

جاءت هذه الحوادث في وقت شددت فيه أوروبا موقفها تجاه روسيا، بإعلان عقوبات جديدة وإمكانية استخدام أموال روسية لدعم أوكرانيا وشراء أسلحة بحلف الناتو لكييف، بينما واصل الطرفان محاولات تفاوضية وتحركات دبلوماسية مختلفة. قال صامويل راماني، الزميل في معهد روسي الدفاعي ببريطانيا، إن روسيا ترد على الموقف الأوروبي «الأكثر حِدّة» المؤيد لأوكرانيا في الأشهر الماضية. وأضاف أن موسكو ترى أوروبا خصمًا «أصعب إصلاحًا»، في حين أن هناك إمكانية «لإيجاد طريق للعودة وإعادة الأعمال مع الأمريكيين».

وبحسب راماني، تستخدم روسيا طيفًا من التكتيكات كالتشويش على نظام تحديد المواقع والطائرات المسيرة والبالونات الهوائية—كما حصل في ليتوانيا—كإشارة على استيائها والضغط الاستراتيجي. وُظهرت كذلك حوادث متنوعة تهدف إلى بث الفوضى والضغط دون الانزلاق إلى صراع مسلح شامل. (المصدر: تقارير متعددة)

أضف تعليق