أنظار العالم تتجه إلى مصر مع اقتراب مفاوضات سلام حاسمة حول غزة

تتجه الأنظار نحو مصر مع بدء محادثات غير مباشرة بين حماس وإسرائيل حول الحرب في غزة المقررة يوم الاثنين، وسط ضغوط أميركية وإسرائيلية للإفراج السريع عن الرهائن.

تأتي هذه المحادثات بعدما وافقت حماس على أجزاء من خطة سلام من 20 نقطة اقترحتها الولايات المتحدة، من بينها الإفراج عن رهائن وتسليم إدارة غزة لخبراء فلسطينيين تقنيين، لكنها تطالب بالتفاوض حول قضايا أخرى.

رد الجماعة لم يتضمن المطالب الأساسية المتعلقة بتفكيك السلاح وعدم ممارستها لأي دور مستقبلي في حكم غزة.

في الوقت ذاته، واصلت الضربات الجوية الإسرائيلية على غزة، رغم مطالبة الرئيس دونالد ترامب لإسرائيل “بالتوقف فورًا عن القصف” يوم الجمعة عقب رد حماس على الخطة المقترحة.

وقالت المتحدثة باسم الحكومة الإسرائيلية شوش بدروسيان للصحافيين يوم الأحد إن “بعض الغارات توقفت فعلاً داخل قطاع غزة، لكن لا يوجد وقف لإطلاق النار في هذه المرحلة”.

وأضافت بدروسيان أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أصدر أوامر “بالرد لأغراض دفاعية… إذا كان هناك تهديد لحياة الجنود في ساحة المعركة في غزة”.

وأفادت تقارير من غزة بأن القصف الجوي ودورات المدفعية استمرّت ليلًا وحتى صباح الأحد، مُدمرًا عددًا من المباني السكنية في مدينة غزة.

وسمع مراسل هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) انفجارات من داخل غزة ورأى سحابة دخان قرب الحدود في كيبوتس بئيري صباح الأحد.

وقالت وزارة الصحة التابعة لحماس إن 65 شخصًا آخرين قُتلوا في العمليات العسكرية الإسرائيلية خلال الأربع والعشرين ساعة التي سبقت الظهر.

ولدى حديثه إلى شريك بي بي سي الإخباري في الولايات المتحدة، شبكة سي بي إس، قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إن على القصف أن يتوقف لتسهيل الإفراج عن الرهائن.

يقرأ  تظاهرة ضد حرب غزة في برلين قد تسجّل إقبالاً قياسياً يوم السبت

وأضاف في برنامج Face the Nation يوم الأحد: “لا يمكن الإفراج عن رهائن بينما تستمر الضربات… يجب أن يتوقف ذلك، لكن عليكم أيضًا أن تنجزوا اللوجستيات الأخرى”.

وتابع: “نريد إخراج الرهائن في أقرب وقت ممكن”.

تقترح خطة الـ20 نقطة إنهاء القتال فورًا وإطلاق سراح 48 رهينة، يُعتقد أن 20 منهم فقط على قيد الحياة، مقابل إطلاق مئات المحتجزين من غزة.

وقال نتنياهو في خطاب متلفز يوم السبت إنه يأمل الإعلان عن إفراج عن رهائن “في الأيام المقبلة”.

وذكرت بدروسيان يوم الأحد أن رئيس الوزراء “أوضح أن أي اتفاق مع إدارة ترامب ستكون محادثاته محدودة لبضعة أيام كحد أقصى”.

تتوجه الوفود الإسرائيلية إلى مصر ليلة الأحد للمحادثات الحاسمة المقررة بدءًا من يوم الاثنين، وسيحضر المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف ووزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.

من المتوقع أن تكون هذه المفاوضات من بين الأكثر تأثيرًا منذ بداية الحرب، وقد تحدد ما إذا كانت هناك سبل حقيقية لإنهاء الصراع.

وصف كثير من الفلسطينيين رد حماس على خطة السلام بأنه غير متوقع، بعد أيام من دلائل تفيد بأن الجماعة كانت تستعد لرفض الخطة أو قبولها بشروط قاسية.

بدلًا من ذلك، امتنعت حماس عن إدراج “الخطوط الحمراء” التقليدية في البيان الرسمي، في خطوة فسّرها كثيرون على أنها نتيجة ضغوط خارجية.

وقال مسؤول فلسطيني رفيع المطلع على المحادثات لهيئة الإذاعة البريطانية إن الوسيطين القطري والمصري والتركي لعبوا دورًا بارزًا في إقناع حماس بتليين اعتراضاتها وترك نقاط خلافية مثل مصير أسلحتها وحكم غزة بعد الحرب وغيرها من القضايا للطاولة التفاوضية.

يحذر كثير من الغزّيين من أن هذا التنازل التكتيكي ينطوي على مخاطر كبيرة.

يقرأ  من هو جيمي لاي — قطب الإعلام في هونغ كونغ الذي يُحاكم بتهم تتعلق بالأمن الوطني؟

فكل يوم إضافي من التأخير يعني مزيدًا من القتلى والدمار والتهجير لمئات الآلاف من سكان غزة.

ومع ذلك، فقد تُفسَّر خطوة دخول حماس المحادثات دون شروط مسبقة صراحة كإدراك للحدود التي باتت تضييق الخيارات بوجهها بعد ما يقرب من عامين من الحرب.

وعندما سُئل ترامب من قبل جيك تابّر من شبكة سي إن إن عما إذا كانت حماس ستصر على البقاء في السلطة في غزة، رد في رسالة نصية بأن الجماعة ستواجه “الإبادة التامة”.

ونشر الرئيس الأميركي على وسائل التواصل الاجتماعي أن إسرائيل وافقت على خط انسحاب أولي في غزة، وهو الأول ضمن سلسلة مقترحة من تراجعات القوات الإسرائيلية.

وبحسب بيانات توزيع السكان في قطاع غزة، فإن خارطة الانسحاب التي نشرها ترامب ستستبعد في البداية ما يقرب من 900,000 فلسطيني من العودة إلى منازلهم.

وتشمل الخطوط المقترحة رفح على الحافة الجنوبية، وبيت حانون وبيت لاهيا في الشمال، ونحو ربع مساحة مدينة غزة، ونصف خان يونس ودير البلح في الوسط والجنوب.

وكانت حماس قد رفضت خارطة مماثلة خلال جولات سابقة من المفاوضات في مارس ومايو من هذا العام.

وقد شنت الجيش الإسرائيلي حملة على غزة ردًا على الهجوم الذي قادته حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، والذي أسفر عن مقتل نحو 1,200 شخص وأسر 251 آخرين.

ومنذ ذلك الحين، تقول وزارة الصحة إن 67,139 قُتلوا في عمليات الجيش الإسرائيلي على غزة.

ومنعت إسرائيل الصحافيين الدوليين من الدخول إلى قطاع غزة بشكل مستقل منذ بداية الحرب، مما يصعّب التحقق من الادعاءات الصادرة عن الطرفين.

في الوقت الراهن، تحبس المنطقة أنفاسها بينما يستعد المفاوضون للاجتماع في مصر، على أمل أن تفتح هذه الجولة الطريق أخيرًا نحو وقف لإطلاق النار.

يقرأ  كيم جونغ أون يعزّي أسر الجنود القتلى الذين قاتلوا إلى جانب روسيا — أخبار كيم جونغ أون

أضف تعليق