مظاهرات حاشدة من أمستردام إلى إسطنبول تندد بإبادة غزة على يد إسرائيل أخبار الصراع الإسرائيلي‑الفلسطيني

مئات الآلاف تتظاهر في أوروبا والشرق الأوسط احتجاجاً على ما يجري في غزة

تدفقت حشود هائلة إلى الشوارع في مدن عدة بأوروبا مطالبة بوقف ما وصفته بـ«الحرب» الإسرائيلية على غزة التي دخلت عامها الثاني وأسفرت، بحسب تقارير، عن مقتل أكثر من 67 ألف فلسطيني وترك القطاع على شفير المجاعة.

جاءت أكبر التظاهرات في هولندا، حيث امتلأ ميدان المتحف في امستردام بنحو 250 ألف شخص قبل أن يسيروا عبر وسط المدينة. ارتدى المتظاهرون الأحمر وحملوا الأعلام الفلسطينية مطالبين حكومتهم باتخاذ موقف أشد صرامة تجاه إسرائيل وفرض حظر على تصدير الأسلحة إلى القوة المحتلة.

«يجب أن يتوقف سيل الدماء — ونحن مضطرون، للأسف، للوقوف هنا لأن لدينا حكومة ضعيفة للغاية لا تجرؤ على رسم خط أحمر. لذلك نحن هنا على أمل أن يحدث ذلك فرقاً»، قالت ماركيه فان زيل، بحسب وكالة أسوشيتد برس.

التظاهرة جاءت قبل أقل من شهر على الانتخابات الوطنية، مما زاد الضغط على قادة هولندا الذين لطالما أيدوا إسرائيل. وقال وزير الخارجية ديفيد فان ويل يوم الجمعة إنه «من غير المرجح» أن توافق الحكومة على تصدير أجزاء لطائرات F-35 إلى إسرائيل في ظل الغضب الشعبي المتصاعد.

منظمة العفو الدولية، إحدى منظمي الاحتجاجات، دعت الحكومات الأوروبية إلى التحرك بحزم. وقالت المتحدثة مارجون روزيما إن «كل الوسائل الاقتصادية والدبلوماسية يجب أن تُستخدم لزيادة الضغط على إسرائيل».

إسطنبول: مشاهد تضامن بارزة

شهدت تركيا واحدة من أقوى مظاهر التضامن؛ حيث سار آلاف في إسطنبول من مسجد آيا صوفيا نحو ضفاف القرن الذهبي، منتظرين على الشاطئ قوارب مزينة بالأعلام التركية والفلسطينية. خرج الكثيرون من صلاة الظهر مطالبين بوحدة المسلمين لمواجهة ما وصفوه بالعدوان الإسرائيلي.

يقرأ  مُبلّغ يكشف: حماس أثّرت في التوظيف وعمليات الأونروا في قطاع غزة

في أنقرة رُفعت الأعلام واللافتات التي تُدين ما يجري. وقال رجب كَرابال من منصة دعم فلسطين في مدينة كيريكالي الشمالية: «هذا الظلم الذي بدأ عام 1948 استمر عامين وتحوّل إلى إبادة». وتُعد تركيا من الداعمين البارزين للقضية الفلسطينية على الساحة الشعبية، ويُعرف عن رئيسها اردوغان انتقاده الشديد لإسرائيل واتهامه لها بارتكاب جرائم حرب في غزة.

ادعاءات عن حوادث خلال أسطول الصمود

نقل صحفي تركي شارك في أسطول الصمود، إرسين جيليك، أنه شهد أعمال عنف ارتكبتها قوات إسرائيلية بحق ناشطة معروفة، ووصفت تقارير محلية أنها عملية «تعذيب» لغيرتا ثونبرغ و«إجبارها على تقبيل العلم الإسرائيلي» — رواية نُقلت عن شهود وتحتاج إلى تحقق مستقل.

تضامن عبر القارة والشرق الأوسط

شهدت مدن أخرى في أوروبا وأفريقيا تظاهرات مماثلة. في صوفيا حمل المتظاهرون لافتات كتب عليها «الجوع سلاح حرب» و«غزة أكبر مقبرة للأطفال»، وقالت فاليا تشالاموفا: «مجتمعنا — والعالم — يجب أن يسمع أننا تقف مع الشعب الفلسطيني». وفي الرباط أقدم متظاهرون على إحراق علم إسرائيلي وطالبوا حكومتهم بالتراجع عن قرار التطبيع الصادر عام 2020، كما طالبوا بالإفراج عن المدافع الحقوقي المغربي عزيز غالي الذي احتجزته إسرائيل بعدما انضم إلى الأسطول الذي حاول كسر الحصار عن غزة.

وعلى امتداد إسبانيا، تكررت المسيرات بأحجام أصغر بعد التحركات الضخمة في مدريد وروما وبرشلونة، حيث حمل المتظاهرون حزماً بيضاء ترمز إلى جثث أطفال غزة.

مفاوضات وخراب مستمر

أعلنت حركة حماس قبولها أجزاء من خطة لوقف إطلاق النار اقترحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لكن معظم غزة لا تزال خراباً ومعزولة تحت حصار، وفق ما أفادت تقارير بسوء الأوضاع الإنسانية والبنى التحتية المدمرة.

أضف تعليق