معرض أُلغي بموجب حظر برامج التنوّع والإنصاف والشمول في عهد ترامب يجد موطناً جديداً

معرض «قبل الأمريكتين» — أحد أوائل المعارض التي أُلغيت نتيجة حملات الإدارة الأميركية ضد برامج التنوع والإنصاف والشمول — وجد مسكنًا جديدًا في فيرفاكس بولاية فرجينيا. افتتح المعرض رسميًا يوم السبت 13 سبتمبر في غاليري غيلسبي بكلية الفنون في جامعة جورج ميسون، بعد أن كان مقرّرًا له أن يُعرض في متحف فنون الأمريكتين في واشنطن. يضم العمل أعمال 39 فنانًا من 17 بلدًا، من بينهم إيمي شيرالد، رينيه ستاوت، ألما توماس، إليزابيث كاتليت، وألونسو ديفيس. يستكشف المعرض الذاكرة السلفية والهجرة والتشابك بين المجتمعات الأفروأميركية، والأفرو‑لاتينية، والكاريبية عبر وسيطات متعددة تبدأ من النحت وتمتد إلى الطباعة وفن الكتب.

قالت القيمَة شيريل إدواردز إنها شعرت «بالارتياح وكأنها تجد خلاصها» حين فتح المعرض أبوابه للجمهور — «كما لو أن الأمر شبيه بأغنية الخلاص لبوب مارلي»، على حد تعبيرها.

كان من المقرر أن يُفتتح المعرض في متحف فنون الأمريكتين التابع لمنظمة الدول الأمريكية في 21 مارس، بعد أربع سنوات من تكليفه الأولي. وفي فبراير تلقّت إدواردز اتصالًا يُبلغها بإلغاء المعرض؛ إذ وصفته إدارة ترمب بأنه «برنامج وفعالية مرتبطة بسياسات التنوع والإنصاف والشمول» فسحبت التمويل الذي كان قد أمُّن في عهد إدارة بايدن.

وقّع الرئيس ترمب أمرًا تنفيذياً يومه الأول في البيت الأبيض يحظر مبادرات DEI، أي البرامج المخصصة لفتح أبواب الفرص أمام أفراد من مجتمعات مهمّشة وذوي الخلفيات الاجتماعية والاقتصادية المحدودة.

كان «قبل الأمريكتين» من أوائل الضحايا في موجة إلغاءات معارض وعروض فنية تلت توجيهات الإدارة الجديدة. معرض ثانٍ في متحف فنون الأمريكتين يضم فنانين من مجتمع الميم أيضًا فقد دعمه المالي. وعندما عيّن ترمب نفسه رئيسًا لمجلس إدارة مركز كينيدي للفنون الأدائية اختفت من برامجه عدة عروض، من بينها حفل فرقة جوقة الرجال المثليين في واشنطن بمناسبة الفخر، وعرض لمسرحية «يوريكا داي» التي تدور حول سياسات اللقاح.

يقرأ  المسعفون: أربعة قتلى في هجوم إطلاق نار بالقدس

عندما قُطع التمويل الفدرالي فجأة، اضطرت إدواردز إلى تأمين بديل مالي. تقدّر أن «حوالي 50 أو 60 متبرعًا» سمحوا باستمرار المعرض في موقع مختلف. «لقد قرّب هذا الأمرنا كجماعة فنية»، قالت إدواردز، «ويُظهر أننا نقدّر أهمية الفن والثقافة في مجتمعنا، وأن الفن يتجاوز السياسة والأوامر».

عند انتشار خبر إلغاء المعرض، فتح دونالد راسل، مدير معارض ميسون التي تُشغل غاليري غيلسبي، أبواب المكان فورًا لاستضافة المعرض. كانت لإدواردز علاقة سابقة مع راسل، فقد عرضت أعماله سابقًا، وكان قد شارك في المراحل الأولى كمستشار. «كنت مستعدًا تمامًا لاستقباله»، قال راسل.

بألوان جريئة وخطوط حيوية، تمثل الأعمال ذات البُعد الأفرو‑مركزي تاريخَ الفنانين ذوي الأصول الأفريقية. توجد قوة لافتة في طباعة الشاشة الحريرية للوحيدة لويس مايلو جونز (1996) التي تصور ثلاثة راقصين أفارقة، وقوة رقيقة في عمل إليزابيث كاتليت «نيِنا» (1957) الذي يظهر بروفايل لفتاة صغيرة.

«تاريخ الفنانين منحدري النسب الأفريقي لا يبدأ بالاسترقاق»، قالت إدواردز؛ وهذه هي الفكرة الجوهرية للمعرض.

سيظل «قبل الأمريكتين» في غاليري غيلسبي حتى 15 نوفمبر، ثم سينطلق في جولة إقليمية؛ ومن المقرر أن يُفتتح في فبراير بفرع جامعة ميريلاند العالمية حيث سيُعرض حتى مايو، مع بقية المحطات التي ستعلن لاحقًا.

تُقر إدواردز بالتهديدات التي تواجه القطاع الثقافي وتشدّد على لزوم التحلّي بالمرونة. «لأن أشياء تُمحى»، قالت، «أعتقد أنه كفنانة وكَعاملة ثقافية واجبنا الآن أن نبدع ونوثق هذه اللحظة التاريخية.»

فيما يخص «قبل الأمريكتين»، تعيد إدواردز النظر في موقعه داخل اللحظة الراهنة للمشهد الفني: «أفكر فيه الآن كجمال راديكالي»، تقول، «لا أستطيع أن أتخيل شخصيًا العيش في مكان بلا فن وثقافة تشمل الجميع وتحتضن التنوّع الثقافي».

أضف تعليق