غارة إسرائيلية على غزة تقتل ٢٤ شخصًا قبل محادثات القاهرة بشأن خطة ترامب لوقف إطلاق النار

مباحثات غير مباشرة في القاهرة وسط آمال بوقف لإطلاق النار

تستعد إسرائيل وحركة حماس لخوض مفاوضات غير مباشرة في مصر، وسط أمل بإبرام اتفاق لوقف الحرب على غزة استناداً إلى خطة وقف إطلاق النار ذات العشرين بنداً التي طرحها دونالد ترامب.

وصل وفد حماس، بقيادة خليل الحية، إلى شرم الشيخ وعُقد الاتفاق على بدء المباحثات يوم الاثنين «حول آليات وقف النار، وانسحاب قوات الاحتلال، وتبادل الأسرى»، بحسب بيان للحركة.

من جهتها، أعلنت رئاسة الوزراء الإسرائيلية أن الوفد الإسرائيلي برئاسة كبير المفاوضين رون ديرمر سيتوجه يوم الاثنين إلى القاهرة لإجراء المحادثات. وتفاقمت الآمال بإمكانية التوصل إلى تهدئة بعد أن أعرب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يوم الجمعة عن تفاؤله بإمكانية الإعلان هذا الأسبوع عن صفقة لإطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين.

قال الرئيس الأمريكي ترامب إن المباحثات «تتقدم بسرعة وحققت نجاحاً كبيراً»، مضيفاً أن «الفرق الفنية ستجتمع مجدداً يوم الاثنين في مصر للعمل على تفصيل البنود النهائية»، وأنه طُلب من الجميع «التسريع في التنفيذ».

مع ذلك، واصلت القوات الإسرائيلية حملتها القتالية في غزة رغم دعوة ترامب لوقف العمليات. وأفادت مصادر لقناة الجزيرة العربية بأن «24 فلسطينياً على الأقل قُتلوا على يد قوات إسرائيلية يوم الأحد»، من بينهم أربعة طالبي لجوء أُطلق عليهم النار قرب مركز توزيع مساعدات شمال رفح، وفق ما أعلن مجمع ناصر الطبي.

وأفاد مراسل الجزيرة هاني محمود من بلدة الزوايدة وسط القطاع بأن الغارات والاشتباكات تواصلت في مناطق التهجير وفي مدينة غزة التي شهدت معظم الهجمات البرية والإغارات الجوية خلال الأسابيع الأخيرة. وقال: «كان الفلسطينيون يتمنون أن يناموا نوماً هادئاً، لكن ذلك لم يتحقق».

وقالت المكتب الإعلامي لحكومة غزة إن أكثر من 2700 عائلة — أي ما يزيد على 8500 شخص — حُذفوا من السجل المدني خلال عامين من الصراع. وأضافت أن 1015 طفلاً دون سنة قد قتلوا، إلى جانب 1670 من العاملين في الحقل الطبي، و254 صحفياً، و140 عاملاً في الدفاع المدني والإنقاذ.

يقرأ  والد منفّذ هجوم كنيس مانشستر يمدح منفذي هجمات 7 أكتوبر في منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي

ووصف وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو الوضع بأنه «لم ينتهِ بعد»، رغم أن ما يجري يعد «الأقرب حتى الآن إلى إطلاق سراح جميع الرهائن». وحثّ روبيو إسرائيل على إيقاف القصف قبل بدء المحادثات في مصر قائلاً: «لا يمكن إطلاق سراح رهائن وسط غارات جوية؛ لذلك يجب أن تتوقف الضربات. لا يمكن أن تدور مفاوضات تبادل في ظل حرب مستمرة».

تنص خطة ترامب على أن تُفرج حماس عن الرهائن المتبقين وأن تنسحب إسرائيل إلى «الخط الأصفر» الذي كانت عليه في أغسطس. ومع وجود بنود واضحة تنص على انسحاب إسرائيلي، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن وزير الدفاع إسرائيل كاتس قوله إن اسرائيل ستبقى مسيطرة على أجزاء من القطاع: «ستُجرَّد حماس من السلاح، وسيُعزل القطاع عسكرياً، وستبقى القوات الإسرائيلية في مناطق سيطرة لحماية المستوطنات».

دعم عربي للموقف الفلسطيني

أصدرت كل من دول مصر والأردن وإندونيسيا وباكستان وقطر والسعودية وتركيا والإمارات بياناً مشتركاً رحب بالخطوات التي أبلغت بها حماس بشأن خطة ترامب، بما في ذلك الإفراج عن جميع الأسرى وبدء مفاوضات فورية لوضع آليات التنفيذ. كما أشاد البيان بدعوة الرئيس ترامب لإسرائيل لوقف القصف فوراً والبدء بتنفيذ اتفاقية التبادل، معرباً عن تقديره لالتزامه بإرساء السلام في المنطقة.

ورحب البيان أيضاً بإعلان حماس «استعدادها لتسليم إدارة غزة إلى لجنة إدارية انتقالية من التقنيين المستقلين». وقال عزّت الرشق، عضو المكتب السياسي لحماس، إن البيان يمثل «دعماً مهماً» للجهود الرامية إلى إنهاء الحرب، وإن هذا التأييد العربي الواضح «يعزز فرص التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق نار دائم». وأضاف: «نتطلع إلى مزيد من الدعم العربي والإسلامي لوقف العدوان والإبادة التي يتعرض لها شعبنا في غزة، وتحقيق إنهاء الاحتلال وتطلعات شعبنا في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس».

يقرأ  محلّلون يحاولون تفسير التحركات الضخمة للصين في قطاع الطاقة هذا الصيف — ما الذي يحدث؟

أرسل البيت الأبيض مبعوثين إلى مصر هما صهر الرئيس جاريد كوشنر والمفاوض البارز للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، وأبلغ ترامب حماس بأنه عند موافقتها على خط الانسحاب العسكري الأولي لإسرائيل سيفعَّل وقف فوري لإطلاق النار.

تُعقد المباحثات عقب موافقة حماس على إطلاق الأسرى وقبول بعض بنود خطة ترامب، لكن لا تزال هناك قضايا معقدة مثل مدى انسحاب إسرائيل من القطاع ونزع سلاح حماس. وعلى الرغم من ذلك، ألمح ترامب يوم الأحد إلى إمكانية إدخال بعض التعديلات على خطته قائلاً: «لا نحتاج إلى مرونة لأن الجميع تقريباً توافقوا عليها، لكن سيبقى مجال لتغييرات بسيطة».

أضف تعليق