قُتل ثلاثة أشخاص برصاص قوات أمنية بعدما اندلعت احتجاجات في منطقة الحدود الجنوبية الشرقية لبانغلاديش مع الهند على خلفية ادعاء اغتصاب تلميذة، غير أن مقطعين متداولين على مواقع التواصل الاجتماعي لا يصوّران تلك الأحداث في البلاد، بل التقطا خلال تظاهرات سابقة في نيبال وإندونيسيا.
في الفيديو الأول، وهو مقطع مدته أربع ثوانٍ نُشر على فيسبوك بتاريخ 28 سبتمبر 2025، جاء في التسمية باللغة البنغالية: «مهاجمة الجيش وحرس الحدود البنغلاديشي (BGB) بالمخالفة للمادة 144 وسلب الأسلحة». يظهر المقطع أشخاصاً يصوّرون ويتبعون رجلاً ممسكاً بسلاح أثناء سيره في شارع، وقد نُشر المقطع نفسه مع ادعاءات مماثلة في منشورات أخرى عقب احتجاجات مجتمعات السكان الأصليين في مقاطعة خاغراشارى الجنوبية الشرقية.
أسفرت الاضطرابات عن مقتل ثلاثة رجال وإصابة عشرات، ما دفع السلطات إلى فرض حظر على «التجمع غير القانوني» بمقتضى المادة 144 لمدة ثمانية أيام حتى الخامس من أكتوبر. كما انتشر مقطع ثانٍ لاحتجاج ليلي فوضوي يتضمّن انفجارات وسيارات شرطة تجري في شارع مزدحم، وقد نُشر في 27 سبتمبر على فيسبوك مع ادعاءات بأنه يصوّر أحداث خاغراشارى.
المنطقة كانت دوماً بؤرة توتر بين مجتمعات السكان الأصليين والمتحدثين البنغاليين بسبب نزاعات حول الأراضي والموارد. زعم مسؤول رفيع في وزارة الداخلية أن أسلحة «من خارج البلاد» غذّت العنف، فيما اتهمت إدارة العلاقات العامة بالجيش «جبهة الشعب الديمقراطية المتحدة» (UPDF)، فصيل متمرد متمركز، بالتحريض وإطلاق مئات الطلقات.
أفادت وسائل إعلام محلية في الأول من أكتوبر بأن لجنة طبية حكومية لم تجد أدلة على اغتصاب التلميذة خلال الفحص الطبي، بينما وصف تجمع من السكان الأصليين تقرير الفحص بأنه «مفبرك».
وبالرغم من الادعاءات، لم تُلتقَط أيٌّ من المقاطع المتداولة في بنغلاديش؛ الأول تطابق مع بداية فيديو أطول نُشر على يوتيوب في 27 سبتمبر 2025، وقد ربطت تسميات الفيديو المشهد باحتجاجات «جيل Z» في نيبال التي اندلعت احتجاجاً على حظر منصات التواصل الاجتماعي في 8 سبتمبر وتطورت إلى موجة استياء أوسع ضد الفساد أطاحت بالحكومة. أجرى باحثون فحصاً عكسياً للإطارات المفتاحية على غوغل، ووجدوا أن المشهد يتطابق مع صور غوغل ستريت في منطقة خارج مركز شرطة على طريق الحزام في كاتمندو، ما يعزّز أن اللقطة من نيبال.
أما الفيديو الثاني فتبين أنه جزء من تجميع نُشر على إنستغرام في 30 أغسطس 2025، وتدّعي التسمية باللغة الإندونيسية أنه يصوّر احتجاجاً في مدينة سولو (سوراكارتا) في 29 أغسطس 2025. وباستخدام كلمات مفتاحية وبحث عكسي عن الصور، ظهر مقطع يوتيوب آخر بتاريخ 29 أغسطس بعنوان «فوضى في احتجاج سولو» يصوّر الحادث ذاته من زاوية مختلفة. الاحتجاجات التي اجتاحت إندونيسيا في أواخر أغسطس اندلعت بسبب الاستياء الاقتصادي والتباينات المعيشية والامتيازات السخية للمشرّعين، وتصاعد الغضب بعد مقتل سائق توصيل شاب على يد وحدة شرطية شبه عسكرية؛ وأسفرت التظاهرات عن عشرات القتلى ومئات الجرحى.
كما تطابقت المباني والزينة على جوانب الطرق في الفيديو المتداول مع لقطات غوغل ستريت لشارع سلاميت ريادي في سوراكارتا، مما يؤكد أن المشاهد الثانية من إندونيسيا لا من بنغلاديش.
بناءً على مطابقة الإطارات والمقاطع الأطول والبحث العكسي عن الصور، فإن الادعاءات التي ربطت هذين المقطعين بأحداث خاغراشارى في بنغلاديش خاطئة ومضلّلة.