بالونات تحمل آلاف علب السجائر عطّلت رحلات الطيران في ليتوانيا، إذ اضطر مطار فيلنيوس إلى الإغلاق لساعات بعدما انجرفت عشرات منها إلى المجال الجوي للبلاد.
أفاد مركز إدارة الأزمات الوطني لهيئة الإذاعة البريطانية بأن 25 منطادًا أرصاديًا رُصِدت وهي تدخل الأراضي الليتوانية انطلاقًا من بيلاروسيا، اثنان منهما وجدا طريقهما مباشرة فوق المطار.
وأكد المطار أن الإغلاق أسفر عن إلغاء 30 رحلة طيران، ما أثر على نحو 6000 مسافر، محذرًا من احتمال استمرار التأخيرات يوم الاثنين.
تأتي هذه «الانتهاكات للمجال الجوي» في وقت يتصاعد فيه التوتر في أوروبا، عقب سلسلة من توغلات طائرات مسيّرة يُشتبه في صلتها بروسيا والتي تسببت بدورها في اضطراب حركة الملاحة الجوية.
ونفت موسكو أي ضلوع في الحوادث الأخيرة.
قال مسؤولون ليتوانيون إن ما يصل إلى 14 منطادًا طار فوق منطقة فيلنيوس، عاصمة البلاد والقريبة من الحدود مع بيلاروسيا.
وأضافت خدمة حرس الحدود أن 11 منطادًا على الأقل كانت تحمل نحو 18,000 علبة سجائر من السوق السوداء قد عُثر عليها حتى الآن، مع احتمال ارتفاع هذا العدد.
على الرغم من الاضطراب الذي أحدثته، قال متحدث باسم المركز: «المنطدات الحاملة للبضائع المهربة — السجائر القادمة من بيلاروسيا — ليست جديدة في ليتوانيا ولاتفيا وبولندا.»
حتى الآن هذا العام رُصدت 544 منطادًا تدخل من بيلاروسيا، مقارنة بـ966 العام الماضي.
في الوقت نفسه، سجّلت محافظة بودلاسكي شمال شرق بولندا، التي تحد بيلاروسيا أيضًا، أكثر من 100 حالة تهريب نُقِلت فيها البضائع عبر هذه المنطادات، التي تُستخدم عادة لحمل أجهزة الأرصاد الجوية إلى ارتفاعات كبيرة.
وفي حادثة الشهر الماضي احتجزت الشرطة البولندية مواطنًا بيلاروسيًا كانت سيارته تدور قرب موقع سجائر مهربة بواسطة منطاد، وقد وُجدت علامة تحديد موقع على هاتفه مرتبطة بالبضاعة المهربة.
وعند سؤالهم عن سبب لجوء المهربين إلى وسيلة عرضة لتقلبات الطقس بدل الطائرات المسيّرة الأكثر قابلية للتحكم، قال المتحدث باسم المركز: «المنطادات الرصدية أداة بدائية يستخدمها المهربون — فهي أرخص من الطائرات المسيّرة لنقل السجائر من بيلاروسيا.»
وأضاف أن الهدف لدى الأجهزة هو مصادرة أكبر كميات ممكنة من البضائع المهربة واحتجاز المنظمين والمنفذين حتى تصبح هذه العمليات غير مربحة ولا تشكل خطرًا على الطيران المدني.
تسببت طائرات مسيّرة من مصدر غير واضح في سبتمبر بإغلاق مطارات وأجواء دنماركية، وشُوهدت توغلات أيضًا فوق النرويج وألمانيا، ما دفع القادة الأوروبيين لتسريع المناقشات حول تعزيز الدفاع الجوي.
قالت الدنمارك حينها إنه لا توجد دلائل تُشير إلى ضلوع روسي، رغم أن موسكو وُجهت إليها الاتهامات بشأن توغلات سابقة فوق بولندا وإستونيا ورومانيا — وهو ما قالت روسيا إنه «حادث» فيما تواصل حربها الشاملة على أوكرانيا.