عوائق محتملة تعترض طريق إسرائيل وحماس نحو محادثات سلام بشأن غزة

محادثات في شرم الشيح حول خطة ترامب لوقف الحرب في قطاع غزة

من المتوقع أن تجتمع وفود من حماس وإسرائيل والولايات المتحدة في مصر لإجراء محادثات حول مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في غزة. المناقشات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس حول خطة مكوّنة من 20 بنداً من المقرر أن تبدأ في منتجع شرم الشيخ على البحر الأحمر يوم الاثنين.

تُعقد المحادثات على وقع الذكرى السنوية الثانية لهجمات 7 أكتوبر، ومعها ولدت آمالٌ بإمكانية وضع حد للنزاع المدمر الذي أودى بحياة عشرات الآلاف في غزة. ومع ذلك، لا تزال عوائق جمة قد تمنع التوصل إلى اتفاق نهائي.

أصر ترامب على أن الطرفين يؤيدان إطاره للسلام ودعا إلى “التحرك بسرعة” من أجل التوصل إلى تسوية. ورغم إخفاق مبادرات سابقة، بما في ذلك وقفان قصيران انهارا، قال ترامب إن “المرحلة الأولى يجب أن تكتمل هذا الأسبوع”، مشيراً إلى محادثات إيجابية جرت خلال عطلة نهاية الأسبوع بشأن إطلاق الأسرى وإنهاء الحرب وتحقيق سلام طويل الأمد في المنطقة.

ذكر ترامب عبر منصته “Truth Social” أن المناقشات تسير بنجاح وبسرعة، محذراً من أن التأخير قد يؤدي إلى “سفك دماء هائل”. وفي سياق متصل بدا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عزّز التفاؤل بالقول إن الإفراج عن 48 من المحتجزين الإسرائيليين لدى حماس — ويعتقد أن نحو 20 منهم على قيد الحياة — قد يُعلن هذا الأسبوع.

بموجب الخطة، ستطلق حماس سراح المحتجزين مقابل الإفراج عن سجناء فلسطينيين محتجزين لدى إسرائيل. كما تقرّ الحزمة بتنازل حماس عن السلطة في غزة مقابل انسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع.

غياب التفاصيل

مع ذلك، تفتقر الخطة إلى تفاصيل جوهرية تثير قلق كثيرين. لا يوجد جدول زمني محدد لتفكيك التسلح لدى حماس، والإشارة الغامضة إلى إقامة دولة فلسطينية أثارت استياء وسجالات بين الأطراف المعنية.

يقرأ  كوريا الجنوبية تعترض على مداهمات الهجرة الأمريكية لمصنع هيوندايأخبار دونالد ترامب

ومع انطلاق المحادثات، واصلت القوات الإسرائيلية عملياتها في غزة. وأفادت مصادر الجزيرة بمقتل سبعة أشخاص صباح الاثنين، بينهم ثلاثة كانوا يتلقون مساعدات إنسانية.

نوار عودة من عمّان أشارت إلى أن على الرغم من تصريحات ترامب المتفائلة، تبقى عقبات مهمة أمام نجاح المفاوضات. “هناك تفاصيل كثيرة قد تعرقل العملية التفاوضية،” قالت، مشيرة إلى نقاط خلاف محتملة مثل إصرار إسرائيل على إطلاق سراح كل المحتجزين دفعة واحدة خلال 72 ساعة.

كما تطالب إسرائيل بالاحتفاظ بحرية متابعة عمليات ضد حماس على الرغم من اتفاقية الانسحاب، وتؤكد أن خطوط الانسحاب والجداول الزمنية قد حُددت مسبقاً. جميع هذه القضايا تحتاج إلى مباحثات دقيقة وحسّاسة.

وكما يبدو، سيبدأ مسار التفاوض بمحادثات بين ممثلي حماس والوسطاء، بينما لن تشارك الوفود الإسرائيلية والأميركية إلا اعتباراً من يوم الأربعاء، بحسب تقارير وسائل الإعلام الإسرائيلية.

طالب ترامب بوقف الضربات الإسرائيلية ليتمكن المسار التفاوضي من استكماله، لكن الغارات استمرت في أنحاء القطاع. وقالت المتحدثة باسم الحكومة الإسرائيلية شوش بدروسيان إن الجيش سيواصل العمل لأغراض “دفاعية” وإنه لا يوجد وقف لإطلاق النار في المكان.

في مقابل ذلك، قدّم وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو وصفاً لانقسام الخطة إلى مرحلتين في حال قبول حماس لإطار ترامب: أولاً إطلاق سراح المحتجزين من قبل حماس، ثم انسحاب القوات الإسرائيلية إلى “الخط الأصفر” حيث كانت مواقعها في أغسطس. وشدّد روبيو على أن على حماس الإفراج عن الأسرى فور استعدادها، وأن على إسرائيل وقف القصف كي يتم ذلك.

مستقبل حماس محور خلاف

يبقى مصير حماس أحد أبرز العوائق. تنص خطة ترامب على نزع سلاح غزة واستبعاد أي دور حكومي مستقبلي لحماس، مع السماح لأعضائها بالبقاء شرط نزع السلاح والتنصل من العنف. ردّت حماس بإيجابية ظاهرياً، مؤكدة استعدادها للتفاوض حول الإفراج عن المحتجزين والمشاركة في “إطار وطني فلسطيني” يحدد مستقبل القطاع.

يقرأ  اعتقال المئات في المغرب بعد تحوّل الاحتجاجات إلى أعمال عنف — أخبار الاحتجاجات

لكن احتمال بقاء حماس بأي شكل أثار غضب حلفاء نتنياهو اليمينيين المتطرفين الذين هددوا بالإطاحة بالحكومة إذا ظلّت الحركة قائمة بعد الإفراج عن الأسرى. قال وزير الأمن القومي إيتامار بن غفير إن هدف الحرب المركزي، إلى جانب تحرير الرهائن، هو منع بقاء منظمة إرهابية مثل حماس، وأعلن أن حزبه هدد بالانسحاب من الحكومة لو لم تُبقَ هذه المسألة واضحة.

وفي المقابل، عرض يائير لابيد، زعيم المعارضة، يوم الأحد دعم حكومي مؤقت لنتنياهو لدرء انهيار الحكومة تحت ضغط شركائه “المتطرفين وغير المسؤولين” أثناء المفاوضات.

الخلاصة أن فرصة وقف واسع ومستدام لإطلاق النار قائمة لكنها محفوفة بشروط تقنية وسياسية معقدة، ولكل طرف “خطوط حمراء” قد تعيق أي أتفاقية نهائية إذا لم تُسدّد الخلافات الضرورية بين الأطراف. الجمبع يترقب تطور الأحداث خلال الأيام القليلة المقبلة.

أضف تعليق