نظرة عامة:
كسفيرة تربوية مع مشروع تعليم الإبادة الجماعية، قضيت فترة دراسية في متحف الإبادة في يريفان بأرمينيا، أتجول في أروقته مع باحثين وأحضر محاضراتٍ وأتأمل كيف يجب أن تُعلِّمنا دروس الكراهية والإنكار وتآكل الديمقراطية بطريقة عاجلة لإعادة صياغة تدريس التاريخ في الولايات المتحدة.
زُرت المتحف هذا الصيف بدعوة من مشروع تعليم الإبادة، ومشيت داخله مع ريجينا غالستيان، الباحثة والموثّقة بالمتحف. حضرت محاضرات لأساتذة مثل الدكتور ديكران كاليجيان، وزرت مواقع ثقافية وديرًا، وشاهدت علماء أرمن ينظفون مخطوطات أثرية—من بينها مخطوطة تبرّع بها أحد أفراد فريقنا. تعلّمت عن إبادة راح ضحيتها نحو مليون ونصف المليون إنسان خلال ثمانية عشرة شهرًا حول عام 1915. ومع وضوح الأدلة التاريخية، لا يزال البعض ينكرون هذه الجريمة الموثقة جيدًا.
كان من الصعب سماع القصص ومشاهدة الأدلة بعينَي. بكى عدد من زملائي المعلمين في لحظات مختلفة. ومع ذلك، لم يكن ذلك أصعب ما في التجربة بالنسبة لي؛ الأصعب كان ربط ما رأيت بما يحدث في الولايات المتحدة وكيف أن كثيرًا من المعلمين هناك يواجهون نفس المخاوف. خلال جلسة التقييم، عبرت إحدى المشاركات عما شعرت به بالضبط عندما قالت إنها لا تكفّ عن التفكير بما رأت—قضايا لم نتعلّمها أو نلتفت إليها في بلادنا، أو علامات كانت واضحة في ماضينا أو حتى الآن لم تُؤتَ العناية الكافية لمنع الكراهية التي أدّت إلى ذلك.
اتفقنا جميعًا، نحن ثمانية عشر معلمًا في الزمالة، أن المشكلة ليست مجرد غياب الفهم التاريخي في وطننا، بل أيضًا ردود الفعل العنيفة التي يتلقاها بعضنا لمجرّد تدريس التاريخ.
الجامعة الأميركية في أرمينيا والوكالة الأميركية للتنمية الدولية
أثناء زيارتنا للجامعة الأميركية في أرمينيا تحدثنا مع أساتذة واطلعنا على تعليمات تاريخ الإبادة، لكن الجزء الأكثر تأثيرًا كان الاستماع إلى طلبتها الذين تمنوا بالإجماع أن نأخذ إلى طلابنا في الوطن قصة كيف تتراكم الكراهية عبر الزمن. ما زاد التأثير حين خرجت من مكتب الجامعة ورأيت لوحة لملاحظات التمويل—أخبرنا دليلنا أن الجامعة أُنشئت بمنحة من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، وأن هذه المنح حوّلت مبنى من الحقبة السوفييتية إلى مؤسسة ترعى قيمًا ديمقراطية، وأن دعمًا لاحقًا بنى ونمّى برامج تعليم الإبادة وتحضير خريجين أصبحوا مشاركين فعالين في الحياة الديمقراطية للبلاد.
عند عودتي إلى الفندق علمت بأمرين: أولهما أن مجلس النواب الأميركي أقرّ خفضًا واسعًا للتمويل يشمل تقليص دعم الوكالة ووسائل إعلامٍ مثل NPR، وثانيهما مدى الإسهامات الإيجابية التي ولّدتها استثمارات الوكالة في مؤسسات ديمقراطية تُرى في قلب المدينة. لم يغْب عن بالي أن روسيا تهاجم أوكرانيا إلى الشمال، وإيران ليست ببعيدة إلى الجنوب؛ وعلمت أن دعم الوكالة يمثل حاجزًا سلميًا ورخيصًا أمام التأثيرات الاستبدادية المحيطة بهذه الديمقراطية الصغيرة. خسارة هذا الدعم هنا ستؤدي إلى تداعيات باهظة الثمن أكثر مما أنفقته الولايات المتحدة في أرمينيا.
إبادة، ووعي، وحاجز
كان هدف زمالتنا الرئيسي دراسة إبادة الأرمن التي نفّذتها لجنة الاتحاد والتقدّم في تركيا. حتى اليوم تنكر الحكومة التركية وقوعها، وبعض الدول المجاورة تدرّس الرواية نفسها كإنكار. في مقابلة عام 2010 قال السفير التركي لدى الولايات المتحدة إن «أمورًا سيئة حدثت على الطرفين»، متجاهلًا حجم الجريمة. ومن عرف التاريخ يعلم كيف استُخدمت حالة الإنكار المبكرة هذه لاحقًا في مقولة هتلر الشهيرة: «من يتذكّر اليوم إبادة الأرمن؟»
بين أروقة المتحف، حيث النُّصب التذكاري والوثائق والشهادات، قارنّا مراحل الإبادة العشر بمراحل إبادات أخرى. لكن ما أثار قلقنا هو أننا رأينا مؤشرات من تلك المراحل داخل مجتمعنا المعاصر: مرحلة «التصنيف» ثم «الرمزية» و«التمييز». في رواندا وُصِفَ التوتسي بأنهم «حشرات»، وفي ألمانيا النازية وُصِف اليهود بـ«الجرذان»، وفي بعض المصادر التركية وصف الأطباء الأرمن بأنهم «ميكروبات» لا بد من تطهير المجتمع منها. شبّه أحد المعلمين ذلك بتوصيفات أدلى بها رئيس سابق في الولايات المتحدة لوصف معارضيه السياسيين كـ«أعداء الدولة» أو تصريحات لا أساس لها عن مهاجرين، بينما أشار آخر إلى تهديدات بطرد من يعارضونه علنًا.
تبنّى النقاش أمثلة محلية: استهداف عناصر إطفاء أو مشغلي أنظمة الملاحة بعد كوارث لأنهم يُنتقدون كـ«توظيفات لأسباب التنوع»؛ واستهداف ممارسات إنفاذ الهجرة لأشخاص بناءً على مظهرهم في جنوب كاليفورنيا. شخصيًا لا أرى أن المجتمع الأميركي سيتحوّل فجأة إلى منظومة إبادة—الشعب الأميركي في عمومه طيب—لكنّ المخاوف الحقيقية تكمن في تدرّج فقدان الحقوق، في عودة منطق «الآخر» طوال عقود، وفي تراكم الأكاذيب.
الأكاذيب، الكثير منها، كانت عنصرًا أساسيًا في تسهيل الإبادة. وكمعلمة، أعرف أن أفضل سلاح لمواجهة الكذب—سواء حول تمويل الوكالة أو حول مسألة إبادة تاريخية—هو الحقائق الموثوقة.
كما قال أحد الباحثين والكتاب بالمتحف: «عملي ليس إقناع الناكرين، بل إظهار المزيد من الحقائق إلى الضوء.» وهذا عملي أيضًا.
أدعو زملائي المعلمين في الولايات المتحدة إلى الاستمرار في تدريس هذه الحقائق، وأحث القادة التربويين على دعم تعليمها، وأطلب من الجميع أن يشيروا إلى الحقائق مهما أثّرت في مشاعرنا. العالم يراقبنا الآن؛ وفي المستقبل سيقرأ طلابه تاريخ زماننا. ماذا سيستخلصون مما نفعل اليوم؟
لمزيد من الموارد والمصادر حول طرق تدريس الإبادات الجماعية، سواء إبادة الأرمن أو فظائع أخرى، تَوافدوا إلى موقع مشروع تعليم الإبادة للحصول على مواد تربوية ومقترحات تتوافق مع معايير المناهج في الولايات المختلفة.