محمد حميدي رحيل رائد الحداثة التشكيلية المغربية عن 84 عاماً

توفي الرسام الحداثي المغربي محمد الحميدي عن عمر ناهز أربعة وثمانين عاماً، حسبما أعلنت صفحة مؤسسة بارجيل للفن في الشارقة على انستغرام. ولم ترد تفاصيل عن سبب الوفاة أو معلومات حول من ترك من أقارب.

وُلد الحميدي في الدار البيضاء عام 1941، ويُنظر إليه كأحد الآباء المؤسسين للفن المغربي الحديث. تلقى تعليمه في مدرسة الفنون الجميلة بالدار البيضاء قبل أن ينتقل إلى باريس عام 1959، حيث نال في عام 1964 شهادة تأهيل للتدريس في الفن النّصبي من المدرسة الوطنية العليا للفنون الجميلة في باريس.

عاد إلى المغرب عام 1967، في ظل مناخ ثقافي متجدد تلا استقلال البلاد عن الحماية الفرنسية في 1956، ومواكباً لنهضة فنية سعت إلى إبراز خصوصيات الثقافة المغربية. في 1969 شارك في المعرض الرائد «البيان» بساحة جامع الفنا في مراكش إلى جانب فنانين مثل فريد بلكاهية ومحمد شباع ومحمد ملهي، الذين شرعوا منذ منتصف ستينيات القرن الماضي في إعادة صياغة مناهج مدرسة الدار البيضاء وتوسيع دائرة مشاركتها.

مقالات ذات صلة

كانت مدرسة الدار البيضاء في طليعة طليعة الطليعة الوطنية المبتكرة — من الفنون التشكيلية إلى التصميم الغرافيكي —، وقد درّس فيها الحميدي بين 1967 و1975، مسهمةً في تربية جيل جديد من الفنانين المغاربة المتحمّسين اجتماعياً والمبادرين فكرياً، عبر مناهج تجريبية شملت استثمار دراسة الفنون التقليدية.

في رسالة أرسلها رداً على استبيان مجلة «سوفْل» عام 1967، كتب الحميدي: «علينا بالفعل محاربة الأحكام المسبقة التي تُثقل كاهل العالم الثالث، تلك الأحكام التي تُصرّ على قراءة الفن هناك كتعبير عن إنسان بدائي فقط».

تجسيداً لهذا الموقف، أسس الحميدي الجمعية المغربية للفنون التشكيلية عام 1972، معزّزاً الروابط بين الفنانين المغاربة ونظرائهم العرب من خلال لقاءات جرت في بغداد وتونس والجزائر.

يقرأ  مجلة جوكستابوزأتذكّر كل شيءآر إف ألفاريز — معرض ميغان مولروني، لوس أنجلوس

رغم أن محاور أعماله تتمحور حول الجسد، فإن لوحاته تميل إلى التجريد: خطوط منحنية تذكّر بلغة مدرسة الدار البيضاء، وزخارف مستمدة من الحِرَف التقليدية في المغرب الكبير، وأشكال هندسية متقاطعة بألوان دافئة صلبة لا تحدّد الملامح البشرية بل توحي — لمن ينقب عن ذلك — بإيحائات إيروتيكية متميزة.

ومع تزايد الاهتمام بالفن الإفريقي والشرقي ما بعد الاستعمار، حظي إنتاج الحميدي، إلى جانب أعمال زملائه في مدرسة الدار البيضاء، بانتعاش في الاهتمام الدولي خلال العقود الأخيرة، حتى اقتنت مركز بومبيدو لوحتين من أعماله عام 2019.

أضف تعليق