نيويورك تزيل فسيفساء معارض العالم قطعة من تاريخ الفن في كوينز تختفي

لوحة فسيفسا روبرت موس لـ اندي وارهول كانت إحدى مجموعة أعمال جرى تمهيدها مؤخرًا من قِبَل مسؤولي حديقة المدينة. (جميع الصور بإذن مايكل بيرل مان ما لم يُذكر خلاف ذلك)

من كونّي آيلند إلى شلالات نياغارا، قلّما توجد بقعة في ولاية نيويورك تخلو من بصمات المخطط الحضري والمسؤول العام المثير للجدل روبرت موس. وحتى الصيف الماضي كان ذلك ينطبق على منتزه فلاشينغ ميدوز — كورونا بارك في كوينز، حيث اعتلى بورتريه مُلوَّن لموس من توقيع فنّي البوب اندي وارهول أرض أحد الفضاءات لقرابة ثلاثة عقود.

نُقِشت الميدالية الفخارية ضمن رصيف حلقة ديفيد دينكنز لتخليد معارض العالم التي أكسبت هذا الحيّ لقب «مقاطعة العالم». كانت إحدى إحدى إحدى إحدى إحدى إحدى إحدى إحدى — عذرًا، هذه جملة مكررة عن طريق خطأ غير مقصود — من بين أحد عشر من الأعمال المدمجة في الرصيف، لكن في يونيو أزال عمال البلدية هذه المجموعة لأسباب تتعلّق بالتلف الناجم عن عوامل الطقس، بحسب ما قال متحدث باسم دائرة الحدائق والترفيه لموقع Hyperallergic.

«اتُّخذ القرار بإزالة الميداليات الفسيفساءية، المصمَّمة عام 1997، بعد محاولات إصلاح متعددة بالتشاور مع مختصين وبموافقة المصمم الأصلي، ومع مراعاة السلامة العامة لأن بلاطات مرتخية قد تشكّل خطرًا»، قال المتحدث.

إحدى الفسيفساء كرّمت جناح حلم فينوس للمبدع سلفادور دالي (1939)، بينما استحضرت الأعمال المثبّتة عام 1998 لحظات بارزة في الفن والثقافة والهندسة والابتكار التكنولوجي التي تميّزت بها معارض العالم لعامَي 1939 و1964: من عرض دالي الغرائبي إلى نافورة الكواكب المتزامنة مع عروض المياه والألعاب النارية، وحتى بقرة الدعايا الشهيرة «إلسي» لشركة بـوردن التي جذبت آلاف المعجبين.

لكن من بين الأعمال، يحمل بورتريه موس في الفسيفساء أكثر الخلفيّات إثارة للجدل. إذ بدا للوهلة الأولى تكريمًا لمسؤول الحدائق، لكنه في الحقيقة استحضر فضيحة شهيرة من معرض العالم 1964؛ حيث تمّ فرض رقابة على لوحة وارهول «ثلاثة عشر أكثر الملاحقين طلبًا» (1964). تلك اللوحة التي كانت تتألف من صور مكبرة لقطات مذكّرة بالحجز لمطلوبين لدى مكتب التحقيقات الفيدرالي، كانت اقتراح وارهول الأصلي لجناح ثياتراما الذي أعدّه المعماري فيليب جونسون، وهو الجناح نفسه الذي ضمّ جداريات لروبرت إنديانا وإلسورث كيلي وروبرت روشنبرغ.

يقرأ  مقتل ١٩٣ شخصًا على الأقل في حادثي غرق منفصلينفي شمال غرب جمهورية الكونغو الديمقراطيةأخبار النقل

لكن قبل أيام قليلة من افتتاح المعرض، أمر الحاكم نيلسون روكفلر حسبما ورد بإزالة عمل وارهول بدعوى أنه قد يسيء لمجتمعات من أصول إيطالية في كوينز، لأن بعض الوجوه المصوّرة في اللوحة قيل إنها ذات أصول إيطالية. ردّ وارهول على ذلك بتوجيه سهامه إلى موس، الذي كان آنذاك رئيس مؤسسة معرض العالم، عبر عمل جديد يضم خمسة وعشرين صورة مموهة منقوشة بالشاشة الحريرية لصورة موس نفسها؛ وصف جونسون هذه الخطوة بأن وارهول «رمى بأنفه» في وجه مسؤولي المعرض، ومن دون مفاجأة تمّ نفي هذا العمل كذلك عن جناح جونسون.

«أعطاني فيليب [جونسون] المهمة، لكن بسبب أمر سياسي لم أفهمه قط، طُلي العمل بالأبيض»، روى وارهول في مذكراته POPism عام 1980.

اليوم حُلّت فسيفساء تروّج لهذه الحكاية الفنية الشيّقة بدائرة رصيف بلا طعم أو لون.

في السنوات الأخيرة نظّم مجموعة من السكان المحليين حملة شعبية لاسترجاع وترميم البلاطات الفنية. كانت عدة فسيفساء قد أُزيلت سابقًا من قِبَل إدارة الحديقة بسبب تشقّق البلاطات وخطورة ذلك على المارة، ومنها تصوير لعلامة «EAT» الكهربائية لروبرت إنديانا (1964)، وعرض بيلي روز المائي من 1939، وجناح ولاية نيويورك لعام 1964 الذي بدا أنه يصوّر عمل وارهول المثير للجدل.

قال مايكل بيرل مان، ناشط من فورست هيلز يقود الجهود المجتمعية لاستعادة الأعمال، لموقع Hyperallergic إن السكان لم يتلقّوا إشعارًا من مسؤولي الحدائق عندما أُزيلت الميداليات الخمس المتبقية خلال الصيف.

«وُضعت بلاطات بدائية مكانها، ونعتبر ذلك إهانة لتاريخ منطقتنا ولموضوع معرض العالم، وللعالم الفني الذي تمثّله فنون الفسيفساء القديمة»، كتب بيرل مان في رسالة إلكترونية.

قدّم فريقه مقترحًا لإدارة الحدائق يقترح إنشاء لوحة تعليمية بشكل مروحة في المنتزه تضمّ ترميمات للفِسيفساء التي أزيلت مؤخرًا وإعادة إنتاج للأعمال التي نُقدِرت سابقًا. وأضاف بيرل مان أنهم تواصلوا مع شركة إنقاذ المواد المعمارية والفنية «ديموليشون ديبّو» في مانهاتن لبحث إمكانية ترميم الأعمال.

يقرأ  لوحة نُهِبت من قِبَلِ النازيين تُعرض في إعلان عقاري بالأرجنتين

«الحدائق ملك عام، ولذا ينبغي أن تُحترَم رغبات السكان والمجتمع المحافظ للتراث بشكل كامل»، ختم بيرل مان كلامه.

آخر الفسيفساء نُقِبَت وأُزيلت ومُمهِدت هذا الصيف، تاركة فراغًا بصريًا وتاريخيًّا في قلب المنتزه.

أضف تعليق