مقتل عنصر من أجهزة الأمن الداخلي وإصابة ثلاثة آخرين ومدنيين في اشتباكات بحلب
نُشر في 7 أكتوبر 2025
افادت تقارير إعلامية بأن عناصر من الجيش السوري وقوات سوريا الديمقراطيه (قسد) أعلنوا وقف إطلاق نار في منطقتين من مدينة حلب، بعد مقتل عنصر من قوات الأمن الداخلي إثر هجوم نسبته قسد على نقطة تفتيش في المدينة.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر أمني محلي أن الاشتباكات في أحياء الشيخ مقصود والأشرفية في حلب شمالاً أسفرت أيضاً عن إصابة ثلاثة من عناصر الأمن الداخلي وعدد من المدنيين. وأضاف المصدر أن مسلحين أطلقوا قذائف هاون واستخدموا رشاشات ثقيلة، بينما انتشرت قناصة على أسطح منازل الأحياء المتنازع عليها.
وقالت سانا إن الاشتباكات اندلعت بعد أن أوضحت وزارة الدفاع السورية يوم الأحد أن المناورات الأخيرة لقواتها على عدة جبهات مع قسد ذات التوجه الكردي في الشمال الشرقي لم تكن عمليات جديدة بل جزء من إعادة تموضع مخططة.
ونفى المتحدث باسم قسد فرهاد شامي أن تكون القوات قد هاجمت نقاط التفتيش في حلب، مؤكداً أن القوّات لا تتركز في حيّي الشيخ مقصود والأشرفية. واتهم شامي فصائل حكومية بمحاولة التقدم إلى الأحياء الخاضعة لسيطرة الأكراد بدبابات، ودعا إلى رفع ما وصفه بـ«الحصار الحكومي» عن المدينة محذراً من أن تحرّكات الجيش السوري ستفاقم معاناة السكان.
ودعا محافظ حلب عزام الغريب السكان إلى البقاء في منازلهم وعدم الاقتراب من مناطق اندلاع الاشتباكات، مؤكداً—وفق سانا—أن الجيش «لا ينوي أي تصعيد عسكري» وأن الجهات المعنية تعمل على تهدئة الوضع ووقف المواجهات.
ونقلت وكالة رويترز، مستندة إلى سانا، أن «اتفاق وقف إطلاق النار» تم التوصل إليه في المنطقتين، فيما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقرّه بريطانيا، بأن الاتصالات في الأحياء قطعت وأنها محاطة بتعزيزات للجيش السوري.
وتأتي هذه التطورات في ظل توتر يكتنف تنفيذ اتفاقية تاريخية أُبرمت في مارس لدمج قوات قسد في مؤسسات الدولة السورية. الاتفاق، الذي تم التوسط فيه تحت رعاية الولايات المتحدة بعد سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر، يهدف إلى إدماج القوى ذات القيادة الكردية في مؤسسات الدولة وتسليم أصول رئيسية—بما في ذلك المعابر الحدودية ومطار ومناطق نفط وغاز—لدى دمشق بحلول نهاية العام.
إلا أن تقدم خطة التنفيذ تراجع وسط اتهامات متبادلة؛ إذ يتهم كل من دمشق وقسد الطرف الآخر بالتحرشات التي زادت التوتر. كما ضغطت واشنطن على الأكراد لتسريع المفاوضات حول آليات الاندماج تحت شروط مقبولة للطرفين، بينما اتهمت تركيا قسد بتعطيل الخطة وحذرت من اتخاذ إجراء عسكري في حال لم تندمج مع دمشق.
وفي سياق منفصل، نشرت سوريا يوم الاثنين نتائج أول انتخابات برلمانية تُنظَم منذ الإطاحة ببشار الأسد، وهي محطة مهمة في عملية انتقال هشّ بعد قرابة أربعة عشر عاماً من الحرب. شهد اقتراع الأحد اختيار نحو 6000 عضو من المجالس الانتخابية الإقليمية مرشحين من قوائم معتمدة مسبقاً، في إطار عملية تهدف إلى تشكيل ما يقرب من ثلثي الهيئة الجديدة المكونة من 210 مقاعد. وسيختار الرئيس السوري أحمد الشراع لاحقاً الثلث المتبقي.