كاتيا زيب، التي انتقلت من دوسيلدورف إلى لوس أنجلوس، تمزج بين تقاليد الطلاء الألماني «القبيح» وبريق لوس أنجلوس. في أسلوب يتأرجح بين المرّ والحلو، تدمج في صورها بين الجمال ونقيضه—أو ربما بطانته—عند تصوير الأشخاص.
كاتيا ترسم في الغالب شابات، قويات وذات ملامح جمالية، وتجمع في لوحاتها بين محاور من تاريخ الفن الأوروبي وصور مأخوذة من هاتفها. عملها كورنوكوبيا (2025)، المعروض حالياً في معرض SITE Santa Fe الدولي، يتبنّى تركيباً كارافاجيّاً يصور امرأتين تحملان أوراق لعب وأوراق تاروت، ويشتمل على تقنية «التصوير داخل التصوير» الكلاسيكية (mise en abyme). ومع ذلك تبدو اللوحة عصريّة تماماً؛ ذراع إحدى النساء المنحنية، غير متقيدة بالقواعد التشريحية، مرسومة بحرية واضحة ورهافة في المِعْطى.
مقالات ذات صلة
ما يجعل لوحات زيب أكثر إزعاجاً هو لوحتها اللونية. هي لا تمزج الألوان بل لتبنى الشكل تقوم بتراكب نغمات متجاورة مباشرةً من الأنبوب. يبرز ذلك بوضوح حين تصوغ لون البشرة، التي في يدها قد تبدو سطحية إلى حد ما—سطح وشكل في آن واحد—كما في Sicilian Defence (2021) ذات الوجه الوردي أو Medusa in vain (2020) ذات الوجه الأزرق. الألوان الناتجة نقية إلى حدّ يجعلها، بشكل ساخر، تبدو غير طبيعية.
كاتيا زيب: Medusa in vain، 2020.
تصوير: إيلون شونهولز / بإذن من Sadie Coles HQ، لندن / ©كاتيا زيب
ولدت زيب في دوسلدورف عام 1989، وغاصت في عالم الفن منذ نعومة أظفارها. يشعر المرء بأثر تاريخ المدينة الفني في كل مكان: «حتى سيدة المخبز تعرف من هو جوزيف بويس»، كما قالت الفنانة ليّ. حضرت زيب معارض طلابية في أكاديمية الفنون الشهيرة Kunstakademie قبل أن تبلغ سنّ العاشرة. وعند لقائنا في سانتا في وصفت الانطباعات المبكرة—والحسودة نوعاً ما—التي تركتها أعمال يورغ إيمندورف وطلبته عليها. وما إن أتيحت لها الفرصة حتى التحقَت بالأكاديمية للحصول على البكالوريوس والماجستير، وكانت دروس بيتر دوِج مؤثرة بشكل خاص. لكن ثقل تقاليد دوسلدورف ارتبط أيضاً بسيطرة ذكورية واضحة على المشهد الفني هناك؛ فشعرت بأنها لم يُطلب منها أن تكون «مزدوجة الكفاءة فحسب، بل ثلاثية بالمقارنة مع الرسامين الرجال».
هذا الحافز دفعها دوماً إلى التفوّق على نفسها، وسرعان ما وجدت حواضن نسائية مهمّة. زوجة دوِج، بريناز مقاداسي، عرضت أعمال زيب في مساحة مشروع بلندن بينما كانت تُنهي رسالة الماجستير عام 2016. هناك لفتت انتباه سادي كولز، تِجّارة معروفة في لندن والتي تواصل عرض أعمالها منذ ذلك الحين. ومع مرور الوقت كبرت لوحاتها إذ ازدادت “راحتي مع عملي”.
مباشرة بعد التخرج، بدأت زيب تعرض أعمالها في أنحاء آسيا وأوروبا والولايات المتحدة. شاركت في دورة «صنعت في إل.إيه» 2020، وتلقّت في 2023 تكليفاً من دار الأوبرا متروبوليتان. لهذه البيئات المتغيرة أثر واضح على عملها: العنصر المركزي في كورنوكوبيا يستدعي رمزاً رينيسانسياً لكنه، بما صُمم خصيصاً لسانتا في، يستحضر أيضاً مناسبات عيد الشكر الأولى والاستعمار. عندما انتقلت إلى حي الأقمشة في لوس أنجلوس دخلت أنماط جريئة وغنية إلى أعمالها. ولعرض حديث في نيوبورت، رود آيلاند، لجأت إلى الرسم على الخزف الإنجليزي الفاخر ليلائم الأجواء الرفيعة. وفي المقابل ثوابتها واضحة: شخصياتها تبدو متينة كما في مدارس الواقعية، لكنها مطمورة أو معلّقة كما في السريالية، مستحضرة نوعاً من السحر الذي يلمح إلى أنه قاب قوسين أو أدنى.