قوات سورية ومقاتلو الأكراد يعلنون وقفًا لإطلاق النار بعد مقتل شخص

اتفاق تاريخي يَتعثّر بعدما تبادل الطرفان الاتهامات بالعنف

أعلنت الحكومة السورية وقف إطلاق النار بين قواتها الأمنية والمقاتلين الأكراد في مدينة حلب شمال البلاد، بعد سقوط قتيل واحد على الأقل وإصابة أربعة أشخاص جراء اشتباكات ليلية. اعلن وزير الدفاع مرفه أبو قصرا، يوم الثلاثاء، عن التهدئة إثر اجتماعه بقيادة قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، مؤكداً أن الطرفين “اتفقا على وقف شامل لإطلاق النار على جميع الجبهات والمواقع العسكرية في المناطق الشمالية والشمالية‑الشرقية من سوريا”. وأضاف الوزير أن “تطبيق هذا الاتفاق سيبدأ فوراً”.

بحسب وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، اندلعت المواجهات إثر استهداف عناصر من قسد لنقاط تفتيش في المدينة، فيما أفادت سانا بأن قسد أطلقت نيراناً على أحياء سكنية في الشيخ مقصود والأشرفية “بقذائف هاون ومدافع رشاشة ثقيلة”، وأسفرت تلك الأفعال عن وقوع إصابات بين المدنيين. وأخبر سكان محليون وكالة أسوشيتد برس أن حارسين في حديقة عامة قُتلا يوم الثلاثاء بقصف، كما جُرحت امرأة وطفل.

قسد نفت ضلوعها في هجوم على نقاط التفتيش، وأكدت أن قواتها انسحبت من تلك المناطق قبل أشهر، لائحةً أن اندلاع العنف كان نتيجة استفزازات من قوات حكومية. وصدرت عن قسد بيان اتهمت فيه فصائل عسكرية حكومية بشن “هجمات متكررة” على المدنيين وفرض حصار على أحياء في حلب.

التصعيد الأخير عكس استمرار التوتر بين الحكومة الانتقالية وقسد، التي سعت للاحتفاظ بقدر من الحكم الذاتي الفعلي في مناطق الشمال‑الشرقي. كما مثّل الانتكاسة الأخيرة لاتفاق آذار الذي أبرمه الرئيس أحمد الشراع ومظلوم عبدي، والذي كان يُعدّ خطوة محورية لدمج القوات الكردية‑القيادية ضمن مؤسسات الدولة السورية.

الاتفاق، الذي تبلور بعد سقوط الرئيس المطاح ببشار الأسد في ديسمبر، نص على إدخال عناصر قسد في مؤسسات الدولة ونقل أصول استراتيجية — من معابر حدودية ومطار إلى حقول نفط وغاز — إلى سيطرة دمشق قبل نهاية العام. وتقدر السيطرة الفعلية لقسد بنحو ربع مساحة سوريا، أغلبها في الشمال الشرقي.

يقرأ  ميسي يسجل ويصنع هدفًا إنتر ميامي يتغلب على سياتل ساوندرز

كانت دمشق تطمح إلى توحيد سيطرتها على البلاد، لكن التقدّم في تنفيذ خطة آذار توقف، وسط تبادل اتهامات بالاستفزازات التي زادت من حدة التوتر. وذكر المكتب الرئاسي أن الشراع تحدث مع المبعوث الأمريكي توم باراك حول سبل تنفيذ الخطة “بما يحفظ سيادة سوريا وسلامة أراضيها”، كما بحثا طرق دعم العمليه السياسية.

في سياق متصل، نشرت السلطات نتائج أول انتخابات برلمانية تُجرى منذ الإطاحة ببشار الأسد، وهو حدث اعتبرته دمشق لحظة مفصلية في مسار الانتقال الهش بعد قرابة 14 عاماً من الحرب الأهلية. وأظهرت النتائج أن معظم الأعضاء الجدد في مجلس الشعب المنقح هم من السنة ومن الذكور؛ إذ قال المتحدث باسم لجنة الانتخابات نوار نجمة إن نحو أربعة بالمئة فقط من بين 119 نائباً انتُخبوا في الاقتراع غير المباشر كن نساء، ولم يكن بين الفائزين سوى نائبان مسيحيان، ما أثار مخاوف بشأن الشمولية ونزاهة العملية الانتخابية.

أضف تعليق