الرئيس الإكوادوري دانييل نوبوا ينجو بسلام بعد استهداف سيارته — أخبار السياسة

محاولة اعتداء على الرئيس دانيال نوبوا

اتهمت مسؤولة حكومية في اكوادور محتجين بمحاولة اغتيال الرئيس دانيال نوبوا، قائلة إن مجموعة تُقدّر بنحو 500 شخص طوّقت موكب سيارته وألقت الحجارة عليه. الحادث وقع في مقاطعة كانار بجنوب البلاد حينما وصل نوبوا إلى كانتون إل تامبو لحضور فعالية تتعلق بمعالجة المياه وشبكات الصرف الصحي.

أعلنت اينيس مانزانو، وزيرة البيئة والطاقة، أن سيارة الرئيس أظهرت «آثار أضرار ناجمة عن طلقات نارية». وفي بيان صحفي قالت إنها قدّمت بلاغاً تتهم فيه المهاجمين بمحاولة اغتيال. وأضافت: «إطلاق النار على سيارة الرئيس، رشق الحجارة، وتدمير ممتلكات الدولة — هذا سلوك إجرامي. لن نسمح به».

أصدر مكتب الرئاسة بياناً بعد الحادث تعهّد فيه بملاحقة المسؤولين وتحميلهم المسؤولية. وجاء في البيان أن «أوامر بتطييف الأوضاع أدّت إلى مهاجمة موكب رئاسي كان يقل مدنيين، ومحاولة عرقلة تنفيذ مشروع يهدف لتحسين حياة مجتمع محلي». وأضاف مؤكداً أن «كل المعتقلين سيواجهون تهم الإرهاب ومحاولة القتل».

بحسب مانزانو، تم توقيف خمسة أشخاص على خلفية الحادث، فيما لم يُصب نوبوا بأذى. ونشرت الرئاسة شريط فيديو يظهر موكب الرئاسة يسير بين صفوف محتجين بعضهم يلتقط حجارة ويرميها صوب السيارات، ما أدى إلى تشقق الزجاج الأمامي وظهور شقوق في نوافذ المركبات. وتُظهر صور أخرى سيارة دفع رباعي فضية وبها نافذة جانبية محطمة وزجاج أمامي مكسور، دون أن يتضح ما إذا كان سبب التلف رصاصة أم الحجارة.

نوبوا، أصغر رئيس في تاريخ الإكوادور، أعيد انتخابه في أبريل بعد جولة حاسمة ضد مرشحة يسارية، لويسا غونزاليس. وشهد مايو بدء ولايته الأولى كاملة بعد فترة مؤقتة قضاها لإنهاء مدة سلفه غييرمو لاسو. مكافحة الجريمة كانت ركيزة حملته الانتخابية، إذ شهدت البلاد ارتفاعاً كبيراً في معدلات القتل مع سعي التنظيمات الإجرامية لتوسيع طرق تهريب المخدرات عبر الإقليم. كما تكافح البلاد للتعافي اقتصادياً بعد جائحة كوفيد-19.

يقرأ  الحوثيون يعلنون مقتل رئيس وزرائهم في غاراتٍ إسرائيلية

منذ توليه السلطة واجه نوبوا احتجاجات متكررة. في الأسابيع الأخيرة اشتعلت الانتقادات إثر قراره إنهاء دعم الوقود الذي يقول منتقدوه إنه يخفف العبء عن الأسر ذات الدخل المنخفض. وفي المقابل جادلت الحكومة بأن الدعم زاد الإنفاق العام دون الوصول فعلياً إلى مستحقيه، مُعلنة أنه تم تحويل مبالغ للدعم إلى التهريب والتعدين غير القانوني ومنح غير مستحقة، وأن قيمة هذه الاعتمادات تصل إلى نحو 1.1 مليار دولار كان بالإمكان توجيهها مباشرةً لتعويض صغار الفلاّحين وعمال النقل.

ردت اتحاد الشعوب الأصلية في الإكوادور (CONAIE)، أقوى منظمة للدفاع عن السكان الأصليين في البلاد، بإعلان إضراب ودعوة مؤيديها لتنظيم احتجاجات وإغلاق طرق للتعبير عن غضبهم. ونفت الحركة يوم الثلاثاء وجود هجوم منظَّم على موكب الرئيس، ووصفت ما جرى بأنه «عنف موجه» من قبل الحكومة ضد المحتجين. ونشرت CONAIE على حسابها أن «خمسة رفاق على الأقل أُلقي القبض عليهم تعسفياً»، وأن من بين المصابين نساء مسنات، مشددةً أن الثلاثاء كان اليوم السادس عشر للاحتجاجات ومؤكدةً أن «الشعب ليس العدو».

كانت CONAIE قد دعمت في الغالب مرشحة المعارضة لويسا غونزاليس في انتخابات أبريل، مع انقسام بعض فروعها لصالح نوبوا. وهذه ليست المرة الأولى التي تزعم فيها الحكومة أن الرئيس كان هدفاً لمحاولة اغتيال؛ فقد أعلنت في أبريل حالة «اليقظة القصوى» وادعت أن قتلة دخلوا البلاد من المكسيك لزعزعة استقرار إدارته، محمّلةً «الخاسرين المُغضَبِين» من نتائج الانتخابات مسؤولية تأجيج هذا المخطط المزعوم.

أضف تعليق