مجلة جوكستبوز سارة بول — «آه! يا جميلات» مؤسسة لونغلاتي · شنغهاي

تقدّم الفنانة البريطانية سارة بول عرضها الفردي المؤسسي الأول بعنوان «أوه! يا أشياء جميلة» في مؤسسة لونغلاتي بمدينة شنغهاي، الصين.

كيف تُشكّل الهوية؟ كيف تُعبر عن نفسها، وكيف تُصبح مرئية؟ في صور بول المتزنة والمتحفِّظة — المشبعة بشيفرات الأناقة والموضة — لا تُعرض الهوية كحالة ثابتة، بل كتجربة بصرية سائلة وقابلة لإعادة التشكيل. عبر ثماني لوحات تنسج بول تحقيقاً متجسداً يتجاوز اللغة الشكلية، ليشمل تعابير الفردانية الدقيقة، وأداء الهوية، ونظرة تأملية نحو النفسية الثقافية لعصرنا.

«كنت محظوظة لأن كانت أغانٍ لديفيد بوي موسيقى تصويرية لحياتي.» — سارة بول

عنوان المعرض مُستعار من أغنية أيقونة الروك البريطاني ديفيد بوي الصادرة عام 1971. منذ سبعينيات القرن الماضي بدأ بوي في تركيب وجوه أدائية — وأبرزها «الدوق الأبيض النحيل» — قبل صياغة جوديث بتلر لنظرية الأداء الجندري، فانخراطه في بناء أساطيرٍ حول ذاته أعاد تعريف مفردات التعبير في الثقافة الشعبية. روح عمل بوي تتردد أصداؤها في ممارسة بول الفنية؛ فكلاهما يرى الهوية ليست خاصية ثابتة بل رقصة دينامية بين العرض الذاتي والاستقبال الاجتماعي، بين الهوية والأداء — فعل بصري يُبنى ويتفكك باستمرار.

في معرضها الفردي لعام 2024 «مائل» بصالة ستيفن فريدمان في نيويورك، تناولت بول جماليات الدانديّة في القرن الحادي والعشرين. وتتابع أعمالها الأخيرة هذا المسار، ممتدةً من تصورات الداندي التي تجسّدها شخصية بوي «الدوق الأبيض النحيل». يظهر كثير من الأشخاص في بورتريهاتها بميكاب مطبّق بعناية، ملامحهم مشحونة بانفصال خزفي؛ ويمتزج ولع الفنانة بجمالية سينما ثلاثينيات القرن الماضي في أزيائهم، حيث يتلاقى البذخ الرومانسي مع الواقعية المدققة. البدلات والفراء والسترات وملابس العمل تحمل آثاراً دقيقة من الأعراف الاجتماعية والرموز الكلاسيكية. عبر الوضعية والصمت والنظرة، تكشف هذه الشخصيات عن وعي مُصنّع بصورة الذات؛ تعابيرهم لا تطلب الانخراط من المشاهد، بل تبدو معلّقة على عتبة زمنية لا تزال مرئية لكنها تقاوم التحديد.

يقرأ  لوحة مفقودة لبيتر بول روبنز من عام 1613 تُكتشف في قصر باريسي

تتحوّل طاقات بوي والبانك والحركة الرومانسية الجديدة في أعمال بول إلى إيقاع كامِن للمقاومة: إيقاع يتناول خلق الذات، وصراعها، وإثباتها. يتردَّد هذا الصدى بهدوءٍ وإصرار في الوجوه المتأنية التي تصوّرها. ويتجلّى الإحساس بالمقاومة أيضاً في لغتها التصويرية؛ فهي توظف المساحة السلبية باستمرار — الفراغات المحيطة المتعمدة بالشخصية. تلك المناطق غير المرسومة غالباً لا تمنح فقط فسحة بصرية، بل تهدف إلى إيقاع غياب مقصود، يجذب الانتباه إلى ما حُجب بقدر ما يجذبه إلى ما كُشف. تذكر هذه الاستراتيجية منطق التكوين في الرسم الهولندي للقرن السابع عشر، حيث تخلق التباينات بين الشيء والفراغ سكوناً وكثافة. في لوحة «الفتاة ذات القرط اللؤلؤي» (حوالي 1665) يستخدم يوهانس فيرمير ضوءاً مبعثراً وظلالاً وفراغات مُدارة بعناية لتكثيف سكون الحضور.

في لوحة «هنري مع آيريس» (2025) يتضح ذلك بجلاء. بينما تبقى ملامح الوجه مصوّرة بوضوح، تتحول اليدان إلى إيماءات مُجردة من الشكل، مُزاحةً التركيز البصري في التكوين. بالنسبة إلى بول، لا يعدّ الرسم أداة للتقليد المحاكي بقدر ما هو موضع لإسقاطات عاطفية وتحليل للهوية. تلك الأيادي «غير المكتملة» تبدو وكأنها تتجسّد روح عصر بوي — حقبة ميّزتها الهويات السائلة والمشاعر المستعصية — لتكتسب صدىً جديداً تحديداً بفعل غيابها وتاطيرها المتعمَّد.

أضف تعليق