سيارات يابانية رياضية مستهانٌ بها تستحق اهتمامًا أكبر

عند ذكر السيارات الرياضية اليابانية يقفز إلى الذهن فوراً عدد من الأسماء المعروفة: سوبرا، جي تي-آر، إن إس إكس. لكن التاريخ الياباني في صناعة السيارات أعمق من مجرد مجموعة النماذج الأسطورية؛ بين تلك الصفحات تكمُن عشرات السيارات الرياضية اللامعة التي لم تحظَ بالاهتمام الكافي، لأسبابٍ عدة: توقيت سيئ، تصميم غريب أحياناً، أو ببساطة ظلّها خفّ أمام شهرة أشقّائها.

دعونا نسلّط الضوء على بعض هذه السيارات الرياضية اليابانية الرائعة التي تستحق نظرة ثانية.

Mazda Cosmo Sport (1967–1972)
قبل ان يشتهر RX‑7 ومحركات فانكل، كانت Cosmo Sport عرض مازدا الجريء لمحركات وانكل. هذا الكوبيه الرائع حمل محرّكاً توأم الدوران بقوة نحو 110 حصان، وسرعة قصوى تقارب 115 ميلاً في الساعة — رقمٌ لافت لسيارة يابانية صغيرة في أواخر الستينيات. لم يُنتَج منها سوى نحو 1,500 نسخة، وتصميمها المستقبلي لا يزال يلتفت إليه الناظرون حتى اليوم.

Toyota 2000GT (1967–1970)
قد تبدو 2000GT أسطورةً لدى هواة الجمع، لكن الكثير من المتابعين العاديين يجهلون حجم الثورة التي مثلتها. صُنِعت 351 وحدة فقط من هذه التحفة المهدية من ياماها، وكانت قادرة فعلاً على مقاربة بورشه وجاغوار في زمانها. أثبتت السيارة أن صانعي السيارات اليابانيين قادرون على صناعة سيارات GT من طراز عالمي، ومع ذلك بقيت مظلومة نسبياً وسط ضجيج السوبرا والـ86.

Nissan Silvia S12 (1984–1988)
قد يذهب المديح عادةً إلى S13 وS14 في ثقافة الدرفت، لكن S12 ذات الأضواء القابلة للطي هي تجسيد جريء لموضة الثمانينيات المائلة. توافرت بمحرك CA18ET تيربو بقوة نحو 135 حصاناً، مقدمةً متعة الدفع الخلفي ضمن حزمة مميزة حافظت على رونقها عبر الزمن. تصميمها يذكّر بأجواء Miami Vice، ولا تزال تُباع بأسعار معقولة في الأسواق الثانوية.

يقرأ  رجل واحد في سيارة رياضية إيطالية فائقة على ظهر حاملة طائراتوعيناه على رقم قياسي

Mazda RX-3 (1971–1978)
ربما يعرف الجميع RX‑7، لكن RX‑3 كانت قاتلة العمالقة في سباقات الجولات خلال أوائل السبعينيات بفضل قوّة محرك وانكل وخفة وزنها وتوازن شاسهيّ في الشاسيه. باختلاف الإصدارات كانت قوتها تتراوح بين 105 و135 حصاناً؛ رقمٌ لا يوحي بالمنافسة، لكن وزنها وخطوطها الديناميكية جعلاها وحشاً على الحلبات الضيقة. قد لا تظهر كـ”رياضية” من خلال مظهرها الصندوقي للصالون والكوبيه، لكن السائقين المحترفين كانوا يعرفون قيمتها جيداً.

Honda Prelude (1978–2001)
إلى جانب خمسة أجيال، شكّلت Prelude الكوبيه الرياضية المتزنة لدى هوندا؛ بعضها جاء بنظام توجيه رباعي العجلات، وناقل يدوي من أفضل ما صنعته الشركة، مع تدرج في القوة انتهى بنحو 195 حصاناً في الجيل الأخير. لم تكن أرقام القوة خارقة، لكن توازنها في المناولة وجودة بنائها جسّدت فلسفة هوندا: متعة القيادة والتوازن بدلاً من سباق الأرقام القصيرة.

Mitsubishi Starion/Conquest (1982–1989)
كان هذا الكوبيه التوربيني ردّ ميتسوبيشي على السوبرا والـRX‑7، مستخدماً محركاً رباعي الأسطوانات سعة 2.6 لتر مزوّداً بشاحن توربيني يصل قوته إلى نحو 188 حصاناً في نهاياته. الإصدارات واسعة الجسم بدت هجومية بصراحة بسبب رفارفها الصندوقية، ونظام التبريد الوسيط للتوربو كان متقدماً بالنسبة لزمنه. حقّقت نجاحات سباقية لكنها لم تنل المكانة الثقافية التي عهدناها لدى منافسيها — ربما لأن اسمها ظل يبدو كترجمة غير موفقة.

Toyota MR2 Supercharged (1988–1989)
بينما تحظى نسخ التيربو بشهرة أكبر، فإنّ نسخة MR2 المشحونة بالسوبرشارجر من الجيل الأول هي التي نجحت فعلاً في صياغة مفهوم “سيارة لاكتساب الزخم”. بقوة حوالى 145 حصاناً موصولة إلى نظام محرك متوسط، ووزن يقارب 2,500 رطلاً، كانت تهدف إلى الحفاظ على السرعة داخل المنعطفات. السوبرشارجر قدّم عزم دوران خطّي وخالٍ من تأخر التوربو، ما جعلها أكثر قابلية للتنبؤ وربما أكثر متعة على الطرق المتعرجة من الخلف الأقوى لها.

يقرأ  روسيا والصين تنددان بنشر صواريخ «تايفون» الأمريكية في اليابان

Nissan 200SX SE‑R (1995–1998)
أُعطِي احتراماً لطراز الصنترا SE‑R، لكن نسخة الكوبيه ذات محرك SR20DE صامتة الصيت رغم أنها وفّرت 140 حصاناً في هيكل خفيف ببابين وتعليق خلفي مستقل. أداءها في المنعطفات تفوّق على توقعات أصولها الاقتصادية رغم كونها ذات دفع أمامي، وتجربة قيادتها كانت أقوى بكثير مما يوحي به مظهرها الانسيابي المعتدل في أواخر التسعينيات.

Mazda MX‑6 (1988–1997)
مشاركة المنصة مع Ford Probe قد تبدو وصفة للمتوسّط، لكن الجيل الثاني من MX‑6 بمحرك V6 سعة 2.5 لتر وقوة نحو 164 حصاناً قدم تجربة كوبيه أمامية تحترم نفسها: قوة ناعمة، وضبط تعليق من مازدا منح السيارة إحساساً بتعامل يفوق قيمة سعرها. عاشت في ظل شهرة المياتا وRX‑7، لكنّها كانت خياراً عملياً لمن يحتاج مقاعد خلفية دون التخلي عن طعم القيادة الرياضية.

Subaru SVX (1992–1997)
صمّمها جيجّارو كـGT رباعية الدفع مع زجاج داخلي غريب الإطارات “نافذة داخل نافذة”، فاستقبل العالم السيارة بابتسامة متحيرة. محركها المسطّح ذي 3.3 لتر أنتج نحو 230 حصاناً، وتمكّن من التسارع إلى 60 ميلاً في أقل من سبع ثوانٍ مع قدرة على التعامل في جميع الأحوال الجوية. كانت باهظة الثمن وثقيلة وغريبة لفئة المشترين العامّة، لكنها بوضوح أكثر طموح Subaru في بناء سيارة GT جدّية. كانت مجلة Car and Driver تبدو معجبة بها في مراجعة صدرت عام 1991!

تويوتا سيلِكا GT-Four (1988–1999)
حقوق الصوره: تويوتا.

بينما حصلت الولايات المتحدة على نسخ من السيلِكا أقلّ إثارة، تلقت أسواق أخرى طراز GT‑Four رباعي الدفع والمزوّد بشاحن توربيني الذي سيطر على سباقات الرالي. لماذا لا نحظى بأمور جميلة كهذه؟ الجيل الأخير ST205 أنتج نحو 255 حصاناً وتضمّن عناصر ديناميكية هوائية نشطة ونظام دفع رباعي متقدّم ومدروس.

يقرأ  مطاردة مستمرة بعد مقتل ضابطي شرطة في أستراليا

نُقِّدت هذه السيارة تقليلاً إلى حدّ الجنون لمجرّد أن الأمريكان لم يستطِيعوا شراؤها جديدة، لكن نسخ الهومولِوجي كانت حقيقية وليست مجرد سيارات اقتصادية مُعاد تزيين شعاراتها.

مازدا MX‑3 بمحرك V6 (1991–1998)
حقوق الصورة: Cluke — ترخيص CC BY‑SA 3.0/ويكي كومنز.

هذه الكوبيه الصغيرة قدّمت مفاجأة لم يتوقّعها أحد: أصغر محرك V6 إنتاجي في العالم. المحرّك سعة 1.8 ليتر أنتج 130 حصاناً فقط، لكنه صار يدوّي حتى 7000 دورة في الدقيقة وكان صوتها مذهلاً أثناء ذلك.

كانت MX‑3 صغيرة وغريبة وغير عملية إلى حدّ ما، ومع ذلك قدّمت تجربة قيادة متميّزة وفريدة تفوق ما تُظهره الأرقام على الورق.

خاتمة
حقوق الصورة: تويوتا.

جمال تاريخ السيارات اليابانية يكمن في عمقٍ يتجاوز السيارات “الملصقة” التي يعرفها الجميع. هذه النماذج الاثنتا عشرة تمثّل طرقاً متباينة لصياغة السيارة الرياضية: بعضها أولى الأسبقية للمناولة، وبعضها ركّز على التكنولوجيا، وقلة تجرّأت على الاختلاف. قد لا تحقق هذه السيارات أسعاراً بمستوى السوبرا في المزادات أو لا تحصد نفس عدد الإعجابات على إنستغرام، لكنها كلّها قدّمت شيئاً خاصاً للسائقين الذين جلسوا خلف المقود.

أحياناً علينا أن نحفر قليلاً (بعيداً عن السوبرا) لنكتشف ما فاتنا. تحذير: قد تكتشف هوساً جديداً أثناء البحث.

أضف تعليق