اتهمت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين روسيا بشنّ حرب هجينة ضدّ الاتحاد الأوروبي، عقب سلسلة من الانتهاكات الأخيرة للمجال الجوي الأوروبي.
“حان الوقت لنطلق على الأمر اسمه: هذه حرب هجينة”، قالت الرئيسة في خطابها أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ، خلال نقاش تناول التوغلات الروسية.
وأوردت فون دير لاين أمثلة إضافية تدعم اتهامها، منها قطع كابلات بحرية، وهجمات إلكترونية على مطارات ومراكز لوجستية، وحملات تأثير خبيثة خلال فترات الانتخابات.
وأضافت: “تُصمَّم هذه الحوادث لتظل في ظلال الإنكار”، لكنها جزء من حملة متصاعدة تهدف إلى إرباك مواطني الاتحاد، وامتحان عزم أوروبا، وزرع الانقسام داخل التكتل وتقويض الدعم لأوكرانيا.
شرحت فون دير لاين أن الحرب الهجينة مزيج من أساليب متعددة — من التضليل الإعلامي إلى الهجمات السيبرانية أو الأعمال العسكرية — يستخدمها الفاعل لإضعاف الخصم مع الحرص على البقاء في ظاهرة غير واضحة.
“المهمة المؤسسة للاتحاد الأوروبي هي الحفاظ على السلام، واليوم هذا يعني امتلاك القدرة على ردع العدوان والاستفزاز”، قالت. “على أوروبا أن تزود نفسها سريعاً بقدرة استراتيجية للرد.”
أعلنت رئيسة المفوضية أنها ستعرض قريباً خارطة طريق لتحسين القدرات في تسع محاور رئيسية، من بينها الدفاع الجوي والمدفعية والحروب الإلكترونية، مع هدف الوصول إلى نتائج ملموسة بحلول عام 2030.
كما أشارت إلى خطط لبناء درع واقٍ على الجناح الشرقي لحلف الناتو، يتضمن ما يُعرف بجدار الطائرات المسيّرة.
“جدار الطائرات المسيّرة هو ردّنا على واقع الحروب الحديثة”، قالت رئيسة المفوضية، مستطردة: “تذكروا ما حدث في بولندا؛ اضطررنا لنشر منظومات باهظة الثمن لإسقاط طائرات مسيّرة منتجة بكميات كبيرة ورخيصة نسبياً. هذا الأمر غير قابل للاستمرار.”
في سبتمبر، أسقطت قوات بولندية وقوات الناتو للمرة الأولى طائرات روسية مسيّرة دخلت مجال الناتو الجوي. وأكدت فون دير لاين أنّ الاتحاد بحاجة إلى منظومة عملية وميسورة الثمن تتيح الكشف السريع وإذا لزم الأمر تحييد الطائرات المسيّرة، مشددة على أن هناك الكثير مما يمكن تعلمه من تجربة أوكرانيا في هذا المجال.
الامن والاستعداد الاستراتيجي، بحسبها، باتا من أولويات العمل المشترك داخل التكتل.