منظمة الصحة العالمية: ١٤ مستشفى فقط من أصل ٣٦ تعمل جزئياً في غزة بينما تستمر الضربات وسط محادثات وقف إطلاق النار
قال ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ريك بيبيركورن، إن المشاهد في المستشفيات أثناء محاولات تزويدها بالإمدادات الطبية والإنسانية كانت مروعة. خلال زيارة إلى مستشفى الرضوان في مدينة غزة قبل يومين، نقلّ الفريق احتياجات عاجلة لعلاج الإصابات الحادة — محاليل وريديّة ومضادات حيوية وأجهزة مخبرية وغذاء للمرضى والطاقم — وكان القصف يدور حول المكان، حسب وصفه.
ووثّق بيبيركورن تدفقاً مستمراً لضحايا الصدمات وإصابات فظيعة، من بينها فتيات صغيرات بحروق بالغة وأولاد يقفون على حافة الاختناق، بينما يعيش الناس بين القلق والأمل على حدّ تعبيره، مع بقاء المحادثات الجارية في مصر أملاً لإنهاء القتال.
من جانبها، أكدت حنان بلخي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، أن ١٤ مستشفى فقط تعمل بشكل جزئي، وأن ثلث مرافق الرعاية الأولية من أصل ١٧٦ فقط هي العاملة حالياً. وأضافت أن غزة تواجه نقصاً حاداً في الكهرباء والماء النظيف والأدوية، وتعاني الأجهزة من أعطال والبنية التحتية الصحية متضررة أو مدمرة، وبعض المرافق تُضرب ثم تُعاد تأهيلها وتُستهدف مجدداً. كما أشارت إلى أن سبعة من كل عشرة نساء حوامل ومرضعات يواجهن سوء تغذية حاداً، وأن واحداً من كل خمسة أطفال يُولدون ناقصي الوزن أو قبل الأوان.
منظمة اليونيسف وممثلها جيمس إيلدر الذي يتواجد حالياً في غزة نشر فيديو قال فيه إن الجيش الإسرائيلي منع الوكالة أربع مرات من الوصول إلى شمال غزة لاستعادة حاضنات الأطفال حديثي الولادة.
خلال آخر ٢٤ ساعة، أفادت وزارة الصحة في القطاع بسقوط ما لا يقل عن ثمانية فلسطينيين وجرح ٦١ آخرين في هجمات إسرائيلية جديدة، كما تم انتشال جثمانين من ركام هجمات سابقة خلال نفس الفترة. وقالت الوزارة إن حصيلة الحرب على غزة منذ ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ بلغت ٦٧٬١٨٣ قتيلاً و١٦٩٬٨٤١ جريحاً.
وتستمرّ الاشتباكات رغم محادثات وقف إطلاق النار التي تُجرى في شرم الشيخ بمصر منذ ثلاثة أيام، حيث يتفاوض الطرفان بشكل غير مباشر بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة. اننقطاع الإمدادات الحيوية واستمرار القصف يضعان ضغوطاً هائلة على النظام الصحي المدني وعلى المدنيين الذين يعانون من أزمة إنسانية متفاقمة.