قوى إقليمية تُعرب عن اعتراضها على استعادة الولايات المتحدة لقاعدة باغرام في أفغانستان — توتر متصاعد بين الهند وباكستان

منتدى إقليمي يرفض أي بنى عسكرية أجنبية في أفغنستان

أعربت دول مجاورة لأفغانستان، من بينها الهند، عن موقف موحَّد ونادر في رفض أي محاولات لنشر “بنى عسكرية” أجنبية داخل البلاد، في وقت يضغط فيه الرئيس الأمريكي لعودة السيطرة على قاعدة باجرام.

في بيان مشترك يوم الثلاثاء، أكَّد أعضاء “صيغة موسكو” للمشاورات بشأن أفغانستان — التي تضم خصومًا تقليديين مثل الهند وباكستان، إضافة إلى روسيا والصين وإيران ودول آسيا الوسطى — دعمهم الثابت لإقامة أفغانستان مستقلة وموحَّدة وسلمية. ووصف المشاركون محاولات بعض الدول لنشر بنى عسكرية في أفغانستان ودول الجوار بأنها غير مقبولة، لأن ذلك لا يخدم مصالح السلم والاستقرار الإقليميين.

التأكيد الجماعي يعكس رفضًا إقليميًا واسعًا لخطط الرئيس الأمريكي استعادة باجرام، التي أطلقها قبل سنوات عندما سلَّم القاعدة لحركة طالبان كجزء من صفقة مهَّدت لانسحاب الولايات المتحدة من كابول. وفي خطوة دبلوماسية لافتة، تستعد نيودلهي لاستقبال وزير خارجية طالبان، أمير خان متقي، في زيارة تاريخية هي الأولى من نوعها تمتد من 9 إلى 16 أكتوبر.

عقب مشاركته في منتدى موسكو، شدد متقي على أن “أفغانستان لن تقبل بأي وجود عسكري أجنبي. أفغانستان بلد حر مستقل، وعلى مر التاريخ لم تقبل الوجود العسكري للأجانب. سيبقى قرارنا وسياسة دولتنا محافظة على حرية واستقلال أفغانستان.”

من جانب آخر، هدد الرئيس الأمريكي الشهر الماضي بحدوث “أمور سيئة” لأفغانستان إن لم تُعاد باجرام، مشيرًا إلى ما وصفه بموقعها الاستراتيجي قرب الصين. وقد رفضت حركة طالبان دعوات واشنطن للعودة إلى القاعدة. وتقع باجرام على مسافة تقارب 800 كيلومتر من الحدود الصينية، وحوالي 2400 كيلومتر من أقرب مصانع للصواريخ في شينجيانغ، فيما ذكر ترامب أن القاعدة “تبعد ساعةً عن المكان الذي تصنع فيه الصين أسلحتها النووية”.

يقرأ  هوليداي إن إكسبرس التابعة لآي إتش جي تتوسع في نيبال

أبدى مسؤولون أمريكيون حاليون وسابقون شكوكًا بشأن جدوى إعادة احتلال باجرام، معتبرين أن ذلك ربما سيبدو كغزو جديد ويتطلب أكثر من عشرة آلاف جندي بالإضافة إلى نشر منظومات دفاع جوي متقدمة. وعلقت آشلي جاكسون، المشاركة في إدارة مركز جنيف المعني بالجماعات المسلحة، بالقول إن “اللوجستيات المرافقة لعمليات إعادة الانتشار والتفاوض حول التسليم ستكون معقدة للغاية وطويلة، وليس واضحًا أن ذلك يخدم المصالح الاستراتيجية لأي طرف”.

تُعد باجرام، التي امتدّت لتصبح مجمعًا واسعًا، القاعدة الرئيسية للقوات الأمريكية في أفغانستان طوال عقدين من الحرب التي أعقبت هجمات 11 سبتمبر 2001 التي نفذتها القاعدة ضد نيويورك وواشنطن. وخلال ما سُمِّي بـ”حرب مكافحة الإرهاب” احتُجز آلاف الأشخاص في الموقع لسنوات دون تهم أو محاكمات، وتعرَّض كثيرون منهم لسوء معاملة وتعذيب. استعادته طالبان عام 2021 عقب الانسحاب الأمريكي، الذي كان قد بدأ مساره في عهد ترامب، وتبع ذلك انهيار الحكومة الأفغانية مع وصول إدارة بايدن إلى البيت الأبيض.

أضف تعليق