الاتحاد الأوروبي يعلن إجراءات حماية جديدة للمزارعين في مسعى لكسب دعم اتفاقية التجارة مع ميركوسور

بروكسل — أعلنت الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي يوم الأربعاء عن حزمة مقترحات مفصّلة تهدف إلى حماية المزارعين الأوروبيين من خطر الخضوع للمنافسة غير العادلة الناجمة عن واردات من أمريكا الجنوبية، في محاولة لكسب دعم الاتفاق الذي يربط الاتحاد بتحالف ميركوزور التجاري.

ينص الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي والبلدان الخمسة الأعضاء في ميركوسور — البرازيل والأرجنتين وأوروغواي وباراغواي وبوليفيا — على إلغاء تدريجي للرسوم الجمركية على شبه جميع السلع المتبادلة على مدى 15 عاماً. وإذا ما صُدّق عليه من قبل الطرفين، فسيشكّل أحد أكبر مناطق التجارة الحرة في العالم، ويشمل سوقاً يبلغ تعداد سكانها 780 مليون نسمة وتمثل قرابة ربع الناتج المحلي الإجمالي العالمي.

إلا أن الاتفاق قوبل باعتراض شديد من قطاع الزراعة الأوروبي. المقترحات المعلنة تمنح المزارعين آليات جديدة لتقديم الشكاوى وتجبر المفوضية الأوروبية على فتح تحقيقات في حالات الخلل التجاري الناشئ عن تطبيق اتفاق ميركوسور.

وقالت المفوضية في بيان إن المقترح يزيد من الحماية بحيث “في حال حدث، وهو أمر غير مرجح، تدفّق مفاجئ وضار للواردات من ميركوسور أو انخفاض مفرط في أسعار منتجات مُنتجي الاتحاد، تدخل تدابير سريعة وفعّالة حيز التنفيذ”.

وأوضح المقترح أن التحقيقات ستُطلق عندما تكون أسعار الواردات من ميركوسور أقل بنسبة لا تقل عن 10% من أسعار السلع المماثلة أو المنافسة المنتجة داخل الاتحاد الأوروبي. وإذا ثبت وقوع ضرر جسيم، يمكن سحب الامتيازات الجمركية التفضيلية مؤقتاً.

ثمة أحكام خاصة للقطاعات الحساسة مثل لحم البقر والبيض والإيثانول، تمنحها حماية إضافية بمراعاة حساسية أسواقها.

الاتفاق الذي تم التوصل إليه في ديسمبر بعد نحو 25 عاماً من المفاوضات، يحتاج إلى موافقة الدول الأعضاء الـ27 في الاتحاد والبرلمان الأوروبي قبل أن يدخل حيّز التنفيذ.

يقرأ  أخبار حرب روسيا وأوكرانيا — قائمة الأحداث الرئيسية (اليوم ١٢٧٤)

من المهم الإشارة إلى أن الزراعة تحتل مكانة مركزية في ميزانية واقتصاد وثقافة وسياسة الاتحاد الأوروبي؛ فقد صدّر الاتحاد سلعاً زراعية بقيمة 235.4 مليار يورو (272 مليار دولار) في عام 2024.

ومع ذلك، يعاني القطاع من توترات متصاعدة. ففي فبراير، وبتحفيز من منظمات زراعية ناشطة وشكاوى أحزاب يمينية متشددة، تعهّدت المفوضية بتخفيف الأعباء البيروقراطية عن المزارعين وإعادة توزيع دعم سنوي يبلغ 50 مليار يورو بشكل أكثر عدالة عبر دول الاتحاد.

استخدم مزارعون مستاؤون جراراتهم لتقييد حركة العديد من عواصم أوروبا ضمن حملة لاقت تأييداً وتبجيلًا من قِوى اليمين المتطرف، وذلك في الأسابيع التي سبقت النتائج الناجحة لتلك القوى في انتخابات 2024 على مستوى الاتحاد.

الكثير من المزارعين يرفضون اتفاق ميركوزور، في حين يقول مؤيدوه في بروكسل إنه سيوفر للمؤسسات نحو 4.26 مليار دولار سنوياً نتيجة تخفيض الرسوم، ويقضي على الحواجز والرسوم عن منتجات مثل النبيذ الإيطالي وشرائح لحم الأرجنتين وبرتقال البرازيل وسيارات فولكسفاغن الألمانية.

وينبّه منتقدو الاتفاق في فرنسا وهولندا ودول أخرى ذات صناعات ألبان ولحوم كبيرة إلى أن هذا الاتفاق قد يعرض المزارعين المحليين لِمنافسة غير عادلة ويسهم في أضرار بيئية جمة.

أضف تعليق