روسيا: آمال التوصّل إلى اتفاق سلام مع أوكرانيا تلاشت وسط اشتعال الحرب

انهيار جهود السلام بعد قمة بوتين ـ ترامب

يبدو أن موسكو تسلّمت بفكرة تعثّر مساعي السلام في الحرب التي أطلقتها ضد اوكرانيا، وأن أي زخمٍ ناتج عن قمة الرئيس فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي دونالد ترامب في الاسكا خلال أغسطس قد فُقد إلى حدّ كبير. وفي كلمة ألقاها أمام مجلس الاتحاد يوم الأربعاء، أقرّ نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف بأن «الزخم القوي الذي أحدثته أنكوراج لصالح الاتفاقات… قد تآكل إلى حد بعيد».

وربط ريابكوف جزءاً كبيراً من الجمود بالدول الأوروبية، متهماً إياها بأنها تسعى إلى «حرب حتى آخر أوكراني»، وفق ما نقلته وكالة تاس الحكومية. وتعكس تصريحاته نهاية أي آمالٍ ضئيلة في حلٍ سريع للصراع الذي دخل عامه الرابع، على رغم أن ترامب كان قد جعل تسوية سريعة وعداً محوريّاً في حملته الانتخابية.

ضغط دبلوماسي أميركي وتبدّل في المواقف

قدم ترامب نفسه وسيطاً مبكراً، ضاغطاً على كييف لقبول تنازلات إقليمية مؤلمة، ووصل الأمر إلى توبيخٍ علني للرئيس فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض واتهامه بـ«المقامرة بحرب عالمية ثالثة». قمة الاسكا التاريخية لم تثمر عن وقفٍ لإطلاق النار ولا عن تنازلات ملموسة من موسكو. وبعد أشهر من اللقاء، أبدى ترامب استياءه من تحفظ بوتين حيال صفقة، وقال إنه «محبط للغاية» من موقفه، فيما تزعم موسكو أنها سيطرت على نحو خمسة آلاف كيلومتر مربع في اوكرانيا خلال 2025 وحدها.

وفي تحول واضح، صرح ترامب مؤخراً بأن على اوكرانيا السعي إلى «استعادة» كامل أراضيها بمساعدة أوروبا و«الناتو». بالمقابل، يؤكد زيلينسكي أن تشديد العقوبات القاسية، وخصوصاً مشاركة الولايات المتحدة فيها، هو السبيل الوحيد لكبح العنف الروسي؛ وهو ما ظل ترامب متردداً عن اتخاذه.

تهديدات بإمداد برشاشات بعيدة المدى

يقرأ  الأحزاب الكبرى في نيبال تطالب بإعادة البرلمان المنحل

قبل أسابيع، ألمح نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس إلى احتمال إرسال صواريخ كروز توماهوك طويلة المدى إلى اوكرانيا، وهو ما حذّر منه بوتين باعتباره «مستوى تصعيد جديداً كلياً». وحذر ريابكوف يوم الأربعاء من أن تزويد كييف بتوماهوك سيترتب عليه «عواقب وخيمة»، ودعا واشنطن إلى إعادة النظر في قرار كهذا، مؤكداً أن العلاقات الأميركية ـ الروسية تشرخ «من أساسها» وأن «الأميركيين هم السبب في ذلك».

التصعيد العسكري واستهداف البنى التحتية

تواصلت الهجمات الجوية القاتلة بين الطرفين فجر الأربعاء، مع تبادل اتهامات باستهداف المدنيين. في منطقة بيلغورود الروسية الحدودية، أدى هجوم صاروخي إلى مقتل ثلاثة أشخاص في قرية ماسلوفا بريستان الواقعة على بعد نحو 15 كيلومتراً من الحدود، فيما أظهر تصوير لمكان الحادث ما بدا أنه قاعة رياضية تهشمت واجهتها بعد أن أصابت منشأة «خدمية» جزئياً.

أفادت وزارة الدفاع الروسية بأنها اعترضت 53 طائرة من دون طيار أوكرانية خلال الليل، معظمها فوق منطقة بيلغورود، في حين أعلنت القوات الجوية الأوكرانية أن روسيا أطلقت على الأقل 183 طائرة من دون طيار صوب الأراضي الأوكرانية بين ليل الثلاثاء وصباح الأربعاء، مستهدفة بنى سكك حديدية ومحطات للطاقة، بحسب رئيسة الوزراء يوليا سفيريدنكو. وتكبدت إحدى محطات الطاقة الحرارية الأوكرانية أضراراً بالغة، ما يؤثر في قدرة الإمداد الكهربائي مع اقتراب فصل الشتاء، كما قتلت غارة في مدينة خيرسون شخصين مسنين.

حملة «رمادية» هجينة ضد أوروبا

من جهة أخرى، حمّلت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين روسيا مسؤولية شنّ شكل من «الحرب الهجينة» ضد أوروبا، بعدما شهدت القارة أسابيع من اختراقات جوية وهجمات إلكترونية وتضرر كابلات بحرية في دول منها إستونيا وبلجيكا والدنمارك وألمانيا وبولندا ورومانيا. ووصفت ذلك بأنه «حملة مقصودة ومحددة في منطقة الرمادي ضد أوروبا، وعلى القارة أن تردّ».

يقرأ  كوريا الجنوبية تطلق طلقات تحذيرية على قوات كوريا الشمالية أثناء عبورِها للحدود

أضف تعليق