«كريستيز تعرض أكثر من ٧٠ عملاً من مجموعة أرنولد وجوان سالتزمان»

مقتنيات سولتزمان تُعرض في مزاد كريستيز الخريفي

تُعرض أكثر من سبعين قطعة فنية من مجموعة أرنولد وجوان سالتزمان في مزادات كريستيز الكبرى لشهر نوفمبر. تضم المجموعة للفن الحديث أعمالاً لبابلو بيكاسو، فيرنان ليجيه، إدفارد مونش، فرانتيشيك كوبكا، روبرت دلوناي، آنري ماتيس، وهنري مور، وتقدّر دار المزاد قيمة المجموعة إجمالاً بما يفوق 70 مليوون دولار. جُمِعت هذه الأعمال على مدى ستين عاماً وستُعرض في مزاد كريستيز المسائي لفن القرن العشرين في 17 نوفمبر.

القطعة الأبرز هي لوحة ليجيه «تكوين (طبيعة صامتة)» من عام 1914، إحدى لوحات سلسلة «تباين الأشكال» المشهورة، وتُقدَّر قيمتها «في حدود» 20 مليون دولار.

«إنها واحدة من السلاسل العظام التي رسمها ليجيه خلال عامي 1913 و1914، إذ كان يستكشف التجربة التكعيبية ويدفع بها نحو التجريد بأقصى ما يسمح به،» قال كونور جوردان، نائب رئيس قسم الانطباعي والحديث في كريستيز، لصحيفة ARTnews. «إنها قطعة مثيرة بذاتها وبالقصة المحيطة بها.»

أشار جوردان إلى أن لوحة «تكوين» تنتمي إلى «السلسلة الأكثر طلباً وتقديراً وتسعيراً في مسيرة ليجيه»، مذكراً بسجل الفنان الذي تحقق في كريستيز حين بيعت إحدى لوحات سلسلة Contraste de formes (1913) مقابل 70.1 مليون دولار شاملة الرسوم في نوفمبر 2017.

اشترى أرنولد سالتزمان «تكوين» في مزاد خلال ثمانينيات القرن الماضي من تاجر الفن والمؤرخ والجامع الأسطوري دوغلاس كوبر، الذي اقتناها في باريس في ثلاثينيات القرن الماضي. عرض كوبر العمل في منزله مع غيره من أعمال ليجيه لعقود، حتى خلال مأدبة عشاء حضرها بابلو بيكاسو؛ وقال جوردان إن بقاء كوبر على احتفاظه باللوحة طوال تلك السنوات كان أمراً «ساحراً».

منحوتة هنري مور «المرأة المستلقية: المرفق» (1981) تقدر ما بين 9 إلى 12 مليون دولار. وصف جوردان هذه التحفة البرونزية بطول 94 بوصة بأنها «جوهر ممارسة مور»، وبيّن أن أرنولد سالتزمان كان جامعاً مُجتهداً في سبيل اقتنائها.

يقرأ  آمي سيلمان وكاميرون مارتن:عن التجريد المأساوي الهزلي

روى إريك، ابن أرنولد وجوان سالتزمان، في بيان صحفي: «سافر إلى لند وقاد حتى منزل واستوديو مور في هرتفوردشاير آملاً أن يقنع مور ببيع العمل. تردد مور، موضحاً أن كل أعماله المنتهية تذهب مباشرة إلى مؤسسة مور وأنه لا يملك سلطة التصرف فيها. عاد أرنولد في زيارات عدة، وفي كل مرة كان يحضر تلك البطيخات الإسرائيلية الخاصة التي عرف أن مور يفضلها. بطريقة ما، وجدت المؤسسة وسيلة لإتاحة النحت للبيع لأرنولد. وما زلت أحتفظ بمذكرة الشكر الشخصية من هنري مور للبطيخات.»

كانت «المرأة المستلقية: المرفق» موضوعاً خارج بيت السالتزمان في ساندز بوينت على لونغ آيلاند. ونسخة أخرى من التمثال تُعرض بالخارج في معرض ليدز للفنون على سبيل الإعارة من المؤسسة منذ 1982، بينما بيعَت نسخة ثالثة في 2008 بمبلغ 3.89 مليون دولار شاملة الرسوم في كريستيز. وقال جوردان إن أعمال مور «أدت أداءً قوياً في المزادات خلال السنوات الأخيرة.»

من بين القطع ذات الأرقام الثمانية أيضاً لوحة آنري ماتيس «امرأة ذات قبعة مزهّرة» (1923)، وهي بورتريه لنموذج المفضلة لدى الفنان خلال فترة إقامته في نيس، هنرييت داركارير، وتُقدَّر قيمتها «في حدود» 10 ملايين دولار.

أما القطع الأقل ثمناً التي ستعرض في مبيعات كريستيز النهارية في 18 نوفمبر فتشمل «لوحة نادرة للغاية» للرسام الألماني فيلهلم مورغنر، الذي قضى في الحرب العالمية الأولى عام 1917 عن عمر 26 عاماً؛ إضافة إلى لوحة روبرت دلوناي «بورتريه جان ميتزينجر» (1904) و«بورتريه روبرت دلوناي» لميتزينجر (1906)، وكلتاهما بتقدير يقارب 1.5 مليون دولار.

من الجدير بالذكر أن اللوحتين رُسمتا وعُرضتا جنباً إلى جنب في صالون الخريف بباريس عام 1906. اشترى أرنولد سالتزمان اللوحتين منفصلتين وأعاد جمعهما بعد سنوات عديدة. «تعليقهما معاً في معرضنا سيكون من دواعي الإثارة أن نرى فنانين يقدمان مثل هذا التكريم لبعضهما،» قال جوردان.

يقرأ  الضحية البريطانية الثالثة في حادث تلفريك لشبونة: رجل من جزيرة أنجلسي

«أعتقد أن جاذبيتهما ستمتد إلى ما وراء شريحة هواة الانطباعية التقليديين، وقد تُلهب خيال جامعين لا يركزون بالضرورة على ذلك الجزء من العالم أو ذلك المقابل السوقي،» أضاف جوردان.

كان أرنولد سالتزمان رجلاً أعمالياً ودبلوماسياً أمريكياً عُيّن من قبل ثلاثة رؤساء أمريكيين في مهام إلى تشيكوسلوفاكيا، والاتحاد السوفييتي، وأمريكا الوسطى والجنوبية، والنمسا. كما شغل منصب أمين لمتحف بالتيمور وكان الرئيس المؤسس لمتحف ناساو كاونتي للفنون.

جوان سالتزمان، خريجة كلية بارنارد، كانت ناشطة ومدافعة ومنظمة مجتمعية سعت لتحقيق العدالة الاجتماعية. أسست أو شاركت في تأسيس عدة مؤسسات، بينها مركز خدمات المجتمع «جوان وأرنولد سالتزمان» في جامعة هوفسترا.

أضف تعليق