إيرين… الإعصار الخامس المسمّى هذا الموسم في حوض الأطلسي (الموسم الممتد من 1 يونيو إلى 30 نوفمبر)
أعلن مركز الأعاصير الوطني الأميركي أن إيرين، أول إعصار يضرب موسم الأطلسي هذا العام، تصنّف الآن كإعصار من الفئة الثالثة بعد أن هبطت سرعة الرياح قليلاً من الفئة الرابعة. وقد جُمعت سرعات الرياح المستمرة القصوى عند نحو 125 ميلاً في الساعة (≈205 كيلومتراً في الساعة)، وكان مركز العاصفة يقع مبكراً يوم الأحد على بُعد نحو 330 ميلاً (≈530 كم) جنوب شرقي جزيرة غراند تورك.
سابقاً رُصد الإمام قوياً حتى وصل إلى فئة كارثية خامسة مع رياح مستمرة بلغت 160 ميلاً في الساعة (≈240 كم/س)، ثم تراجع إلى الفئة الرابعة قبل أن يخضع للتصنيف الحالي. وكان متوقعاً أن يزداد عنف الإعصار خلال الأسبوع، لكن تعديل سرعة الرياح أدّى إلى خفض التقديرات.
يتحرك إيرين باتجاه الغرب–شمال الغربي بسرعة تقارب 14 ميلاً في الساعة (≈22 كم/س)، ويتوقع المركز أن تبطؤ سرعته الأفقية يوم الأحد مع احتمال انحرافه شمالاً يومي الإثنين والثلاثاء المقبلين.
أمواج طويلة ومتولدة عن إيرين ستستمر في التأثير على أجزاء من الجزر الليوارد الشمالية، جزر العذراء، بورتو ريكو، هيسبانيولا، وجزر تركس وكايكوس خلال الأيام القادمة. وستنتشر هذه الأمواج نحو جزر الباهاما، برمودا، السواحل الشرقية للولايات المتحدة، وشواطئ كند الأطلسية خلال بدايات ووسط الأسبوع. وحذّر المركز من أن أحوال البحر العاتية قد تتسبب في أمواج خطرة جداً وتيارات قاطعة تهدد الحياة.
أصدرت جزر الباهاما—التي تقدم خدمات أرصادية أيضاً لترك وكايكوس—تنبيهاً مراقباً للعواصف الاستوائية للجزر البريطانية في جنوب شرقها. في بورتو ريكو، نشر مكتب الإسكان مسحاً تفصيلياً للملاجئ؛ أفادت سياري بيريز بينا، وزيرة الإسكان، بأن 367 مأوى فُحصت وجاهزة للفتح حال الحاجة. ونشرت الحكومة الأميركية أكثر من 200 موظف من وكالة إدارة الطوارئ الفدرالية ووكالات أخرى احترازياً.
أثار الإعصار أيضاً خشية من ارتفاع مخاطر حرائق الغابات إذا أشعلت شرارات بشرية نباتات يابسة ورياح جافة قوية غذّت النيران. وقال أندرو سيفرت، كبير علماء الأرصاد في مجموعة BMS، إن هذه الظروف قد تنشأ إذا تحوّل إيرين إلى عاصفة قوية بعيدة عن السواحل، مدفوعة بتقاطع كتل هوائية دافئة وباردة بدلاً من المياه المدارية وحدها.
يُتوقع أن يكون موسم الأعاصير هذا العام نشطاً بشكل غير عادي؛ إذ يمتد من 1 حزيران إلى 30 تشرين الثاني، ويتوقع المختصون بين 6 و10 أعاصير خلال الموسم، من بينها 3 إلى 5 قد تصل إلى درجات «كبيرة» بسرعة رياح تزيد عن 177 كم/س (110 ميل/س). وقد ربط العلماء التسارع السريع في تكثف الأعاصير بتغير المناخ: الاحترار العالمي يزيد من قدرة الغلاف الجوي على احتواء بخار الماء ويرفع حرارة المحيطات، ما يزوّد الأعاصير بوقود أكبر للأمطار المكثفة والتقوية السريعة.
سلالات العواصف التي تتصاعد بهذه السرعة تعقّد جهود التنبؤ وتجعل تخطيط الجهات الحكومية للطوارئ أصعب، ما يستلزم يقظة وتنسيقاً أكبر على المستويات المحلية والإقليمية والدولية.