ترامب يشنّ هجوماً على إسبانيا بسبب الإنفاق الدفاعي: «يجب طردها من الناتو»

كان من المفترض أن يكون الاجتماع تمهيدًا لشراء سفن كسّاحة جليد فنلندية.

لكن بينما كان رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب يستقبل رئيس فنلندا ألكسندر ستوب في المكتب البيضاوي يوم الخميس، انحرف الحديث إلى مناقشة حول حلف شمال الأطلسي (الناتو) — وإلى نزاعه المستمر مع إحدى الدول الأعضاء، إسبانيا.

قصص موصى بها

في قمة للناتو انعقدت في يونيو، كانت إسبانيا هي أبرز المعارضين لدفع ترامب نحو زيادة الإنفاق الدفاعي بين الدول الأعضاء.

لطالما سعى ترامب لأن يلتزم جميع أعضاء الناتو بنسبة 5 بالمئة من ناتجهم المحلي الإجمالي لتعزيز قدراتهم العسكرية. لكن إسبانيا نجحت في دفع استثناء في اجتماع يونيو، مما أتاح لبندها أن يبقى عند مؤشر الإنفاق السابق المقدر بحوالي 2 بالمئة.

ظل هذا الموقف العكسي يراود ذهن ترامب خلال لقائه يوم الخميس، حين تناقش مع ستوب حول التزامات الولايات المتحدة تجاه الناتو.

قال ترامب: «كما تعلم، طلبت أن يدفعوا 5 بالمئة، لا 2 بالمئة».

وأضاف: «وكانت المفاجأة أن ذلك حدث بالإجماع تقريبًا. كان لدينا متقاعس واحد. كانت إسبانيا. إسبانيا. عليك أن تتصل بهم وتعرف: لماذا هم متقاعسون؟»

ثم تساءل عن إمكانية الانتقام: «لا عذر لديهم لعدم القيام بذلك، لكن لا بأس. ربما عليكم طردهم من الناتو، بصراحة».

جاء ذلك بمثابة ملاحظة مريرة في لقاء بدا ودياً إلى حد كبير مع ستوب، الذي استضافه ترامب في مارس في منتجع مار-أ-لاكو في فلوريدا.

منذ ولايته الأولى، تذبذب ترامب في تعليقاته العامة حول الناتو، ففي أحيان أظهر تعاطفًا مع الحلف وفي أوقات أخرى وصفه بأنه «عفا عليه الزمن». حتى انه في بعض الأحيان كان يهاجمه بشكل مباشر.

لكن وهو جالس بجانب ستوب ورئيس وزراء فنلندا بيتييري أوربو، اتخذ ترامب موقفًا حماسيًا في الدفاع عن فنلندا، إحدى أحدث أعضاء الناتو؛ فقد انضمت الحلف في أبريل 2023، وتبعتها السويد بعد أقل من عام.

يقرأ  البرازيل تنضم إلى قضية جنوب أفريقيا ضد إسرائيل بتهمة «الإبادة الجماعية» أمام محكمة العدل الدولية

ضغط الصحفيون خلال لقاء المكتب البيضاوي يوم الخميس على ترامب ليوضح ماذا قد يفعل إذا وسعّت روسيا حربها في أوكرانيا لتشمل دولًا أوروبية أخرى.

في السياسة الفنلندية، يظل طيف التدخّل الروسي قائمًا بقوة: غزت الاتحاد السوفييتي سابقًا فنلندا في ثلاثينيات القرن العشرين، ومنذ أن شنت روسيا غزوها الواسع لأوكرانيا في 2022، توترت العلاقات بين البلدين بأكثر من شكل.

أغلقت فنلندا حدودها المشتركة مع روسيا في 2024، وهو امتداد دولي يمتد لحوالى ١٣٤٠ كيلومترًا (841 ميلاً).

سأل أحد الصحفيين ترامب يوم الخميس: «ماذا لو هاجمت روسيا وفيلاديمير بوتين فنلندا؟ هل ستدافع عن فنلندا؟»

لم يدع ترامب مجالًا للمراوغة في جوابه: «سأدافع. نعم، سأدافع. فنلندا عضو في الناتو».

مع ذلك شكك في احتمال وقوع غزو روسي تحت قيادة بوتين: «لا أعتقد أن هذا سيحدث. لا أظن أنه سيفعل ذلك. أعتقد أن الاحتمالات ضئيلة جدًا»، ثم قال لستوب: «لديكم جيش قوي جدًا، من بين الأفضل».

وعندما أُلحّ عليه ليحدد كيف قد يدافع عن فنلندا في حال تعرضت لهجوم، اكتفى بكلمة واحدة في الرد: «بشدة».

برزت تلك التصريحات الدافئة تناقضًا صارخًا مع أسلوبه تجاه إسبانيا. ففي أعقاب قمة يونيو، وصف ترامب موقف إسبانيا بأنه «عدائي» وهدد اقتصادها، متعهداً بأن يجعلها تدفع «ضعف» التعريفات الجمركية للولايات المتحدة.

قال للصحفيين: «أعتقد أن إسبانيا سيئة، لما فعلته»، متهمًا البلد بأخذ «ركوب مجاني» على حساب بقية الدول. وأضاف: «ذلك الاقتصاد قد يُمحى من الوجود لو حدث شيء سيئ».

تأسس حلف الناتو بـ12 عضوًا أصليًا ومنذ ذلك الحين توسع ليشمل 32 عضوًا. انضمت إسبانيا عام 1982. وحتى الآن لم يُطرد أي عضو من الحلف.

أضف تعليق