الجمال في الهاوية فنّ جانيس سونغ

تَحوّلت رسّامة الإيضاح إلى فنانة تشكيلية، وتبدو شخصيات جانيس سونغ وكأنها في بيتها بين مشاهد طبيعية — سواءً على بركة عائمة تحمل أوراق الزنبق أو في حديقة — تطفو كطيفٍ شبيه بالحليب شبه الشفّاف. عُرضت أعمالها الأخيرة في غاليري Nucleus بلوس أنجلوس، وكانت تلك المرة الأولى التي تعرض فيها أعمالًا بالوسائط الفيزيائية. يمكن ملاحظة أثر يوشيتاكا أمانو في بعض زوايا عملها، لكن لسونغ حساسيةٌ خاصة تجاه العناصر الطبيعية وغموضٌ إيحائي دقيق ينبعث من مصدر مختلف ويصوغ أعمالها بأسلوب فريد.

في عملها الجديد “الهاوية” تظهر شخصية طافية، غالِبًا غارقة جزئيًا، تحيط بها أسماك الكوي. تبدو على وجهها ملامحُ شكّ وربما تحفظ؛ شفاهها حمراء زاهية تشبه لون الكوي المجاور. ماذا قد تدور في خاطرها؟ يبدو أن لديها حكاية لترويها… هل يجوز لنا أن نثق في نواياها؟

“الهاوية” تحمل مكانةً خاصة بالنسبة لي؛ كانت القطعة الثالثة في المجموعة. أتصوّرها ككائنٍ غامضٍ يسكن أعماق المياه برفقة رفاقه من الكوي. عمدتُ إلى تغليف نواياها بغموضٍ متعمّد، لدعوة المشاهدين إلى الاقتراب بحذر — كما لو أنهم يختبرون تجربة لقاءٍ معها. شكلها لا يلتزم بالمثل الإنسانيّ، بل قد يأخذ أشكالًا غير تقليدية تمامًا.

تستخدمين مساحاتٍ واسعة من الفراغ السلبي في لوحاتك. هل تحتلّ فكرة التكوين موقعًا محوريًا في عمليّة صنعك الفنيّة؟

نعم. التكوين يلعب دورًا محوريًا في عمليّة الرسم عندي، فهو أحد الركائز التي توحّد العمل ككلّ.

شخصياتك في اللوحات، رغم أنها بدت في معظمها عارية، ترتدي حُليًّا مزخرفة ومثيرة للاهتمام. هل تصممين هذه الحُلي بنفسك؟ هل توجد بالفعل؟ وإن لم تكن موجودة، هل ستتحول إلى حقيقة مستقبلاً؟

أحبّ تصفح المجلات وِبصفحتي بنتريست كمصدر إلهام لقطع الحُلي في لوحاتي. أمتعني عملية جمع عناصر من تصاميم مزخرفة مختلفة لابتكار أشكال فريدة تُكمّل الشخصيات. فكرة تطوير خطّ مجوهرات مستقبلًا تبدو مشوّقة للغاية.

يقرأ  عمارة كوبا الفريدة تتلألأ في صورٍ نابضةٍ بالحياة للمصور جيمس كيروين — «كولوسال»

أضف تعليق