ماريا كورينا ماتشادو زعيمة المعارضة الفنزويلية تفوز بجائزة نوبل للسلام

ماريا كورينا ماتشادو نالت جائزة نوبل للسلام لعام 2025 تكريماً لنضالها في سبيل تعزيز الحقوق الديمقراطية في فنزويلا.

ماتشادو، مهندسة صناعية تبلغ من العمر 58 عاماً وتعيش مختبئة داخل بلدها، منعت محاكم فنزويلا من خوض السباق الرئاسي ضد نيكولاس مادورو في انتخابات 2024.

وقالت لجنه نوبل النرويجية لدى إعلانها الجائزة في المعهد النرويجي لنوبل في أوسلو إن الجائزة مُنحت لها «لتفانيها في العمل من أجل الحقوق الديمقراطية لشعب فنزويلا، ولنضالها من أجل تحقيق انتقال عادل وسلمي من الاستبداد إلى الديمقراطية».

ورحّبت اللجنة بماتشادو باعتبارها مثالاً بارزاً على شجاعة المدنيين في أميركا اللاتينية، ووصفتها بأنها «شخصية موحِّدة أساسية في معارضة كانت منقسمة بشدة، لكنّها توحّدت حول مطلب انتخابَات حرة وحكومة تمثيلية».

ترشحت ماتشادو كمرشحة المعارضة الديمقراطية في انتخابات 2024، ثم أُقصيت من السباق على يد حكومة مادورو، فدعت لاحقاً إلى دعم المرشح البديل للمعارضة، إدموندو غونزاليس أوروتيا.

فاز مادورو بولاية جديدة في تلك الانتخابات بحصوله على 51 في المئة من الأصوات — وهي ثالث ولاية له منذ توليه السلطة عام 2013 بعد وفاة معلمه السابق، الرئيس الراحل هوغو تشافيز. لكن المعارضة وصفَت النتائج بأنها مزوّرة، وادعت أن مادورو نال نحو 30 في المئة فقط، وأن غونزاليس هو الفائز الحقيقي.

وحازت المعارضة دعماً دولياً عندما نشرت أرقام الأصوات التي جُمعت من مراكز الاقتراع في أنحاء البلاد، والتي أظهرت تفوّقاً واضحاً للمعارضة. اندلعت احتجاجات طالبت بنشر نتائج كل مركز اقتراع على حدة، وردّت حكومة مادورو بقمع وحشي ضد المتظاهرين وقادة المعارضة.

يورغن واتنه فريدنس، رئيس لجنة نوبل النرويجية، أثنى على قرار ماتشادو بالبقاء في بلدها رغم أنها «اضطرت للعيش مختبئة» بعد تلقيها «تهديدات خطيرة على حياتها». وأضاف أن خيارها «ألهم ملايين الناس». وقال: «عندما ينتزع الاستبداد السلطة، يصبح من الضروري الاعتراف بالمدافعين الشجعان عن الحرية الذين يقاومون».

يقرأ  المعارضة الألمانية تندد بشدة بخطط الحكومة للميزانية

ورحّب مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بماتشادو، واعتبرت المتحدثة باسم المكتب ثامين الخيطان أن «هذا التكريم يعكس تطلعات واضحة لشعب فنزويلا في حصوله على انتخابات حرة ونزيهة، وفي حماية الحقوق المدنية والسياسية وسيادة القانون».

جائزة نوبل للسلام، التي تبلغ قيمتها 11 مليون كرونة سويدية — أي نحو 1.2 مليون دولار — ستُسلم في أوسلو في 10 ديسمبر، وهو اليوم الذي يوافق ذكرى وفاة الصناعي السويدي ألفريد نوبل الذي أسس الجوائز في وصيته عام 1895. وقالت اللجنة في بيانها إنّها دوماً «تكرّم النساء والرجال الشجعان الذين تحدّوا القمع، وحملوا أمل الحرية في الزنازين وفي الشوارع والساحات العامة، وأثبتوا بأفعالهم أن المقاومة السلمية قادرة على تغيير العالم».

من بين الحائزين في السنوات الأخيرة كانت الناشطة الإيرانية لحقوق الإنسان نرغس محمدي (2023)، والإنساني الكونغولي دينيس موكويغي (2018)، والرئيس الأميركي السابق باراك أوباما (2009). وأصبحت مالالا يوسفزاي أصغر حائزة للجائزة عام 2014 بعمر 17 عاماً، أما أقدم الحاصلين فكان جوزيف روتبلات الذي نالها عن عمله ضد الأسلحة النووية وعندما كان في السادسة والثمانين.

حصلت جائزة 2024 على المنظمة اليابانية «نيهون هيدانكيو» (اتحاد منظمات ضحايا القنابل الذرية والهادرونية) تقديراً لجهودها الرامية إلى عالم خالٍ من الأسلحة النووية، وإلى حفاظها على شهادات الناجين من الضربتين النوويتين اللتين قصفت بهما الولايات المتحدة مدينتي هيروشيما وناغازاكي عام 1945.

خيبة أمل لترمب

تسارعت توقعات وسائل الإعلام طوال فترة ما قبل إعلان الجائزة حول محاولات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الترويج لنفسه كرجل السلام المرشّح لنيل نوبل، إذ طالما كرّر علناً ادعاءاته بأنه يستحق الجائزة.

اتخذت اللجنة قرارها النهائي قبل دخول هدنة بين إسرائيل وحماس حيز التنفيذ في غزة، في إطار المرحلة الأولى من مبادرة ترمب لإنهاء الحرب. وقال ترمب يوم الخميس: «لا أعرف ماذا سيفعلون بالضبط، لكني أعلم هذا: لم يسبق لأحد في التاريخ أن أنهى ثمانية حروب في فترة تسعة أشهر، وأنا أوقفت ثمانية حروب»، وأضاف: «هذا لم يحدث من قبل، لكنهم سيفعلون ما يريدون. أنا لم أفعل ذلك من أجل الشهرة، بل لأنني أنقذت الكثير من الأرواح».

يقرأ  «منصات التعلم المتكاملة»جاستن سيلي

كان الرئيس يشير بذلك إلى صراع دام اثني عشر يوماً بين إسرائيل وإيران تدخل خلاله بضربات على مواقع نووية إيرانية، فضلاً عن نزاعات وتوترات متفاوتة الشدة — لم تَحِد كلها لتصنيف «حروب» — بين الهند وباكستان، والكونغو ورواندا، وكمبوديا وتايلاند، وأرمينيا وأذربيجان، ومصر وإثيوبيا، وصربيا وكوسوفو.

قبل الإعلان عن الجائزة، قال خبراء إن فوز ترمب كان غير محتمل نظراً لأن سياساته تُعتبر مهدّدة للنظام الدولي الذي تعتزُّ به لجنة نوبل. ومع ذلك لم يَكُفّ مناصروه عن حملاتهم داعين لمنحه الجائزة؛ فقد نشر هوارد لوتنيك، الذي وصفته بعض التغريدات بأنه سكرتير التجارة لترمب، منشوراً على منصة إكس يدعو فيه إلى منح ترمب «بلا شك» جائزة نوبل للسلام لجهوده في إنهاء الحرب في غزة. كذلك طلب ابن الرئيس إريك عبر حسابه على إكس من المتابعين إعادة تغريد منشور إذا اعتقدوا أن والده يستحق الجائزة، وحظي المنشور بعشرات آلاف إعادة التغريد.

أضف تعليق