أُصيب ما لا يقل عن 36 شخصاً، بينهم صحفيون، جراء اعتداءات نفذتها قوات عسكرية إسرائيلية ومستوطِنة غير قانونية في بلدات قرب نابلس في الضفة الغربية المحتلة، وفق بيان لوزارة الصحة الفلسطينية.
ذكرت الوزارة في بيانها يوم الجمعة أن شخصين جُرحا برصاص حي، في حين أصيب آخرون نتيجة الضرب والاعتداءات الجسدية.
أُبلغ أن الاعتداءات وقعت في بلدات بيتا، حواره، ودير شرف ضمن نطاق محافظة نابلس. بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، تعرّض مزارعون فلسطينيون أثناء قطفهم للزيتون في منطقة جبل قماس ببيتَا لهجوم من مستوطنين أحرقوا أيضاً ثلاث مركبات، إحداها تعود للمصور الصحفي جعفر اشتية.
قال اشتية: «في مسيرتي المهنية التي امتدت ثلاثين عاماً، هذه المرة الأولى التي أواجه فيها عنفاً من هذا النوع. لو لم أفلح في الفرار لكانوا قتلوني».
حوالي سبعين مستوطناً، مقسمين إلى مجموعتين مسلحتين بالعصي والحجارة، هاجموا قاطفي الزيتون والصحفيين بعد منتصف النهار. وقد عالجت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني سبعة من المصابين، من بينهم الصحفيان جعفر اشتية ووهج بني موفلة. كما تعرَّض اثنان من الصحفيين الآخرَين لاستنشاق الغاز المسيل للدموع بحسب وفا.
داهمت أيضاً قوات إسرائيلية المنطقة وأطلقت قنابل صوتية وغازاً مسيلاً للدموع على السكان، مما تسبب بحالات اختناق عدة.
تصاعد العنف خلال موسم قطف الزيتون
المصور اشتية، الذي أصيب برمي حجارة على ظهره وذراعه ويده، غادر المستشفى بعد الظهر ويعاني من كدمات، بحسب وكالة فرانس برس. كما تعرضت سيارته وعدد من السيارات المتوقفة على مسافة آمنة للرشق بالحجارة ثم إشعال النار فيها.
أشار اشتية إلى أن الجنود الإسرائيليين الذين تواجدوا قبل الهجوم لم يتدخلوا لوقف تقدم المستوطنين. وفي وقت سابق من اليوم اقتحمت قوات إسرائيلية نابلس واعتقلت المواطن صدقي الأغبر عقب تفتيش منزله، كما شنت قوات أخرى عمليات اقتحام في مدينة طوباس المجاورة، حيث داهمت المدينة قادمة من حاجز طيبة العسكري ونشرت قواتها في مواقع عدة وراوَدت شاباً مطارَداً.
في محافظة البيرة وسط الضفة، اعتقلت قوات إسرائيلية ستة فلسطينيين أثناء جمعهم للزيتون في قرية كفر نعمة غرب رام الله، بعد أن تعرضوا لاعتداء من قبل مستوطنين في المنطقة.
تتكرر هذه الاعتداءات من قبل المستوطنين لا سيما خلال موسم قطف الزيتون، وهي فترة حاسمة توفر مصدر رزق لعائلات فلسطينية عديدة. كان اشتية يغطّي موسم القطف في قرية بيتا، وركز على عمل ناشطين سلام إسرائيليين وأجانب حضروا لدعم السكان في مواجهة اعتداءات المستوطنين المتكررة.
يقطن أكثر من 700 ألف مستوطن في 150 مستوطنة و128 بؤرة استيطانية — كلاهما غير قانوني وفق القانون الدولي. وغالباً ما يكون المستوطنون مسلحين وبصحبتهم أو تحت حماية جنود إسرائيليين؛ وقد ارتكبوا أعمال تخريب للممتلكات وعمليات حرق وقتل لسكان فلسطينيين.
بحسب أرقام رسمية فلسطينية، قُتل أكثر من ألف فلسطيني في الضفة الغربية على يد مستوطنين وعناصر في الجيش الإسرائيلي، واعتُقل أكثر من 20 ألفاً، منذ بدء الإبادة في غزة قبل عامين. وتُظهر بيانات جمعتها مجموعة Tech for Palestine أن نحو 1800 هجوم نفذه مستوطنون في أنحاء الضفة الغربية المحتلة بين 7 أكتوبر 2023 و16 ديسمبر 2024.