وقّعت الولايات المتحدة وقطر خطاب تفاهم يقضي بنشر كتيبة من مقاتلات إف‑15 تابعة للقوات الجوية الأميرية القطرية في إحدى القواعد الجوية للجيش الأمريكي في ولاية أيداهو الغربية.
أعلن وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغستث أن الاتفاق أُبرم خلال لقاء جمعه مع وزير الدفاع القطري الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني في مبنى البنتاغون، مشيدًا بدور الدوحة الوسيط في محادثات وقف إطلاق النار في غزة والتي شهدت دخول المرحلة الأولى من اتفاق بين إسرائيل وحماس حيّز التنفيذ يوم الجمعة.
أشاد هيغستث بدور قطر قائلاً إن لها إسهامًا بارزًا منذ البداية، وذهب إلى أن لا أحد غير الرئيس ترامب كان قادرًا، بنظره، على إحراز ما وصفه بـ«السلام الدائم» المرتقب في غزة. من جهته، رحّب الشيخ سعود بالتعاون مع واشنطن حول اختراقات وقف إطلاق النار، مشددًا على أن ما تحقق يعكس ما يمكن إنجازه عندما تعمل الولايات المتحدة مع شركائها الإقليميين، من مصر وتركيا، «بشجاعة وثقة».
أوضح هيغستث أن قاعدة ماونتن هوم الجوية في أيداهو ستستضيف كتيبة من طائرات إف‑15 وطيارين قطريين بهدف تعزيز التدريب المشترك، ورفع القدرة القتالية والتكاملية بين القوات. يأتي ذلك في وقت تستضيف فيه قطر أكبر قاعدة للقوات الجوية الأمريكية في الشرق الأوسط، قاعدة العديد، وقد أُعلِن عن تصنيف قطر عام 2022 كحليف مهم خارج حلف شمال الأطلسي بقرار من الرئيس جو بايدن.
وقد تعرّضت قطر لهجمات استهدفتها بينما كانت تقوم بدور الوساطة لإنهاء الحرب في غزة؛ ففي يونيو شنت إيران ضربة جوية على قاعدة العديد أصابت قبة اتصالات، فيما لم تستهدف طهران مواقع أخرى في البلاد. وفي سبتمبر شُنّت غارة على حيّ استضاف وفد مفاوضات من حركة حماس، أسفرت عن مقتل عدة أشخاص من بينهم عنصر تابع لقوات الأمن الداخلي القطرية، ما أثار إدانات وسمته الدوحة بـ«الإرهاب-state» — وصف أدانه رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، وانتقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إسرائيل على خلفيته.
بعد ذلك بأيام، أصدر ترامب أمراً تنفيذياً اعتبرت فيه واشنطن أن أي هجوم مسلّح على أراضي أو سيادة أو بنية تحتية حيوية للدولة القطرية يُعد تهديدًا لأمن وسلامة الولايات المتحدة، وأنها «ستتخذ كل الإجراءات القانونية والمناسبة — دبلوماسية، واقتصادية، وإذا لزم الأمر عسكرية — للدفاع عن مصالح الولايات المتحدة ودولة قطر واستعادة السلم والاستقرار».