ترامب يعلن اتفاقاً بشأن أدوية بوصفة طبية مع عملاق صناعة الأدوية أسترازينيكا

أعلن رئيس الولايات المتحدة، دونالد ترامب، عن إبرام صفقة ثانية مع شركة أدوية كبرى تهدف إلى توفير أدوية موصوفة بتكلفة أقل تُباع مباشرةً للمستهلكين الأمريكين.

هذه المرة كانت الشراكة مع شركة أسترازينيكـا متعددة الجنسيات ومقرها المملكة المتحدة. استضاف ترامب على نحو رسمي الرئيس التنفيذي للشركة، باسكال سوريه، في المكتب البيضاوي يوم الجمعة لتثبيت الاتفاق علناً، ووصفه بأنه «إنجاز تاريخي آخر في سعي دولتنا لخفض أسعار الأدوية لجميع الأمريكيين».

قال ترامب إن «الأمريكيين يمكن أن يتوقعوا خصومات، وقد تكون، كما قلت، في كثير من الحالات، أعلى بكثير من مئة في المئة». وفي أسلوبه المبهرج المعتاد، تعهّد بأن المستهلكين الأميركيين سيرون تخفيضات تبدو مستحيلة على أدوية شائعة. على سبيل المثال، ذكر أن أجهزة الاستنشاق لعلاج الربو ستحصل على خصم بنسبة 654 في المئة واصفاً هذه الأجهزة بأنها «دواء ساخن جداً». كما كرر ادعاءات سابقة بأن بعض الأدوية قد تشهد «تخفيضات تصل إلى ألف في المئة».

لطالما دفع ترامب باتجاه خفض تكاليف الأدوية الموصوفة إلى ما يسميه «أسعار الدولة الأكثر تفضيلاً»، أي مطابقة أسعار السوق الأميركية لمستويات الأسعار في الدول المتقدمة الأخرى، مع مزيد من المبالغة عندما قال إن السياسة ستؤدي إلى «أدنى سعر في أي مكان في العالم».

أسترازينيكا هي ثاني شركة أدوية كبرى تدخل مثل هذا الاتفاق بعد شركة فايزر. في الشهر الماضي أعلنت فايزر عن «اتفاق طوعي» لتسعير منتجاتها «بمستويات متكافئة مع الأسواق المتقدمة الرئيسية» ووافقت أيضاً على المشاركة في سوق إلكتروني مباشر للمستهلكين تعتزم إدارة ترامب إطلاقه تحت اسم TrumpRx.

وفي بيان صحفي على موقعها أكدت فايزر أن الاتفاق خفّف عنها الضغوط المرتبطة بالرسوم الجمركية التي هدد ترامب بفرضها على مصنعي الأدوية الخارجيين. قال ألبيرت بورلا، الرئيس التنفيذي لفايزر: «لدينا الآن اليقين والاستقرار اللذان نحتاجهما على جبهتين حاسمتين: الرسوم الجمركية والتسعير، وهما عاملان قَد قَضَما من قيمة القطاع إلى أدنى مستويات تاريخية».

يقرأ  ترامب يتهم فنزويلا بإرسال مخدرات وأفراد عصابات— تصاعد التوترات بين البلدين

خلال مراسم المكتب البيضاوي أشاد مسؤولون مثل وزير الصحة والخدمات الإنسانية، روبرت ف. كينيدي الابن، بالقدرة التي مَنَحَها تهديد ترامب بالرسوم الجمركية على إجبار الشركات على المجيء إلى طاولة المفاوضات. وأشار كينيدي إلى هوارد لوتنيك، وزير التجارة، قائلاً إن لدى الإدارة «نفوذاً استثنائياً لصياغة هذه الاتفاقات».

جاءت الاتفاقات مع أسترازينيكا وفايزر بعد أن هدّد ترامب في سبتمبر بفرض رسم جمركي بنسبة 100 في المئة على شركات الأدوية ما لم تبدأ في بناء مصانع تصنيع داخل الولايات المتحدة. وكتب ترامب على منصته أن «لن يكون هناك رسم على هذه المنتجات الدوائية إذا بدأ البناء»، مشيراً إلى أن الرسوم ستُرفع إذا لم تبدأ شركات الأدوية في إقامة منشآت محلية.

كانت تلك الرسوم مقررة لتدخل حيز التنفيذ في الأول من أكتوبر، لكن فايزر أعلنت عن اتفاقها مع الإدارة في 30 سبتمبر فأُرجئت رسوم الجمركية لاحقاً. وفي الظهور الإعلامي الأخير، أقر باسكال سوريه بأنه تفاوض، كما فعلت فايزر، على تأجيل أي رسوم على أسترازينيكا، وفي المقابل تعهّدت الشركة بزيادة استثماراتها في الولايات المتحدة إلى خمسين مليار دولار بحلول عام 2030.

قال سوريه: «أقدر كثيراً أن وزير لوتنيك منحنا إعفاءً من الرسوم لمدة ثلاث سنوات لتمكيننا من توطين باقي منتجاتنا. معظم منتجاتنا تُصنَع محلياً، لكننا بحاجة لنقل الجزء المتبقي إلى هذا البلد». قبل يوم واحد من الإعلان أعلنّت أسترازينيكا أنها ستنشئ «مركز تصنيع مادة صيدلانية بمليارات الدولارات» في ولاية فيرجينيا يركز على الأمراض المزمنة، وهو أحد أولويات إدارة ترامب.

امتدح حاكم فيرجينيا غلين يونغكين إنشاء هذا المرفق في ولايته، بينما روّج ترامب لتهديد الرسوم على أنه الدافع وراء سلسلة صفقات الدواء الأخيرة. عندما سألته إحدى المراسلات إن كان بإمكانه جذب شركات الأدوية لطاولة المفاوضات بوسائل أخرى، رد ترامب بصراحة: «لم أكن لأتمكن من جلبه»، وهو يشير إلى سوريه، مضيفاً أن وراء الكواليس قال باسكال إن الرسوم كانت سبباً كبيراً لقدومه.

يقرأ  ترفض طالبان الأفغانية تهديدات ترامب بشأن استعادة قاعدة بگرام الجوية

منذ عودته إلى البيت الأبيض في ولايته الثانية، اعتمد الرئيس الجمهوري بشكل كبير على الرسوم الجمركية وتهديداتها كأداة للضغط على حكومات وشركات أجنبية لتتوافق مع أولويات إدارته. وصف كلمة «تعرفة» بأنها «أجمل كلمة» ووصَف التواريخ التي أعلن فيها مثل هذه الرسوم بأنها «يوم التحرير».

إلا أن نجاح سياسته لم يكن مؤكّداً في البداية؛ ففي مايو أصدر إجراءً تنفيذياً يدعو الحكومة إلى اتخاذ «كل إجراء ضروري ومناسب» لمعاقبة الدول التي تُعتبر سياساتها سبباً في ارتفاع أسعار الأدوية الأميركية. كما طلب من الوزير كينيدي وضع أساس لبرامج «الشراء المباشر من المستهلك» التي تسمح لشركات الأدوية ببيع منتجاتها بخصم مباشر للمستهلكين. غير أن إدارة ترامب افتقرت إلى آلية قانونية لإجبار الشركات على المشاركة في مثل هذا البرنامج.

في يوليو كثف الضغط وأرسل رسائل إلى مصنعي الأدوية الكبار تحذّرهم من خفض الأسعار وإلا فإن الحكومة ستستخدم «كل أداة في ترسانتها» لوضع حد لممارسات التسعير التعسفية. وفي الشهر نفسه تذكّر العلن احتمال رفع الرسوم الجمركية على الأدوية المستوردة بمعدلات عالية جداً، حتى 200 في المئة بحسب تصريحاته.

خطة «أمَّة الأكثر تفضيلاً» في التسعير هي فكرة حاول ترامب تطبيقها خلال ولايته الأولى (2017–2021) لكنه فشل في تنفيذها. كيفية تطور هذا المشروع في ولايته الثانية لا تزال غير واضحة. موقع TrumpRx، الذي يصر الرئيس على أنه لم يسَمِّه بنفسه، لم يُطلق بعد، ومن المتوقع أن يرى النور في عام 2026. لم يصلني أي نص داخل علامات الاقتباس. أرسل النص الذي ترغب أن أعيد صياغته وأترجمه إلى العربية، وسأقدمه لك بلغة عربية فصحى متقدمة مع وجود خطأ شائع واحد أو اثنين كحد أقصى.

أضف تعليق