غارات روسية على أوكرانيا تسفر عن إصابة 20 شخصًا وتترك آلافًا أخرى في الظلام

ضربات روسية بطائرات مسيرة وصواريخ تُصيب كييف وتُلحق أضرارًا بمبانٍ سكنية وتُحدث انقطاعات واسعة في التيار الكهربائي عبر مناطق من أوكرانيا، وفق ما أفادت السلطات.

في أحدث هجوم جماعي استهدف منظومة الطاقة مع اقتراب فصل الشتاء، توقّف التيار الكهربائي في تسع مناطق، وبقي أكثر من مليون منزل ومؤسسة بلا كهرباء مؤقتًا في أنحاء البلاد يوم الجمعة.

قصص مُوصى بها

في جنوب شرق أوكرانيا، قُتل طفل في السابعة من عمره إثر استهداف منزله، وأُصيب ما لا يقل عن عشرين شخصًا. وفي كييف، تضرّر أحد مباني الشقق السكنية في وسط المدينة نتيجة سقوط مقذوف، وعلى الضفة اليسرى لنهر دنيبرو التي تقسم العاصمة، انتظمت حشود عند محطات الحافلات بعد توقف مترو الأنفاق، وامتلأت زجاجات المياه عند نقاط التوزيع.

«لم نغْب عن النوم إطلاقًا»، قالت ليوبا، متقاعدة، وهي تجمع مياهها. «من الساعة 2:30 فجراً كان هناك ضجيج كبير. وبحلول الساعة 3:30 لم يعد لدينا كهرباء ولا غاز ولا ماء. لا شيء.»

وبحسب وزارة الطاقة الأوكرانية، فقد فقد أكثر من 800 ألف مشترك الكهرباء مؤقتًا في كييف.

جاءت هجمة موسكو الليلية وتمتد حتى يوم الجمعة تزامنًا مع الذكرى الثالثة لأول هجوم واسع النطاق على منشآت الطاقة منذ الغزو الروسي في فبراير 2022، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية الأوكرانية.

وصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الضربات الأخيرة بأنها «هجوم ساخر ومحسوب»، وحث الحلفاء على الرد بإجراءات ملموسة.

وقال في بيان عبر منصة X: «المطلوب ليس مجرد مظاهر شكلية، بل فعل حاسم — من الولايات المتحدة وأوروبا ومجموعة السبع — بتسليم منظومات دفاع جوي وتطبيق العقوبات».

صعّدت الكرملين خلال الأسابيع الماضية الهجمات الجوية على منشآت الطاقة والسكك الحديدية الأوكرانية، مستندة إلى حملات قصف سابقة شنت طوال ثلاثة فصول شتاء مضت وتركت الملاين بلا تدفئة في درجات حرارة قارسـة. وقالت روسيا إن قواتها أصابت مواقع طاقة كانت تزود صناعة الدفاع الأوكرانية بالطاقة.

يقرأ  آلاف يتظاهرون احتجاجًا على بث مقتل امرأتين وطفلة مباشرةً في الأرجنتين

أعلن سلاح الجو الأوكراني أن الهجمة الروسية تألفت من 465 طائرة مسيّرة و32 صاروخًا، مضيفًا أنه تم إسقاط 405 طائرات مسيّرة و15 صاروخًا.

وقال مصدر في قطاع الطاقة لأَجْنَسة الأنباء AFP إن كثافة الهجمات كانت أعلى مقارنة بالعام الماضي، وإن الطقس الغائم ليلًا سمح لعدد من المسيّرات بالفرار من منظومات الدفاع الجوي الأوكرانية.

أشار عمدة كييف فيتالي كليتشكو إلى أن القوات الروسية استهدفت «بنى تحتية حيوية».

وقالت رئيسة الوزراء يوليا سفيريدينكو: «كان هذا أحد أكبر الضربات المركزة ضد منشآت الطاقة».

وذكر ماكسيم تيمشنكو، المدير التنفيذي لأكبر مزود كهرباء خاص في أوكرانيا (DTEK)، أن هذه كانت الهجمة الرابعة خلال أسبوع ضد مرافق شركته.

وفي وقت متأخر من يوم الجمعة، أعلن DTEK أنه أعاد التيار الكهربائي على الأقل إلى 678 ألف منزل وشركة في كييف بعد الهجوم الجوي الضخم.

وقالت الشركة على تيليغرام: «مُهندسو كهرباء DTEK يواصلون وبكثافة جهود إعادة التيار لسكان كييف».

الأطفال «أُعيدوا» إلى عائلاتهم

جاء الهجوم الروسي بينما أعلنت السيدة الأولى الأمريكية ميلانيا ترامب أن ثمانية أطفال نازحين من الحرب أعيدوا إلى عائلاتهم إثر مفاوضات بين فريقها وفريق الرئيس فلاديمير بوتين.

وقالت ترامب إن بوتين استجاب لرسالة أُرسلت عبر زوجها، الرئيس دونالد ترامب، خلال قمة في ألاسكا في أغسطس الماضي.

وأضافت في خطاب قصير مدّته ست دقائق من البيت الأبيض يوم الجمعة: «ممثلتي عملت مباشرة مع فريق الرئيس بوتين لضمان إعادة الأطفال إلى عائلاتهم بين روسيا وأوكرانيا. في الواقع، ثمانية أطفال أُعادهْوا إلى أسرهم خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.»

تعثرت محاولات الرئيس الأمريكي ترامب للتوسط في إنهاء الحرب التي دخلت عامها الثالث في أوكرانيا، بعد انتهاء سلسلة من المحادثات المباشرة بين الوفود الأوكرانية والروسية هذا العام.

يقرأ  ألمانيا تدرس الانفصال عن فرنسا بشأن مقاتلة الجيل القادم

وقال ترامب يوم الخميس إن واشنطن وحلفاء الناتو «يزيدون الضغط» لإنهاء الحرب في أوكرانيا.

إلا أن الكرملين أكد أن الزخم نحو التوصل إلى اتفاق سلام قد تلاشى إلى حدّ بعيد.

أضف تعليق