بعد افتتاح فروع في لندن ونيويورك، وضع معرض أبسيلون (Upsilon Gallery) نصب عينيه مدينة ميلانو. المقِيل الألماني-الأرجنتيني مارسيلو زيملر سيفتتح أول مقر قاري له في أوروبا في الثامن عشر من نوفمبر: مساحة عرض تبلغ نحو مئتي متر مربع قرب شارع فيا مونتي نابوليون، في قلب الـQuadrilatero—حاضنة الموضة والرفاهية في المدينة.
موقف غاليري أبسيلون يضعه بين سلسلة متزايدة من المعارض التي تجرّب السوق الميلانية مع طموح الانتقال من مركز إقليمي إلى عاصمة فنية عالمية، من بينها ثاديوس روباك، غاليري كاردي، وروبيليانت + فوينا. فلدى ميلانو منذ زمن طويل المقومات الخام—الثروة، التصميم، والتاريخ—لكن المشهد الفني الإيطالي مرّ سابقاً بفترات «فجر كاذب»، كما أشار بعض المراقبين.
زيملر يصرّ هذه المرّة أن المعطيات مختلفة. في حديث أثناء معاينة معرض أوسفالدو ماريسكوتي في مقر المعرض في أبر إيست سايد، قال: «ميلانو محور ثقافي ومالي رئيس—مكوّنات أساسية لسوق فني حيوي. ومع اتساع قاعدتنا من الجامعين في إيطاليا وقرب ميلانو من زيورخ وباريس، فالخيار يبدو طبيعياً وسلساً بالنسبة إلينا.» وأشار إلى رياحين مؤثرة غيّرت الحسابات: القرار المفاجئ لإيطاليا بخفض نسبة الضرايب على مبيعات الفن من 22 إلى 5 بالمئة، وتدفّق مقيمين بريطانيين أثرياء هربوا من نظام الضرائب الجديد في المملكة المتحدة.
هذه التحولات الكلية باتت لا تُغفل. روما قدّمت أدنى نسبة ضريبة على الفن في منطقة اليورو في يونيو؛ وبحلول أغسطس كانت وكالات العقارات تعرض مزايا الضريبة المسطّحة في ميلانو على المصرفيين اللندنيين المستاءين. «هم يعملون على هذا الإصلاح منذ سنوات»، قال زيملر، «وكلّ الدلائل تشير إلى أنه سيكون له تأثير إيجابي، من المحتمل أن يؤدي إلى زياداة المبيعات.»
المعرض الافتتاحي في ميلانو—فصل ميلاني من سلسلة أعمال أوسفالدو ماريسكوتي بعنوان Valley—سيواكب عرضين متوازيين قيد العرض حالياً في مقرات أبسيلون بلندن ونيويورك. المشروع الثلاثي، كما أوضح زيملر، «يربط مدننا في حديث واحد.» العرض الميلاني يضم أربع لوحات وفهرساً ثنائياً اللغة أعدّه النقّاد ديفيد إبوني وألكس غريملي.
إذا كان قدوم روباك قد دلّ على وزن مؤسسي، فقد يُشير وصول أبسيلون إلى رشيقة ريادية. تأسس المعرض عام 2016 كمنصة إلكترونية، وتحول إلى عملية هجينة—جزءها تاجر فنون وجزءها مشروع إعلامي. وصف زيملر نموذج عمل يعتمد اليوم بقدر ما على الفعاليات والشراكات وتعاونات العلامات التجارية كما يعتمد على المبيعات المباشرة.
«المعارض فارغة في أغلب الوقت»، قال مبتسماً، «لذلك نجعل المساحة متاحة—للمحاضرات وتذوّق النبيذ وقراءات الكتب. الموضوع يتعلق بصناعة تجارب.» وهذه العقلية ستطبّق في ميلانو أيضاً. أرضية المعرض من حجر Ceppo di Gré وتفاصيل الرخام تستحضر عمارة المدينة، وموقعه على بُعد خطوات من برادا وبولغاري يجعله في حوار مباشر مع قطاع الرفاهية. «الفن سلعة فاخرة بطبيعته»، أضاف زيملر. «من الأنسب لنا التعاون مع فئات الرفاهية الأخرى بدل افتتاح مقهى.» يخطط لاستضافة معارض متمحورة حول التصميم أثناء معرض سالوني دل موبِيل، وهو يعمل بالفعل على مشاريع مع فنانين أمثال هان لين، الذي تجسّد أعماله الخزفية تقاطع الحِرف والموضة.
ما إذا كانت ميلانو ستكافئ هذا التفاؤل لا يزال أمراً غير محسوم. آخر مرة بدا أن إيطاليا على أعتاب طفرة في سوق الفن—عندما افتتح غاغوسيان في روما عام 2007—فإن الحماس فاق الواقع. لكن بالنسبة إلى تجار مثل زيملر، تبدو المقامرة جديرة بالمخاطرة. «لدينا موهبة الافتتاح حين لا تكون الظروف الكلية في أفضل حالاتها»، قال ضاحكاً، «إذا استطعت أن تجعلها تنجح الآن، فتخيّل ما سيحصل عندما تتحسّن الأحوال فعلاً.»