منظمات المتاحف تُعرب عن قلقها إزاء قرار إغلاق إم إتش كيه إيه

نددت منظمتان متقدمتان في قطاع المتاحف بشدة بقرار الحكومة الفلمنكية نقل مجموعات ومهمة متحف أنتويرب المعاصر M HKA إلى مؤسسة متحفية جديدة مقرها غنت بحلول عام 2028.

في بيانٍ صادر عن لجنة مراقبة المتاحف، إحدى مبادرات لجنة المتاحف والمجموعات الفنية المعاصرة الدولية (CIMAM) بتاريخ 10 أكتوبر، أعرب الأعضاء عن «قلقٍ بالغ» حيال الأخبار الأخيرة، مؤكدين أن «هذا المخطط الحكومي يقوم على منطق إداري خاطئ يTreat المجموعات على أنها مجرد تراكم متنوع من الأشياء».

يضيف البيان أن وقوع هذا التطور في بلجيكا وبالتحديد في مدينة أنتويرب كان أمراً غير متوقع. فقد اكتسب M HKA خلال أربعة عقود سمعة أوروبية مرموقة على الساحة الدولية في فنون معاصرة، منسجماً مع سلف تأسس عام 1970. ويشتهر المتحف بدوره في احتضان معارض استعرضت مسيرات فنية في مراحلها الأولى قبل أن تبلغ تلك الأعمال منزلة أوسع، وبنهجه المتعدد الأقطاب والغني بالتنوع.

ضمّ أعضاء لجنة المراقبة في خطابهم أسماء بارزة من المشهد المتحفي العالمي، من بينها مديرة متحف متحف «ماثاف» للفن الحديث زينة عريضة، ونائبة المدير الفني في متحف رينا صوفيا أماندا دي لا غارزا، ويو جين سنغ من المعرض الوطني في سنغافورة. وطالبت اللجنة «وزير الثقافة الفلمنكي بإيجاد بديل يتحمّل المسؤولية السياسية تجاه M HKA، وبصياغة رؤية جديدة تُدرك قيمة المتحف ومكانه وتستجيب لها، رؤية لا تفرغ المتحف من مضمونه فتحوّله إلى صدفة خاوية تتهيأ لحركية آنية فقط. تأمل لجنة مراقبة المتاحف أن يُتراجع عن هذا القرار الاستثنائي والمدمّر».

بدورها، أصدرت رابطة L’internationale ـ تحالف متاحف ومنظمات فنية أوروبية تأسس عام 2009 ويُعد M HKA أحد أعضائها الثلاثة عشر ـ بيان دعم للمتحف الواقِع في أنتويرب، عبّرت فيه عن «استيائها الشديد» من إعلان الحكومة الفلمنكية الأخير، مشيرة إلى غياب أي مشاورات مع إدارة M HKA أو الجهات المعنية بالمشروع.

يقرأ  محاولة مؤرخ فنون فرنسي لإحباط نقل سجادة بايو إلى لندن

واتهمت L’internationale أيضاً نقص الشفافية والتفاصيل في الطرح، متسائلةً عن الأسس التي بُني عليها هذا التصور الجذري للخريطة الثقافية الفلمنكية، ومع من جرت المشاورات، ومتى ستُعلن المستندات والتبريرات. رأت الرابطة أن أسلوب الإعلان عن الخطة لا يعكس انفتاحاً ولا محاسبةً، ولا الوفاء بالالتزام بحوكمة رشيدة الذي تُشدد عليه السياسة الثقافية الفلمنكية في الآونة الأخيرة.

بموجب الخطة الحكومية، ستُنقل المجموعة الدائمة التي تركز على مشهد الطليعة في أنتويرب وصلاته مع المشهد الفني الدولي، فيما سيخضع مبنى M HKA الحالي لتجديد ليصبح مركزًا للفنون يستضيف معارض وبرامج—بمعنى آخر سيُحوَّل إلى كونستاله. وقد ألغت الحكومة الفلمنكية في الأسبوع السابق كذلك مخططات لبناء جديد للمتحف كانت تقدر تكلفته بحوالي 151 مليون دولار. ووصفت CIMAM هذا التغيير بأنه تراجع، معبرةً عن قلقها من فصل المجموعة عن موقعها المحدد والمرتبط تاريخياً بالمكان.

تؤكد CIMAM أن مجموعة M HKA راسخة في خصوصية دولية محلية لتيارات الطليعة بعد الحرب العالمية الثانية، حيث كانت مدينة الميناء أنتويرب منبر نشاط فني حيوي، ما شكّل قاعدة قوية لقراءة العالم المعاصر. قبل وقته، كان M HKA يتجه نحو أوراسيا منذ نحو عشرين عاماً.

تضمّ المجموعة أعمالاً لفنانين عاشوا وعملوا في محيط أنتويرب مثل مارسيل برودثيرز، لوك تويمنز، أوتبونغ نكانغا، ولور پروفوست، وكذلك لفنانين جاءوا إلى المدينة لإنتاج أعمال محورية مثل مارلين دوماس، جيمي دورهام، نيكولا ل.، وغوردون ماتا-كلارك، الذي نفّذ مشروع «أوفيس باروك» (1977) في مبنى مكوّن من خمسة طوابق هناك.

وتشير L’internationale إلى أنّ قيمة مجموعة M HKA تتجلّى في سياقها المحلي الغني المتداخل مع سياقات تاريخية وثقافية وجيوسياسية متعددة. وترى أن نقلها من أنتويرب بغرض مركزنة المجموعات في مؤسسة واحدة «يتعارض جذرياً مع إصرار L’internationale على تعزيز التاريخيات المتعددة ووجهات النظر المتنوعة عبر المجموعات والأرشيفات. نحن نرفض جوهرياً فكرة مجموعة وطنية موحّدة واحدة».

يقرأ  خوسيه ماريا فيلاسكو — التقط المكسيك المتغيرة بعيون حانية

أعربت الرابطة أيضاً عن قلقها من تداعيات القرار على أمن وظائف نحو ثمانين موظفاً بالمؤسسة، وطالبت الحكومة الفلمنكية بتوضيح كيف تتوافق خططها الجديدة مع الحفاظ على قوة العمل الحالية في المتحف.

ذكّرت CIMAM بأن M HKA يُعد واحداً من متحفين فلمنكيين في دولة فدرالية أُعلن عنهما كمؤسسات «للتراث الثقافي» من قِبل الحكومة اعترافاً بمهمتهما في السعي إلى التميّز الدولي. وترى لجنة مراقبة المتاحف أن هذا القرار الذي تصفه بـ«المدمّر المحتمل» قد يُحدث أثرًا غير مسبوق على أنتويرب من خلال إلغاء الإسهام الثقافي والاجتماعي والاقتصادي الضروري الذي يقدّمه M HKA لرفاهية المدينة.

كما أشارت اللجنة إلى السجل المهني لمدير M HKA، بارت دي باير، الذي يشغل حالياً منصب الأمين العام لـCIMAM وكان رئيساً للجنة مراقبة المتاحف في الفترة 2016–2024.

وفي تصريح وارد في رسالة CIMAM قال بارت دي باير: «أنا في حيرة. نحن نعيش في ديمقراطية نعيّن فيها أشخاصاً لاتخاذ قرارات بالنيابة عنا. من المهم أن نأخذ ذلك على محمل الجد.» أنا منخرط بنشاط في عدّة دول يُزهَق فيها الناس من أجل هذا السبب بالذات. وفي الوقت نفسه، أشعر بذهول بالغ إزاء القرار وفراغه المعنوي؛ لذا أحاول استيعاب كيفية التنقّل بين ذلك ومنطق الديمقراطية. في هذه اللحظة، زملائي والفنانون الذين نخدمهم هم همِّي الأساسي.

في بيانها حول القرار، أفادت الحكومة الفلمنكية أن استراتيجيتها المتحفية الجديدة، التي تقضي بإنشاء ثلاث “عناقيد” متحفية يقود كلّ منها “مؤسسة منارة”، ستتيح لها أن تتطوّر “معاً إلى متاحف وفق التعريف الدولي الجديد لـ ICOM.”

ردّت رسالة CIMAM على ذلك بشكل حاسم، قائلة: «هذا القرار ينتهك أيضاً تعريف المتحف التابع لـ ICOM ومدوّنة أخلاقياتها، التي تردّ عليها وتلتزم بها CIMAM.» ويعرّف ذلك التعريف، الذي تمّ تحديثه في 2022، المتحف بأنه «مؤسسة دائمة غير ربحية في خدمة المجتمع تقوم بالبحث وجمع والحفاظ وتفسير وعرض التراث المادي وغير المادي».

يقرأ  مصور يلتقط صورًا تخطف الأنفاس وتستحضر أجواءً سينمائية آسرة— التصميم الذي تثق به · تصميم يومي منذ ٢٠٠٧

أثار الإغلاق المخطط لـ M HKA ونقل مجموعته جدلاً واسعاً في المشهد الفني في بلجكيا. وبعد صدور القرار قدّم رئيس مجلس إدارة M HKA، هرمان دي بودي، استقالته، وقال بحسبما ورد: «القرار الذي اتخذته الحكومة الفلمنكية لقطع رأس M HKA، بناءً على اقتراح وزير الثقافة، أمر لا يصدّق. حدث ذلك دون إشراك أي طرف منا. أعتقد أنّ في ذلك إجراماً. ليس لديّ كلمات أخرى لوصفه.»

وبالمثل عُدِم عن لوك تويمانز قوله: «أنا غاضب. يجب ألّا ننسى أن M HKA كان أول متحف للفن المعاصر في بلجيكا. كما أنّ الحيّ بأكمله تشكّل حوله. هذا فقدان للهيبة لمدينة مهمة مثل أنتورب.»

أضف تعليق