ما يجب أن تعرفه
كان المقدم راسل ويليامز، الذي وُثِق به لنقل رؤساء وزراء وملكة بريطانيا، يعيش حياة سرية مليئة بالانحرافات الجنسية والعنف والقتل، رغم موقعه المرموق في صفوف القوات المسلحة الكندية.
ربطت التحقيقات ويليامز بسلسلة اقتحامات للمنازل بلغت 82 حادثة في مقاطعة أونتاريو، حيث كان يسرق الملابس الداخلية والملابس الداخلية النسائية وملابس السباحة والأحذية، ويُصوِّر نفسه أحيانًا وهو يرتديها أو أثناء الاستمناء؛ وفي حالات محددة استهدف فتيات قُصَّرًا. أضحت أدلة الجرائم، بما في ذلك سجلات وصور وترتيب الجوائز المتحصلة من السرقات، دليلاً دامغًا قاد المحققين إلى ربطه بجرائم أكبر. المحققون اعتمدوا على ابحاث الأدلة الجنائية لتحديد نمط الجرائم وربطها بمركبته وممتلكاته.
طُبعت سمعته العسكرية بأنه ضابط مثالي، فقد تدرج حتى تولى قيادة قاعدة سي إف بي ترنتون الجوية، أكبر قاعدة جوية كندية، وكان يقود طائرات تقل كبار الشخصيات. لكن خلف هذا الواجهة ثمة نمط طويل من الاقتحاب والسرقة والاعتداء الجنسي.
في نوفمبر 2009، اعتدى ويليامز على العريف ماري-فرانس كومو داخل منزلها، اغتصبها وقتلها، ثم بعث لاحقًا برسالة تعزية لأسرتها كما لو لم يكن له صلة بالجريمة. استغلّ وصوله إلى جداول طيران الضحايا لمعرفة أوقات وجودهن بمفردهن، بحسب ما كشفت التحقيقات الإقليمية.
بعد شهرين، اختفت السيدة جيسيكا لويد (27 عامًا). عثرت الشرطة على آثار إطارات مميّزة حول منزلها في الثلج، وامتطت الفحوصات لتطابق هذه الآثار مع إطارات مركبة ويليامز من نوع نيسان باثفايندر، ما أدى إلى استدعائه لاستجواب طويل دام نحو عشر ساعات في 7 فبراير 2010. خلال الاعتراف المصوَّر لاحقًا، نُقل عنه كلامٌ يُظهر افتقاره لأي ندم حقيقي على الضحايا، واهتمامًا أكبر بصورة نفسه وتأثير الأمر على أسرته والقوات — قوله: «هميُّتان الفوريّتان هما ما تمرّ به زوجتي الآن، وتأثير هذا على القوات الكندية».
وصف ويليامز ببرود تفاصيل عدد من الجرائم: بالنسبة لكومو اعترف بأنّه ضربها بمصباح يدوي ثم قام بخنقها حتى فقدت الوعي — وفيما بعد قُدِّم في المحكمةَ شاهد عن الاغتصاب المتكرر والرجاء المستميت من الضحية بأن ترحمه. أما عن لويد فوصف كيف قيدها، احتجزها لساعات، أكرهها على ارتداء ملابس داخلية كانت قد سطاها سابقًا، احتجزها لالتقاط مئات الصور ثم أودى بحياتها باستخدام شريط لاصق.
قبل ذلك بأشهر قليلة نفذ اعتداءين عنيفين: في أحدهما اعتدى على لوري ماسيكوت داخل منزلها، قيدها وعصب عينيها وكرهها على التقاط صور؛ وهاجَم امرأة أخرى بتفصيل مشابه لكنه لم يُكشف عن اسمها. بعد توقيفه عثرت الشرطة على كمّيات كبيرة من الغنائم: آلاف القطع من الملابس الداخلية مُفهرسة ومصوّرة بعناية.
هزت هذه الفضائح الرأي العام الكندي وأخضعّت المؤسسة العسكرية لصدمة عميقة، حتى وصف رئيس هيئة الأركان حينها ما قام به ويليامز بأنه «خيانة جوهرية للثقة والواجب والشجاعة». وفي عام 2010، أقرّ ويليامز بالذنب في 88 تهمة من بينها تهمتا قتل من الدرجة الأولى، وحُكم عليه بالسجن المؤبد من دون إمكانية الإفراج المشروط لمدة 25 سنة. سُحب رُتبته وزُيِّقت أوسمته؛ أُحرق بزّته ومحيت ميدالياته.
توصّل ويليامز لاحقًا إلى تسويات خارج المحكمة مع أسرتَي الضحيتين؛ من بينها تسوية مالية مع لوري ماسيكوت بلغت 7 ملايين دولار كندي في 2016. هذه القضية تظلّ من أعنف حالات الخيانة والجرم داخل المؤسسة العسكرية الكندية في العصر الحديث.