طالب هندي يُشتبه في قتاله إلى جانب روسيا أُلقي القبض عليه من قبل القوات الأوكرانية

الجيش الأوكراني يعلن أسر مواطن هندي يزعم أنه قاتل إلى جانب القوات الروسية — أول حالة معروفة لمواطن هندي محتجز في النزاع الدائر.

ساهل ماجوثي، شاب هندي يبلغ من العمر 22 عاماً من ولاية غوجارات، سافر إلى روسيا قبل عامين لدراسة هندسة الحاسوب. وفق ما روته والدته هاسينا ماجوثي في مقابلة مع بي بي سي غوجارات، فقد التحق بدايةً بدورة لغوية في بطرسبرغ لمدة ثلاثة أشهر ثم انتقل إلى موسكو لإكمال دراسته الجامعية، وكان يعمل بدوام جزئي في توصيل أدوات المطبخ.

تقول والدته إن حادثة اتهام بتهريب مخدرات وقعت في أبريل/نيسان 2024، إذ زعمت أن شخصاً وضع المخدرات داخل طرود كان ساهل أوصلها خلال عمله. أُلقي القبض عليه، واحتُجز لستة أشهر، ثم صدر بحقه حكم بالسجن لسبع سنوات، بحسب رواية والدته. عَيَّنت العائلة محامياً خاصاً في روسيا للدفاع عنه، لكنهم لم يعلموا متى أو كيف جرى تجنيده في الجيش الروسي.

في شريط فيديو نشرته اللواء الميكانيكي الثالث والستون التابع للجيش الأوكراني، ظهر ساهل وهو يروي أن السلطات عرضت عليه خيارين: الانضمام إلى الجيش الروسي (مع وعد بأجر عن الخدمة) أو البقاء في السجن. أضاف أنه طُلب منه أن يخدم سنة في الجيش ثم سيُفرج عنه. ويدعي ساهل أن وعوداً مالية متعددة قُدمت له ـ تراوحت بين مئة ألف ومليون روبل وأكثر ـ لكنه لم يتلقَ أي دفعات فعلية.

لم يتسنَّ لبي بي سي التحقق بشكل مستقل من تاريخ أو مكان تسجيل الفيديو، لكن ساهل أشار إلى أنه خضع لتدريب مدته 15 يوماً في سبتمبر/أيلول 2024، ثم أُرسل إلى خط المواجهة بعد ذلك بمدة عام، في 30 سبتمبر. في اليوم التالي، قال إنه وقع خلاف مع قائده، فانفصل عن القوات الروسية، وعثر بعدها على مخبأ لأوكرانيين وطلب مساعدتهم.

يقرأ  مسلحون يقتلون 27 شخصًا على الأقل في هجوم على مسجد بشمال نيجيريا، وفق مسؤولين

وزارة الخارجية الهندية صرّحت بأنها تحقق في الواقعة، وأنها لم تتلقَ اتصالاً رسمياً من أوكرانيا بخصوص الحادث. وطلبت بي بي سي تعليقاً من الحكومة الروسية بشأن مزاعم التجنيد والإجراءات المتخذة.

في أعقاب تداول الفيديو، استدعت فرقة مكافحة الإرهاب في غوجارات (ATS) هاسينا وأخوها للاستجواب في مدينة أحمد أباد. أقارب العائلة أفادوا بأن هاسينا انفصلت عن زوجها عند ولادة ابنها وتعيل أسرتها بالعمل خياطة وهي تقيم مع أقارب أمها. مسؤليون من فرقة مكافحة الإرهاب أكدو احتجاز ساهل في روسيا وأشاروا إلى أن العائلة لم تتواصل معه منذ اعتقاله.

تحدث معلمو ساهل في مدرسته السابقة في موربي عن أنه كان “طالباً عادياً” لكن دافعه كان قوياً لتحقيق طموحات والدته عبر التعليم. كما ناشد زعماء المجتمع المحلي الحكومة بالتدخل لإعادته، مؤكدين أن كثيرين من الشباب زُجّ بهم في الحرب بعد أن ذهبوا للخارج باحثين عن فرص عمل.

تقارير إعلامية تفيد بتجنيد أكثر من 150 مواطناً هندياً — بعضهم تحت تأشيرات طلابية أو زوار — في القوات الروسية، وأن ما لا يقل عن 12 منهم قُتلوا و16 ما زالوا مفقودين. وفي سبتمبر/أيلول الماضي طالبت الهند موسكو بالإفراج عن 27 مواطناً هندياً وإعادتهم إلى الوطن.

وحذرت الحكومة الهندية مراراً مواطنيها من المشاركة في النزاع في أوكرانيا. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الهندية الشهر الماضي: “نحثُّ مجدداً وبشدة جميع المواطنين الهنود على الابتعاد عن عروض الانضمام إلى الجيش الروسي، فهي تنطوي على مخاطر جسيمة تهدد الحياة.”

تقرير إضافي: روكسي قاجديكار تشارا (أحمد أباد) ونيكيتا ياداف (دلهي)

أضف تعليق