فاز باتريك هيرميني في جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية في سيشيل بنسبة 52.7٪ من الأصوات، ما حال دون حصول الرئيس المنتهية ولايته على ولاية ثانية.
أعلنت لجنة الانتخابات النتائج رسمياً فجر الأحد، بعد أن حصل هيرميني على 52.7٪ مقابل 47.3٪ لمنافسه ويفل رامكالاون. شهد مقر اللجنة تواجداً إعلامياً واسعاً وإعلان النتيجة الذي أنهى انتظار يوميْن مكثفين للناخبين.
في خطاب النصر تعهّد هيرميني بتخفيض تكاليف المعيشة وإحياء الخدمات العامة وبذر بذور الوحدة في الدولة الجزرية. قال المكلّم البالغ من العمر 62 عاماً: «تحدث الشعب، وأنا ممتنّ جداً للثقة التي وضعها فيّ. سأكون رئيساً لكلّ السيشيليين، وسأنهي الانقسامات بوقف المحاباة ومنح الجميع فرصة الازدهار».
تمكّن حزب هيرميني، «يونايتد سيشل»، من استعادة السيطرة الكاملة على appareils الحكم بعد أن استرجع أغلبية المقاعد في البرلمان في الجولة الأولى من الانتخابات العامة الشهر الماضي، ما يهيئه لقيادة مركزة للحكومة والتشريع.
يمثّل هذا الانتصار تحولاً كاملاً لمسيرة هيرميني الذي تعرض للضغط في 2023 عقب توقيفه بتهم متعلقة بالسحرة أُسقطت لاحقاً. سبق له أن شغل منصب رئيس البرلمان بين 2007 و2016، ما منح حملته رصيداً خبراتياً في الشأن العام.
حضر ويفل رامكالان إعلان لجنة الانتخابات وهنّأ الفائز، الذي سيصبح الرئيس السادس لسيشل. قال رامكالاون: «أغادر مشهد الرئاسة وإرداتي مطمئنة لأن الإرث الذي أتركه يحرج كثيرين من الرؤساء… آمل أن يحافظ الرئيس هيرميني على هذا المستوى».
أظهرت صور نشرتها صحيفة «Seychelles Nation» المصطلحَين وهما يتصافحان بعد الإعلان، بينما غصّت الساحة أمام مقر اللجنة بمؤيدي هيرميني الذين هتفوا ورفَعوا أعلام البلاد ورايات الحزب ترحيباً بنتيجته كما ظهر في مقاطع متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي.
كانت الجولة الحاسمة نتيجة لعدم حصول أي مرشح على أغلبية مطلقة في الاقتراع الرئاسي قبل أسبوعين. انطلقت عملية الاقتراع المبكر يوم الخميس، لكن غالبية الناخبين أدلوا بأصواتهم يوم السبت.
تنافَس المرشحان في حملتين حادّتين تطرقتا إلى قضايا محورية للمواطنين، أبرزها تدهور البيئة وأزمة الإدمان على المخدرات في دولة لطالما اعتُبرت ملاذاً سياحياً. روج رامكالاون لإدارته لتعافي اقتصاد سيشل من تداعيات جائحة كوفيد-19 وتوسيع شبكة الحماية الاجتماعية، بينما اتهمه هيرميني بتسهيل انتشار الفساد ووعد بإلغاء مشروع فندقي أقرته حكومته ويقول نشطاء بيئيون إنه يهدد شعاباً مرجانية مدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو.
أعلن هيرميني أيضاً عزمه خفض سن التقاعد من 65 إلى 63 عاماً وتنفيذ توصيات لجنة الحقيقة والمصالحة التي تناولت انتهاكات حقوق الإنسان المرتبطة بانقلاب 1977 وتبعاته، في مسعى لمقاربة القضايا التاريخية بطريقة مؤسساتية.
طبيب المهنة، ترأس هيرميني سابقاً وكالة الدولة لمكافحة المخدرات، ووعد بمواجهة وباء الهيروين المتفشي الذي تُعزى أسبابه جزئياً إلى موقع الجزر على ممرات تهريب المخدرات بين إفريقيا وآسيا. تقول وكالة الوقاية من تعاطي المخدرات وإعادة التأهيل إن عدد متعاطي الهيروين يتراوح بين 5,000 و6,000 شخص من أصل نحو 120,000 نسمة، بينما تذهب تقديرات أخرى إلى مستوى قد يصل إلى 10,000.
تضم البلاد 115 جزيرة تقريباً وتُعدّ أغنى دولة إفريقية من حيث نصيب الفرد من الناتج المحلي. تمتد سيشل عبر ما يقارب 1.2 مليون كيلومتر مربع في غرب المحيط الهندي، ممّا يجعلها وجهة سياحية رائدة وهدفاً للاستثمارات والتعاون الأمني مع قوى مثل الصين ودول الخليج والهند.