مجلة جوكستابوز لامار بيترسون «منظور من الخارج» في معرض فريدريكس وفرايزر، نيويورك

يسر صالة فريديركس وفرايزر أن تعلن عن معرض “المنظر من الخارج”، مجموعة جديدة من اللوحات والأعمال الورقية للفنان لامار بيترسون. طوال أكثر من عقدين، تتقصى أعماله الحدود المتحركة بين الملاذ الخاص والانكشاف العام، وترسم خطّاً هشّاً يفصل بين ملاذ الضواحي وعالم الخارج المتسلل.

في هذه الأعمال، تتحول الحياة المنزلية إلى موضوع ومسرح معاً. يضع بيترسون في مركز لوحاته رجالاً سوداً يبحثون عن العزاء في طقوس بسيطة: تحضير وجبة، الاعتناء بالحديقة، أو لحظة توقف لأخذ نفس. تلك الأفعال تتجلّى كإقرارات هادئة بالاهتمام والاعتماد على الذات والبقاء في عالم نادراً ما يمنح مساحة للسكون.

يبرز المنزل كموقع مسامي تتلاشى فيه الجدران وتصبح مضببة، داعية المشاهد للدخول بينما تلمّح في الوقت نفسه لاحتمال التعدّي. لا تُعتبر الفراغات الداخلية مجرد غرف بل أراضٍ عاطفية تُشكّلها الألوان والإيماءات والطقوس. وخارج هذه الحدود، يقترب العالم الخارجي: تتمازج أزهار مع العمارة، وتفتح النوافذ على حدائق، وتنكسر البنى تحت توتر الحماية والانكشاف. هذه العتبات تعكس الحياة الداخلية لشخصيات بيترسون، التي تفاوض بين الهشاشة والمرونة وإصرار الوجود داخل وخارج جدرانها.

يحاول الرجال المصوَّرون نحت ملاذات تحتضن الجمال والنعمة اليومية. الحدائق النابضة والأسطح المنقوشة تخلق حواجز مؤقتة من الأمان. ومع ذلك، لا يمكن إحكام إبعاد العالم الخارجي تماماً؛ ففي يدي بيترسون، تصبح لحظات الراحة مشبعة دائماً بشيء من القلق، مما يوحي بأن الصفاء والتوتر متلازمان بعمق.

بشكل فائق الخصوبة ومزعج في آن واحد، يعكس “المنظر من الخارج” وضعنا الراهن: واقع تتشابك فيه السكينة والقلق، الحميمية والتعدّي، الطوباوية والحياة اليومية. يذكّرنا انه أن الخارج لا يبتعد كثيراً، وأن المشهد، سواء كان توجهاً إلى الداخل او نحو الخارج، أبعد ما يكون عن البساطة.

يقرأ  زوجان أرجنتينيان يوضعان تحت الإقامة الجبرية في إطار تحقيق بشأن أعمال فنية نُهبت من قبل النازيين

أضف تعليق