بعد توقف الحرب الإسرائيلية، من يشتبك مع حماس في غزة؟ أخبار الصراع الإسرائيلي–الفلسطيني

توقفت الضربات الجوية الإسرائيلية على غزة وربما تم التوصل إلى تبادل أسرى بين إسرائيل وحماس، لكن خلفَ عناوين الأخبار تتصاعد توترات خطيرة داخل قطاع غزة بين حماس وفصائل مسلحة أخرى.

من قتل وأين؟
اندلعت، مساء الأحد، اشتباكات عنيفة في مدينة غزة بين عناصر من عشيرة الدغموش وقوات أمنية تابعة لحماس، وأسفرت المواجهات عن مقتل نحو 27 شخصاً على الأقل، من بينهم ثمانية عناصر من حماس، وفق ما أعلنت وزارة الداخليه في غزة. من بين الضحايا أيضًا الصحفي الفلسطيني صالح الجفّراوي (28 عاماً)، الذي كان يغطي أعمال العنف في حي السابرة عندما استهدف.

من هم الدغموش؟
عشيرة الدغموش كبيرة وتمتد جذورها في أوساط متعددة من المشهد السياسي والميداني بغزة. بعض أفرادها ارتبطوا في مراحل سابقة بجماعات مثل جيش الإسلام، وبعضهم انضم إلى حماس أو إلى تشكيلات مقربة من السلطة الفلسطينية. هذا التاريخ المختلط يفسر ازدواجية الروايات حول انحيازات أفراد العشيرة وسلوكهم.

ماذا حدث بالضبط؟
قالت وحدة “سهم” التابعة لوزارة الداخلية إن الاشتباكات بدأت بعدما قامت “عصابة خارجة عن القانون” بقتل مقاتلين من كتائب القسام قرب مستشفى الأردن الميداني في مدينة غزة. شهود عيان ورويات إعلامية تحدثت عن اقتحام مئات المقاتلين التابعين لحماس مبنى سكنياً كان يتوارى فيه مسلحون من عشيرة الدغموش، فيما نقلت وكالات أنباء عن حملة أطلقها حماس أودت بحياة عشرات من عناصر ما وُصف بـ”عصابة”. الأرقام تختلف بين مصادر متعددة: الداخلية تحدثت عن ثمانية قتلى من حماس و19 من العشيرة، ووكالة رويترز ذكرت حصيلة أعلى.

هل للدغموش ارتباط بإسرائيل؟
الإجابة غير حاسمة. ثمة تقارير داخلية تصف بعض عناصر العشيرة بأنهم على علاقة بإسرائيليين، بينما ينفي قادة العشيرة تلك الاتهامات. في أكتوبر، قال نزار الدغموش لصحيفة أمريكية إنه تلقى اتصالات من الجيش الإسرائيلي بشأن إدارة منطقة إنسانية مفترضة في المدينة، لكنه قال إنه رفض، وأن القوات الإسرائيلية بعدها قصفت حيه ودمرت منازل. العداء بين الدغموش وحماس قد تصاعد في السابق إلى اشتباكات مسلّحة، لكن ما إذا كانت إسرائيل تستغل هذا الانقسام أم تدعمه بشكل مباشر يبقى موضع نقاش وتباين في المصادر.

يقرأ  محتجون في بيرو يعرقلون حركة القطارات المتجهة إلى ماتشو بيتشو

هل تدعم إسرائيل ميليشيات في غزة؟
نعم، هناك تقارير واسعة تربط إسرائيل بدعم أو تغذية مجموعات محلية تهدف إلى تأجيج التوترات الداخلية. من أبرز هذه التشكيلات “القوات الشعبية” بقيادة ياسر أبو شباب، المنحدر من قبائل الطرابين البدوية، التي اتُهمت بسرقة مساعدات وبيعها في السوق السوداء، ما دفع حماس لمواجهتها واتهامها بالتعاون مع إسرائيل. كذلك ذُكر تشكيل يسمّى “قوة الضرب ضد الإرهاب” بقيادة حسام الأستال، الذي وردت تقارير عن صلات سابقة له بالسلطة الفلسطينية وبإسرائيل، وصراعاته مع حماس قبل إعلان وقف إطلاق النار.

ما الذي ينتظر غزة الآن؟
القتال قد هدأ مؤقتًا، لكن احتمالية تجدد الاشتباكات لا تزال قائمة في مجتمع منهك بعد عامين من حرب إبادة جماعية قاسية. الفراغ الأمني يفتح الباب أمام صراعات على النفوذ والأراضي، ومع عودة السكان إلى ما تبقى من منازلهم ودخول مساعدات إنسانية متقطعة، تبقى المدن عرضة لتصاعد العنف. من جهتها تنفي حماس نشر قواتها في الشوارع، بينما يستشعر الأهالي قلقًا متزايدًا من انزلاق الوضع إلى مزيد من الفوضى.

الضحايا والإعلام
أثار مقتل الصحفي صالح الجفراوي موجة حزن وغضب، وتناقل ناشطون فيديو له يحيي زميله أنس الشريف، مراسل الجزيرة الذي قُتل في 10 أغسطس. كلاهما كانا قد تلقيا تهديدات متكررة على خلفية تغطيتهما للحرب.

حصيلة القتلى
بحسب الأرقام المنشورة، ارتفع عدد القتلى في قطاع غزة منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023 إلى ما لا يقل عن 67,806 قتيلاً، في واحدة من أكثر المآسي إنسانية وحدّة في العقد الأخير.

أضف تعليق