ترامب يصف المانحة الكبرى بأنها «تحب إسرائيل»
خلال كلمة ألقاها رئيس الولايات المتحدة، دونالد ترامب، في الكنيست احتفالاً باتفاق وقف إطلاق النار في غزة، أشاد بالدبلوماسيين والقادة العسكريين والدول الإقليمية التي ساهمت في التوصل إلى الاتفاق. كما لفت الرئيس الانتباه إلى مريم أديلسون، المانحة الكبرى المؤيدة لإسرائيل، وقال إن لديها «60 مليار دولار في حسابها» وأنها «تحب إسرائيل».
جاءت المداخلة المصحوبة بنبرة فكاهية عندما روى أنه سألها ذات مرة: «مريم: أعلم أنك تحبين إسرائيل، فماذا تحبين أكثرْ، الولايات المتحدة أم إسرائيل؟» وهي، هي رفضت الإجابة، ما أدى إلى ضحكات خافتة في القاعة.
دور مالي وسياسي بارز
أديلسون، صاحبة إمبراطورية الكازينوهات في لاس فيغاس، ضخّت 106 ملايين دولار في «Preserve America» — لجنة العمل السياسي المؤيدة لترامب — ومجموع التبرعات التي ساهمت بها لعوامل انتخابية مُوالية لترامب خلال السنوات الماضية يتجاوز مئة مليون دولار لمساندته في انتخابات 2024. حضرت يوم الاثنين في بالكون الكنيست وتلقت تحية وقوف بينما أشاد بها ترامب وذكر أنها زارت البيت الأبيض مرات أكثر من أي أحد آخر.
من طبيبة إلى صاحبة القرار
ولدت مريم أديلسون في تل أبيب عام 1945 بعد هجرة والديها من بولندا، وتدرّبت طبيبةً مختصة بعلاج الإدمان قبل دخولها عالم الأعمال. تزوّجت من شيلدون أديلسون عام 1991، رائد الأعمال الذي بنى إمبراطورية Las Vegas Sands، وعند زواجهما كانت تملك حصة أكبر من أسهم الشركة. بعد وفاة شيلدون عام 2021، تولّت السيطرة الأغلبية على الشركة التي تُدير كازينوهات كبيرة في سنغافورة وماكاو.
كان شيلدون أديلسون من كبار المانحين للحزب الجمهوري، وأسهمت العائلة ببيع ممتلكاتهم الشهيرة في شارع لاس فيغاس ستريب، بما في ذلك منتجع Venetian، بمبلغ 6.25 مليار دولار عام 2022. وفي 2023 استحوذت مريم أيضًا على حصة الأغلبية في فريق دالاس مافريكس لكرة السلة.
تأثير على سياسة ترامب تجاه إسرائيل
لطالما روى ترامب أن الزوجين كانا يزورانه في البيت الأبيض خلال ولايته الأولى للمطالبة بسياسات مؤيدة لإسرائيل، وكرّر هذا التأكيد في كلمته. امتدت نفوذ العائلة بين المحافظين الأمريكيين عبر تبرعات كبيرة تجاوزت 600 مليون دولار لدعم حملات ترامب الانتخابية ولعمال سياسيين جمهوريين منذ منتصف العقد الثاني من القرن الحالي.
تصاعدت مواقف مريم بعد هجمات 7 أكتوبر، فكتبت عمودًا في صحيفة «إسرائيل هيوم» التي تملكها تدعو فيه إلى مقاطعة وانتقاص من خصوم إسرائيل في أنحاء العالم، معتبرة أن «المؤيدين الأجانب لحماس هم أعداؤنا وممكّنو الأيديولوجيا في الغرب، وينبغي أن يكونوا في نظرنا ميتين». دعمها لترامب وللحزب الجمهوري رسّخ علاقاتها القوية مع إدارة البيت الأبيض؛ وكان الزوجان من الداعين لنقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس في 2016 وللاعتراف بسيطرة إسرائيل على مرتفعات الجولان خلال ولاية ترامب الأولى. وقد منحه ترامب في 2018 وسام الحرية الرئاسي تقديراً لمواقفهما.
خطاب انتخابي ومواقف داخلية
في فعالية انتخابية سبتمبر الماضي، حثّت أديلسون الناخبين اليهود على واجب مقدّس بدعم ترامب «امتنانًا لكل ما فعله ووثوقًا بما سيقدمه بعد»، كما دعمت الحملة القوية ضد المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في الجامعات العام الماضي ووصفت تلك الاحتجاجات في مجلة فوربس إسرائيل بأنها «تجمعات بغيضة لمتطرفين إسلاميين وأنصار حركة حياة السود مهمة واليساريين المتشددين — لا تعدو أن تكون حفلات في الشوارع».