خمس خلاصات أساسية من تصريحات دونالد ترامب حول غزة وتداعياتها على الصراع الإسرائيلي–الفلسطيني

زيارة استُقبلت كأوسمة رغم المأساة

زار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إسرائيل ومصر في جولة احتفالية باتفاق وقف إطلاق النار، وحظي باستقبال وصفه مؤيدوه بـ«الأبطالي». ألقى خطاباً في الكنيست ثم توج زيارته بمشاركة قادة إقليميين ودوليين في حفل توقيع اتفاق التهدئة في شرم الشيخ. طوال الزيارة أخذ ترامب على عاتقه نسب الفضل في إنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة، التي أدت إلى مقتل نحو 68 ألف فلسطيني في حملة وصفتها منظمات حقوقية رائدة بأنها ترقى إلى مستوى إبادة جماعية.

تصوير «شرق أوسط جديد»

كرر ترامب رؤيته لـ«شرق أوسط جديد» صديق لواشنطن واسرائيل، مستقِر وجاذب للاستثمارات. وصف وقف إطلاق النار بأنه نهاية «عصر الإرهاب والموت» وبداية «عصر الإيمان والأمل»، واعتبر أن الاتفاق يمثّل انطلاقة تاريخية لوئام دائم في المنطقة. في خطابه قدّم الاتفاق كحل شامل لمشكلات المنطقة، متجاهلاً التحذيرات الفلسطينية بأن سلاماً دائماً لن يتحقق ما دامت سياسات الاحتلال والاضطهاد مستمرة؛ خصوصاً في ظل استمرار هجمات إسرائيل على لبنان وسوريا وتوسع المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة.

مدح نتنياهو وطلب العفو عنه

امتدح ترامب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وحث رئيس الدولة على منحه عفواً عن التهم الداخلية الماثلة ضده، مستهجناً ما وصفه بتركيز الاهتمام على «السيجار والشمبانيا» بدلاً من «إنجازاته». قال إن نتنياهو أحد أعظم قادة الحرب، واعترف بصعوبة التعامل معه لكنه نافٍ أن ذلك جزء من عظمته، وذكر أن نتنياهو كان يطلب أسلحة محددة من الولايات المتحدة مراراً. وتشير تقارير إلى أن الأسلحة الأمريكية أسهمت في تحويل أجزاء واسعة من غزة إلى ركام، وأن واشنطن قدمت حليفها في المنطقة نحو 21 مليار دولار خلال العامين الماضيين.

الضغط الدولي والاعتراف المتبدل

أقر ترامب بأن الرأي العالمي يميل ضد إسرائيل بسبب الفظائع في غزة، مشيراً إلى أن عدداً من حلفاء إسرائيل الغربيين أقرّوا دولة فلسطينية خلال الأشهر الماضية رداً على ما يجري في القطاع. ورأى أن توقيت وقف إطلاق النار «ذكي» وأن نتنياهو سيُذكر بما حققه أكثر مما لو استمر القتال طويلاً. في المقابل، تعهد نشطاء حقوقيون بمواصلة المطالبة بمحاسبة مسؤولي ما جرى ووصفوا مكافآت الترحيب بإنهاء الحرب بأنها لا تبطل الحاجة إلى مسؤولية قانونية.

يقرأ  ترامب: الولايات المتحدة استهدفت «سفينة تهريب مخدرات» أخرى وأسفرت الضربة عن مقتل ثلاثة

رسالة عابرة للفلسطينيين

وجّه ترامب رسالة قصيرة للفلسطينيين طالبهم فيها التركيز على «الاستقرار والأمن والكرامة والتنمية الاقتصادية»، دون أن يعترف بمعاناة الضحايا أو بطلبهم لحق تقرير المصير عن دولة مستقلة، رغم أحكام محكمة العدل الدولية التي اعتبرت سياسات الاستيطان بمثابة تمييز نظامي يصل إلى حد الأبارتهايد. شدّد على أن على الفلسطينيين «الابتعاد نهائياً عن مسار الإرهاب والعنف»، واعتبر أن شكاواهم ليست ناشئة عن ظروف مادية مفروضة عليهم بل عن كراهية داخلية، مطالباً إياهم ببناء مجتمعاتهم بدلاً من محاولة تدمير إسرائيل.

إشارات متضاربة تجاه إيران

جدد ترامب التأكيد أن الضربات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية قضت على البرنامج النووي، وأشاد بما وصفه بدور إسرائيل في استهداف قيادات عسكرية وعلماء نوويين إيرانيين. ألمح إلى أن هذه الضربات ساهمت في تهيئة الظروف التي أدت إلى اتفاق غزة، وقال إن «غياب ذريعة غزة وإيران يفتح الطريق أمام زخم دبلوماسي نحو سلام عريض». ومع ذلك ترك الباب مفتوحاً للتفاوض مع طهران، معرباً عن رغبته في رفع العقوبات إذا تراجعت إيران عن مواقفها واستأنفت الحوار.

خاتمة

بينما احتفى بعض القادة بالاتفاق كفرصة لإحلال الاستقرار، يظل السؤال عما إذا كان هذا الترتيب سيعالج جذور الصراع أو يلفّ الأزمة بتسوية مؤقتة، خصوصاً مع استمرار مطالب الحقوق الدولية والمجتمع المدني بالمساءلة والعدالة.

أضف تعليق