عشر معارض لا تُفوّت في باريس — خريف ٢٠٢٥

نَفَس وطني واضح يهيمن على خريطة المعارض في باريس هذا الخريف؛ من استعراض ضخم لجاک لويس دافيد في متحف اللوفر إلى عرض موازٍ لأعمال معاصره من عصر نابليون، جان-باپتيست غروز، في البيتيه باليه، ومن ثمّ لوحة جورج دي لا تور التي تُعرَض في متحف جيكيمار-أندريه. الأولان مرتبطان بذكرى تاريخية — مرور مئتي عام على وفاة دافيد وثلاثمئة عام على ولادة غروز — لكن ألم يقل أحد إنّ العرض الجيّد عن أعمدَة التاريخ الفنّي الفرنسي لا يحتاج دائماً إلى ذريعة احتفالية؟

المساحات الخاصة الكبرى أيضاً تدخل الساحة بنقطة قوة: مؤسسة كارتييه تفتتح فضاءً معماريّاً جديداً يُنافس بورصة التجارة، بينما اختارت مجموعة بينو أن تتّسع أو تتقلّص في آن معاً عبر استقصاء واسع لفنّ المينيماليزم.

قد تكشف مبادرات أصغر خارج دوائر المتاحف الكبرى عن نبض الزمن الفرنسي الحالي: معرض 7 شارع فرويسّار الجديد، أو عروض التصوير الفوتوغرافي للمصور الأمريكي تايلر ميتشل في الميزون الأوروبية للتصوير. ولمن يفضّل الغوص في حنين العصور الغابرة بالقرب من الديار، تقدّم السينماتيك عرضاً عن أورسن ويلز بمناسبة مرور أربعين سنة على رحيله — وستبقى الذكريات والتواريخ تتعاقب.

— — —

جاك لويس دافيد
متحف اللوفر، شارع ريفولي 99 — 15 أكتوبر حتى 26 يناير

من المناسب أن يتصدّر أهم متحف فرنسي استعراضاً للحياة الفنية لأبرز رسّامه في القرن الثامن عشر، والّذي عاش خلال ستّ أنظمة سياسية وشارك في الثورة، فحملت لوحاته ثقلاً رمزياً وسياسياً كبيراً. يستند المعرض إلى ثلاثين سنة من البحث الذي تلا آخر استعراض أحادي في 1989، وسيضمّ روائع مثل «سبيناتيا» و«موت مارا» وغيرها من الأعمال المفصلية في مسيرة دافيد.

— — —

جان-باپتيست غروز: الطفولة تحت الأضواء
البيتيه باليه، جادة وينستون-تشرشل — حتى 25 يناير

بينما يشتهر غروز بلوحات التاريخ، يسلّط هذا المعرض الضوءَ على إنتاجه الغزير في تصوير الأطفال والطفولة. تستعمل المتحف هذه الأعمال نقطة انطلاق لمناقشة قضايَا محورية في حقبة التنوير: من قضايا اجتماعية وسياسية مثل التعليم ومسألة الرضاعة الطبيعية مقابل الممرضات المرضعات، إلى تأمّلات وجودية حول الموت وإدراك حال الطفولة وتجاربها داخل الأسرة والمجتمع (المهر، قراءة الكتاب المقدس)، في عرض يضم نحو مئة عمل من مجموعات دولية.

يقرأ  الحوثيون في اليمن يعلنون مسؤوليتهم عن هجوم بطائرات مسيّرة على مطار إسرائيليأخبار الصراع الإسرائيلي الفلسطيني

— — —

7 شارع فرويسّار
7 rue Froissart — 19–25 أكتوبر

هذا المعرض الجديد يُقَدَّم كردّة فعل على آليات العرض التقليدية الصارمة مثل آرت بازل باريس. بريجيت مولهلاند، التي افتتحت معرضها الذي يحمل اسمها في باريس عام 2024 بعد عشرين عاماً في نيويورك، تتعاون مع سارا ماريا سلاموني، المؤسسة المشاركة لغاليري Mrs. في كوينز، بهدف تشجيع مناهج تعاونية ومتعدّدة التخصّصات. توقع عروضاً تجريبية وأداءات فنية جريئة، بينها عمل دراغ يسخر من حفل المت غالا، في حدث يتميّز بحرّية التعبير.

— — —

جورج دي لا تور: من الظل إلى النور
متحف جيكيمار-أندريه، بوليفار هاوسمان 158 — حتى 25 يناير

يعيد هذا الاستعراض، الأول من نوعه في فرنسا منذ 1997، تسليط الضوء على جاذبية الرسومية الضوءية (الكياروسكورو) في أعمال دي لا تور، وقدرتها على منح المشاهدات طابعاً درامياً يتراوح بين الإنسانية المتواضعة في تصوير الفئات الشعبية، والشدة الحميمة في السرديات الدينية، ونوايا التهذيب الأخلاقية في اللوحات السردية. وعلى الرّغم من عدم وجود دليل على سفره لإيطاليا، يظل تأثير كارافاجيو ظاهراً، وسيكون مثيراً متابعة كيف يعالج المعرض سكونية لوحاته المهيبة.

— — —

تايلر ميتشل: لو كان هذا حقيقياً
الميزون الأوروبية للتصوير، شارع فورسي — 15 أكتوبر حتى 25 يناير

صنع تايلر ميتشل، المولود في أتلانتا، اسمه بتصويره غلاف مجلة فوغ وهو في الثالثة والعشرين من عمره، ويجمع هذا الاستعراض أعمال عقدٍ من عمله التي ترتكز على تفاصيل الحياة اليومية لتطرح أسئلة أزلية عن الهوية والوعي الذاتي والجمال. يستولد عمله طابعاً حالمياً في مناظره الطَّيبة مع الطبيعة، ويتناول أيضاً استدعاءات تاريخية مثل أثر الاستعمار على تجارب السود اليوم وإحساس التحرّر منها، في صور تردّد السؤال البلاغي: هل كان/هل هذا حقيقياً؟

يقرأ  سوثبي تعرض ستّ روائع فنية في أبوظبي بقيمة تُقدَّر بنحو ١٫٥٤ مليار دولار

— — —

سارجنت: باريس المبهرة
متحف أورسيه — حتى 11 يناير

يحاول هذا المعرض إظهار جانٍ أقل شهرة من إرث جون سينغر سارجنت في فرنسا، مع التركيز على تدريبه الباريسي تحت كارولوس-ديوران عام 1874. وعلى الرغم من نادرته في تصوير مشاهد باريسية صريحة، استفاد سارجنت من بوتقة التلاقح الفني والمجتمعي في المدينة، ويعرض المعرض نحو تسعين لوحة بالتعاون مع متحف المتروبوليتان، من بينها أعمال لم تُعرض من قبل في فرنسا. صورة عام 1884 لفيرجيني غوترو التي تسببَت بمأزقٍ لدى صالون باريس ستُسلَّط عليها إضاءة خاصة باعتبارها الشرارة التي أدّت عملياً إلى طرده الثقافي من المشهد الفرنسي.

————————————————————

جير هارد ريشتر
مؤسسة لويس فويتون، 8 شارع مهاتما غاندي، 75116 باريس
17 أكتوبر – 2 مارس

ريشتر، «شمعة (Kerze)» (1982)
تتوالى مؤسسة لويس فويتون بعد معارض ديفيد هوكني وجوان ميتشيل وباسكيات في تقديم معرض شامل لواحد من أعمدة الرسم في القرن العشرين: جير هارد ريشتر، الذي يمثل طيفاً واسعاً من التطوّرات — من التصوير الفوتوغرافي الحاذق وصولاً إلى التجريدات الناتجة عن تقنية السكيجي، وكل ما يقع بينهما. مع امتداد فترة العرض من 1962 حتى 2024 ووجود نحو 270 عملاً، كان تجميع هذه المعرض إنجازاً هائلاً، ومع ذلك فإن الفواصل الهادئة المتمثلة في التماثيل والرسومات — علماً بأن ريشتر أوقف الرسم في 2017 — ستمنح زائراً نظرةً موسّعة على المزاجات والمواضيع والدرجات التقنية. العملية المنهجية في العرض توفّر خريطةً معرفية غنية للفنان. متوّقعاً أن يكشف المعرض عن طبقات متعدِّدة من التأويل.

————————————————————

المنزل الجديد لمؤسسة كارتير
مؤسسة كارتير للفن المعاصر، ساحة قصر-الرويال 2، 75001 باريس
24 أكتوبر – مستمر

داخل البناء الهاوسمانّي الجديد الذي أُعيد تصميمه على يد جان نوفيل، المطّاط التاريخي مزوَّد بنوافذ كبيرة تمنح انفتاحاً على المدينة، إضافة إلى خمسة «منصات متحركة» تدعو إلى مرونة وتجريب في تصميم المعارض. النية واضحة: ترسيخ هوية المؤسسة كلاعبٍ جاد على مسرح الفن الباريسي. المعرض الافتتاحي، المعتمد على كامل مجموعتها الممتدة على مدى أربعة عقود، سيُعدُّ بمثابة بيانٍ تأسيسي لما تختاره المؤسسة من أعمال بين أكثر من مئة فنان جمعتهم.

يقرأ  من هم الصحفيون الخمسة الذين قُتلوا في هجوم إسرائيل على مستشفى بغزة؟

————————————————————

الحدّ الأدنى (Minimal)
بورصة التجارة (Bourse de Commerce)، 2 شارع فيارم، 75001 باريس
مستمراً حتى 19 يناير

سوزومو كوشيميزو، «من سطح إلى سطح — رباعي السطوح» (1972/2012)
لا يكتفي بينو عند اختياراته من مجموعته فحسب، بل يستعير أيضاً لتوسيع المفهوم الشائع — وإن المبسّط — عن المينيمالية باعتبارها «الأقل هو الأكثر». يستعرض المعرض حركات متنوعة تحت مظلة المينيمالية، من حركة مونوها في اليابان التي نسّقت الأشياء لاستكشاف الفضاء والتبعية البينية، إلى الفن النيو-كونكريت في البرازيل. تقسيم المعرض موضوعياً — ضوء، توازن، سطح — يبرز العمق والدلالات التي غالباً ما يُساء فهمها في هذا التيار.

————————————————————

اسمي أورسون ويلز
السينماتيك (Cinémathèque), 51 شارع بيرسي، 75012 باريس
مستمراً حتى 11 يناير

من عمل «بروسيس»، 1962
تحتفي السينماتيك الفرنسية بهذا العملاق السينمائي بملحمة تذكارية في الذكرى الأربعين لرحيله. مسيرة ويلز المتأخرة، التي أضفت عليها بعض الأعمال التجارية والتجارب الأقل نجاحاً سحابةً من الأحكام المسبقة حول عبقريته، لم تُضعف من مقامه كمتعدد المواهب؛ فقمته الفنية ظهرت مبكراً في فيلمه «المواطن كين» (1941) حين كان في الخامسة والعشرين. ورغم أنه أخرج اثني عشر فيلماً فقط، فإن المئات من الأعمال المعروضة تذكّرنا بسعة نشاطه الإبداعي عبر الإذاعة والنحت والرسم؛ وفرصة ثمينة لهواة السينما للاطلاع على مواد أولية تحيط بأعماله الأيقونية.

أضف تعليق