بايس تعرض عملاً لموديلياني في باريس احتفاءً بتعاونها مع ريستيلّيني

أبرز ما أعلنت عنه دار “بايس” للمقتنيات في مشاركتها المقبلة بـArt Basel Paris

أعلنت دار المعارض بايس يوم الثلاثاء عن أبرز الأعمال التي ستعرضها خلال مشاركتها في معرض آرت بازل باريس في وقت لاحق من الشهر. من بين هذه القطع لوحة بارزة لأمديو موديغلياني من عام 1918 بعنوان Jeune fille aux macarons (الفتاة ذات الماكرون)، والتي تُعرض على نطاق واسع ويُقدر سعرها بنحو عشرة ملايين دولار.

شراكة بحثية وإصدارات مرتقبة

إدراج هذه اللوحة لدى بايس لا يقتصر على إظهار صلة الفنان الإيطالي بباريس، حيث عاش جزءًا كبيرًا من حياته ودُفن في مقبرة بير لاشيز، بل يأتي أيضاً بمثابة ترويج لشراكة رسمية جديدة بين الجاليري ومعهد ريستيليني (Institut Restellini). يتعاون الطرفان على إصدار كتالوغ رايزونيه لموديغلياني مقرر نشره في مارس المقبل. وفق بيان صحفي أصدرته بايس، ستنظم الدار سلسلة ندوات علمية في نيويورك عام 2026 ومعرضاً عن الفنان في 2027.

منهجية توثيقية وتحقيقات علمية

قال مارك غليمشر، الرئيس التنفيذي لبايس، في بيان إن “كتالوغ ريستيليني لموديغلياني ليس فقط المنشور الحاسم في شأن الفنان، بل يرسم معياراً جديداً لكل الكتالوجات الرايزونيه”. وأضاف أن منهجية ريستيليني الرائدة، واستعانته الواسعة بالعلوم والتقنيات، أسفرت عن توثيق وإثبات أصالة 424 عملاً للفنان، كثير منها ستُعرض في جاليري بايس بنيويورك عام 2027.

مسيرة بحثية دامَت عقوداً ونزاعات قانونية

يُذكر أن العمل على الكتالوغ استهلّه الباحث مارك ريستيليني عام 1985، وقد استغرق المشروع عقوداً من البحث الدقيق الذي شمل إقناع جامعين متحفظين بالخضوع لفحوصات علمية وتصوير بالأشعة تحت الحمراء. لسنوات كان معهد وايلدنبستاين في باريس يمول هذا الجهد، ثم تراجع بعد وفاة الأب دانيال وايلدنبستاين، إذ أخبر ابنه غي ريستيليني بوقف الدعم. تبع ذلك انسحاب المعهد وتحوّل أرشيفاته إلى مؤسسة وايلدنبستاين-بلاتنر غير الربحية المتخصصة برقمنة الكتالوجات الرايزونيه. في 2020 رفع ريستيليني دعوى لمنع المؤسسة من نشر مواد أعدّها للمشروع، وتوصل الطرفان لاحقاً إلى تسوية قُدّمت إلى المحاكم في مايو، وفق سجلات قضائية عامة.

يقرأ  رُوَّادُ الحَداثَةِ الآسِيَوِيَّةِ فِي بَارِيسَ

تأجيلات، تهديدات، وسوق متقلب

طُرحت فكرة نشر الكتالوغ منذ سنوات طويلة، إذ أعلن ريستيليني في 2016 عزمه المضي قدماً بالنشر رغم تعرضه لتهديدات بالقتل وضغوط قانونية على خلفية استبعاده بعض الأعمال. إذا ما نُشر الكتالوغ في مارس المقبل فسيكون قد مرّ عقد كامل منذ ذلك الإعلان. سوق موديغلياني يعاني منذ زمن من مشكلات تتعلق بالأصالة، إذ كان الفنان يبيع أو يهدي أعماله أحياناً دون توثيق مكتوب، ما أتاح لعمليات التزوير الظهور بكثرة. في ظل الأسعار الضخمة التي تحققها أعماله، تتزايد دوافع التزوير؛ وسبق لميلتون إيسترو أن وصف في Vanity Fair ما اعتبره “وباء تزوير أعمال موديغلياني”. وحتى مع مستندات قد تبدو مقنعة، ظل المشترون مترددين في كثير من الأحيان، كما أشار مسؤولون سابقون في قطاع المعارض.

سجلات مزادات لافتة

حطّم رقم قياسي في 2015 عندما بيع Nu Couché في كريستيز نيويورك مقابل 170.4 مليون دولار للمستثمر الصيني الملياردير ليو ييتشيان، في حين بيع عمل مقارب في 2018 بسوثبيز نيويورك مقابل 157 مليون دولار. ومنذ ذلك الحين جاءت فقط سبع أعمال لموديغلياني إلى المزاد بأسعار تزيد على عشرة ملايين دولار، كان أحدثها لوحة Paulette Jourdain (1917) التي بيعت في هونغ كونغ لدى سوثبيز في أكتوبر 2023 مقابل 34.8 مليون دولار.

آفاق السوق ونتائج التوثيق

مع انتهاء نزاع وايلدنبستاين-بلاتنر ونيستيليني واقتراب إصدار الكتالوغ الرايزونيه—الذي يُتوقع أن يضم نحو مئة عمل موثَّق جديداً، نصفها في مقتنيات متحفية—قد تراهن دار بايس على احتمال استرخاء قيود السوق على أعمال الفنان وعودة الحيوية إلى تداولها.

حول لوحة Jeune fille aux macarons

اللوحة مدرجة بطبيعة الحال في الإصدار الجديد؛ عرضت آخر مرة في 2021 بمتحف ألبرتينا ضمن معرض “ثورة البدائيات/Primitivist Revolution”، وعُرضت للبيع لدى دافيد ليفي في معرض ماستربيس لندن 2019 دون أن تُباع. وفقاً لبايس، كانت القطعة في حيازة جامع واحد منذ 2005، بينما تُظهر وثائق المَلكية التي قدمها ليفي لمعرض ماستربيس أنها تنتمي إلى مجموعة خاصة في سويسرا.

يقرأ  مبيعات الفن المسائية في هونغ كونغ تبلغ ١٣٦ مليون دولار وسط تحرٍّ حذر في السوق

أضف تعليق